-
-
السكك و ألأزقة بحارة سيح العافية - ذكريات (١٤د)
الإنسان عندما يكبر لا يمل عن التحدث عن ذكريات طفولته، وهي أعز ما يملك، وعندما أرى كثير من الأخوة أبعدتهم العاصمة عن البلد التي عاشوا وترعرعوا فيها، فإن هذا يقلقني، أرى بالطبع سيؤثر أو أثر في الأبناء، وأصبحت إبراء بالنسبة لهم بلد مناسبات يأتوها في المناسبات، وهناك كثير من المعالم انطمست، وغابت بمرور الوقت، قد تفقد الهوية، لذا رأيت من واجبي أن أدون كل ما أتذكره، أو أعرفه، لعلني أكون قد ساهمت بالشيء القليل وفاءا للمكان الذي عشت فيه ودفن فيه أبائي و أجدادي.
لقد تغيرت معالم حارة سيح العافية، بسبب الحداثة، و اندثرت كثير من البيوت بفعل الزمن، بعضها أزيل واستبدل بمباني حديثة والبعض الآخر بقت مساحات فضاء، كالبيت الشرقي، وبيت سيف بن سالم، والبيت الحدري الخ....
هناك مباني سكنية حديثة، شيدت لتتماشى مع متطلبات العصر، وهذا قد يبدو واضحا من خلال الصور التي التقطها لكتابي المرتقب "من ممرات الحياة"، حيث معظم هذه الصور تم التقاطها بعد سنة ألفين. وعندما أتحدث عن ذكرياتي في حارة سيح العافية في كتاباتي، فإني كل ما أعنيه هو ما تم قبل سنة السبعين إلا الجزء الذي يذكر فيه التاريخ.
و في فترة الستينات عندما كنا نسكن في البيت الحدري لم أكن كثير التجوال في سكك الحارة، إلا بعد عودتي من أفريقيا و أانتقال سكننا في البيت الشرقي أي في الفترة بعد عام 1964 حيث كان عمري ربما آن ذاك حوالي عشر أو تسع سنوات، و كنت كثير التغيب عن الحارة، خاصة بعد انتقالي إلى مطرح للدراسة ربما في عام 1967، ثم إلى دبي ومن بعدها إلى أبو ظبي في عام 1971 وكنت أحضر الحارة في معظم مناسبات الأعياد التي أتاحت لي فرصة التجوال في السكك و دخول بيوت الأقارب والأرحام
وقبل انتقالي إلى مطرح بفترة، أتاح لي الوقت أيضا التجوال في سكك "ضواحي "لبلاد" و أيضا بعض سكك الحارة عندما كنت أدرس في مسجد الجامع بمعية أولاد الحارة.
وأذكر البيوت شبه متراصة، يقع التجمع السكاني بين المقبرة العلوية، والمقبرة الحدرية، ويحدها الوادي من الغرب، بيوت من طين، و أضيق سكة في الحارة كانت ما تتيح لمرور "حمارة بثويها" يعني بحمولتها في كيس من السعف النخيل، (ما يقارب المتر ونصف المتر)، عدى السكة التي تؤدي إلى بيت بنات محمد بن راشد، السكة التي بين بيت الوالد علي بن خالد وبيت راشد بن هديب سابقا (بيت البراونة حاليا).
معظم السكك أو "السكيك" باللهجة المحلية متعرجة وبجانبها بيوت معظمها مشيدة من الطين عدى بعض البيوت القليلة جدا مبنية بالحصى والجص أو بالجص والطين معا، مثل البيوت التي عند الدروازة العلوية وبيت الوالد علي بن خالد والبيت المجاور له وبيت منصور بن حمود بن جندب، الذي كان يسكنه أبنه العم ناصر بن منصور، والبيت الذي كان يسكنه الوالد المرحوم سيف بن عبد الله بن حميد المجاور للبيت الشرقي، ، هذا بالإضافة إلى البيوت الكبيرة التي ذكرتها.للهناقرة، ومن أهم السكك التي أتذكرها:-
معظم السكك أو "السكيك" باللهجة المحلية متعرجة وبجانبها بيوت معظمها مشيدة من الطين عدا بعض البيوت القليلة جداً مبنية بالحصى والجص أو بالجص والطين معاً، مثل البيوت التي عند الدروازة العلوية وبيت الوالد علي بن خالد والبيت المجاور له وبيت منصور بن حمود بن جندب الذي كان يسكنه ابنه العم ناصر بن منصور، والبيت الذي كان يسكنه الوالد المرحوم سيف بن عبد الله بن حميد المجاور للبيت الشرقي، هذا بالإضافة إلى البيوت الكبيرة التي ذكرتها للهناقرة، ومن أهم السكك التي أتذكرها:-
السكة العلوية:
وتعرف أيضاً بسكة الدروازة، وتبدأ من مدخل الدروازة وتنتهي إلى آخر بيت البروانة الذي يقع على اليمين وبيت عبد الله بن سالم بن منصور على اليسار (بيت المرحوم عامر بن حميد سابقاً) عند تتقاطع سكة السبلة الحدرية.
السكة الحدرية:
التي تبدأ من خلف بيت المرحوم جدي صالح بن حمود وتنتهي عند دروازة السبلة. السكة مقوسة على شكل هلال، وهي في ظهر الحارة من الجنوب بها مخرج إلى المقبرة الحدرية.
السكة الحدرية – بيت وليد
هي نفسها السكة المذكورة ولكنها متصلة بالسكة التي تمر شرقي بيت الوالد راشد بن عمار أمام بيت الوالدة المرحومة رينا بنت حمد وبيت ولد حنتور، وبيت "بابا حسن" و من ثم من أمام بيت وليد تكون نصف دائرة، تمر أمام بيت المرحوم عامر بن سعيد بن سويد، ثم من أمام بيت الجد المرحوم صالح بن حمود، وبيت المرحوم سيف بن سالم وتلتقي بتقاطع سكة الدروازة الحدرية وسكة السبلة وملتقى السكة العلوية مشكلة تقاطع حرف (تي) بالإنجليزية.
لم يكن هناك مخرج من السكة الحدرية إلى المقبرة عند بيت وليد في السابق، وكانت الحارة تدخل عبر دراويزها الثلاث (الدروازة العلوية،والدروازة الحدرية والدروازة الشرقية، أما المخرج أو المدخل المذكور استحدثته امرأة بدوية عجوز كانت تسكن هناك وكانت تستقرب الدخول إلى بيتها عند عودتها من ضواحي "ميانين" وعملت ثقباًفي البداية عند الجدار الفاصل وبالتدريج توسع هذا الثقب إلى أن أصبح سكة وكان هذا الثقب يعرف بـ "يرف خصبة" (أي جرف المرأة البدوية التي تدعى خصبة).
سكة مسج�
- عبد الله السناوي - شارك
-