1.   سيح العافية- الرحى وآبار الحارة - ذكريات (١٢د)

      الشيء بالشيء يذكر، ومن معالم سيح العافية أيضاً كما ذكرت سابقاً "الرحى" مطحنة "البر" أي القمح وهي ملاصقة لبيت جدنا حمود بن جندب، وهناك أيضاً عدد من المعالم الأخرى كالآبار، ومن أشهرها طوي "الساح"، وطوي "الواسط"وطوي "سكيكرة" (تصغير لكلمة سكر) وطوي "غربق" التي تقع شرقي مسجد الغافة إلا أنها دمت (لم تعد تستخدم) وهناك أيضاً عدد 2 من الآبار على الوادي على زوايا ضاحية المرحومة رينا بنت حمد غربي مسجد الحدري، ومن الآبار الأخرى "طوي العبيد" ملاصقة لبيت سالم بن عبد من الشرق، وتوجد عدد من الآبار في بعض البيوت من ضمنها التي في البيت الشرقي للجد حمود بن جندب وبيت المسطاح (بيت نصير) وبيت بنات محمد بن راشد تقع في السكة الغربية التي تفصل بيت راشد بن محمد وعامر بن حميد سابقاً.

      البئر ملاصقة لبيت بنات محمد بن راشد، وتستخدم الآبار التي داخل البيوت للاستخدامات الشخصية من قبل أفراد العائلة وأيضاً هي مفتوحة للجيران دون مانع، وعادة ملاك هذه الآبار من أيسر الناس في الحارة.

       

      الرحى:

      الرحى أداة يطحن بها القمح، وهي حجران، مستديران، يوضع أحدهما على الآخر، ويدار الأعلى على قطب.

      (الرحى مطحنة صخرية) لحبوب القمح كانت تستخدم حتى منتصف الستينات قبل المطاحن المكانيكية ذات المقبض التي تدار باليد. تقع غرفة تلك المطحنة في الزاوية الجنوبية من بيت الشرفي من جهة جدار البيت من الخارج.

       

      الرحى كما ذكرت تتكون من حجرين، مستديرين، يوضع أحدهما على الآخر، علوي وسفلي متساويا الحجم قطراهما حوالي (50 سم) يوجد في وسط الجزء العلوي من الحجر ثقب لإسقاط حبوب القمح ويتم هرك القمح بتدوير الحجر العلوية بواسطة عصا من زور النخيل مثبت طرفها العلوي على ركزة في الأرض. تقوم بمهمة طحن الحبوب النساء دون الرجال، حيث كان الأكل في السابق من الشعير لانعدام الأرز. وغرفة تلك المطحنة من طين لها مدخل مفتوح، وفتحة للتهوية عند الرحى.

       

      البيت الشرقي:

       

      البيت الشرقي هو بيت جدي الثاني حمود بن جندب بن خماس، جد أبي، عرف هذا البيت في الماضي، بالبيت الشرقي ويعتبر من ناحية المساحة أكبر البيوت القديمة بحارة سيح العافية، قبل بناء بيت الوالد سيف بن سعيد في بداية الستينات عند مدخل الحارة على الشارع من الشرق.

      يتكون البيت الشرقي من دهريزين (دهليزين لكن تلفظ اللام راء لسهولة النطق).

      للبيت دهريز شرقي و دهريزغربي:-

      الدهريز الشرقي به غرفتا نوم ، والدهريز الغربي به غرفة نوم واحدة، وللدهريز الشرقي مدخلان مقوسان من الجص (عقود)، و مدخل واحد للدهريز الغربي، أيضاً هو مدخل مقوس إلا أنه مشيد من الطين بناه الجد حمود عندما تزوج زوجته الرابعة واستقر في إبراء إلى أن وافته المنية.

       

      يقال بأن زوجته الثالثة "الطوقية" هي التي تبنت فكرة بناء البيت قبل أن يكون لها أحفاد، لتجنب أبناءها خطر الحروب التي كانت تدور بين القبائل، وخوفاً عليهم من أن تلحقهم رصاصة طائشة أثناء عبورهم الوادي من السباخ إلى سيح العافية أثناء الذهاب للسلام على أقاربهم. والجدة الطوقية تقيم عند أهلها في السباخ عند غياب زوجها في السفر.

       

      يبدو من مبنى بيت الشرقي، بأن صاحبه ميسور في ذلك الوقت، لأحتوائه عدة مرافق، قلما تجدها في البيوت القديمة لضيق مساحتها، ومنها المطبخ الذي يلاصق الدهريز الشرقي وبه غرفة لتخزين حطب الوقود ومنضد للتمر لاستخلاص الدبس

       

      ومن الجنوب الشرقي للبيت يوجد مترب (مكان للخلاء) وغرفة زرب البهائم من أغنام وبقر، ومسبح ومصلى للنساء وبئر ماء، ومن الجنوب الغربي في الزاوية يوجد مخزن يتكون من غرفتين يخزن فيه محصول القمح، وبجانب المخزن حفرة للشواء لاستخدامات البيت والجيران.

       

      طوي الواسط:

      ومن معالم سيح العافية أبارها العذبة ومنها "طوي الواسط" وهي مجاورة لبيت أولاد عبدالله بن عمر، ويوجد هناك الآن مسجد صغير بني في عهد قريب، وكانت هذه الطوي تسقى(تروى) منها ألأغنام عند عودتها من الرعي "السرح" في المساء. حيث كانت فتيات الحارة ينتظرن عودة شياتهن من الرعي، ولم تكن توجد مساكن في السابق في هذا المكان حتى عام 68 م حيث كان ذلك المكان مجرد ساح، وكانت حدود الحارة لا تتعدى طوي سكيكرة بعد الدروازة الشرقية.

       

      طوي سكيكرة:

      سميت هذه البئر بهذا الاسم لعذوبة مياها، وسكيكرة تصغير لكلمة سكرة، (من السكر)، وطوي سكيكرة ملاصقة لبيت صاحبها المرحوم، محمد بن راشد، كانت في السابق مفتوحة للعامة ولا يقتصر الاستقاء منها على أهل الحارة بل كانت تأتيها نساء من الحلل المجاورة كحلة السباح والقناطر، لتستقي منها للشرب.

       

      طوي الساح:

      سميت هذه البئر نسبة لموقعها في الحارة حارة الساح (سيح العافية) وبئر طوي الساح واقعة خلف مجلس سيح العافية الجديد وكانت تلك المنطقة في السابق منطقة زراعية يزرع فيها القمح وفواكه الصيف، كالبطيخ والجح، وهي ملك لعائلة واحدة من أهل الحارة (عائلة آل رشود)، ولا وجود للمزرعة الآن حيث قسمت أرضها إلى أراضي سكنية، ووزعت على أفراد العائلة. في العهد الجديد وفي الجزء الذي به البئر بني مسجد وأصبحت الطوي تابعة للمسجد.

       

      طوي غربق:

      ومن ضمن جملة الآبار بسيح العافية طوي "غربق" تقع هذه البئر على مدخل مسجد رشيد (مسجد الغافة)، حيث كانت بالمسجد شجرة الغاف على جدار صرحه من جهة الشمال، أذكر هذه الشجرة جيداً، لأننا تعلمنا تحت ظلها القرآن الكريم، على يد المعلم عبد الله بن سليمان البراشدي بعد المعلمة سعدة بنت سعيد في مدرسة الحارة ـ رحمهم الله.

       

      طوي العبيد:

      لست أدري سبب تسمية هذه البئر، ولكن من باب الأمانة أن أنقل المسمي كما هو، ويقال بأن هذه البئر حفرت بواسطة قبيلة البراونة، ويقع شرقي بيت سالم بن عبد الله، حدري بيت الشرقي للجد حمود بن جندب.

       

      طوي مطلع ميانين:

      ويوجد بئرين آخرين في الوادي على طرفي ضاحية المرحومة رينا بنت حمد المقابلة لمسجد الحدري،ويقع أحدى تلك البئرين على الزاوية من شمال الضاحية والبئر الأخرى من جنوبها،وقد حفرت تلك الآبار في السابق لمساعدة الفلج لري الضواحي في وقت المحل، أو عند انخفاض مستوى منسوب مياه الفلج

       

      سبلة البرج:

      أول سبلة لقبيلة السناويين وهي عبارة عن مساحة صغيرة بها غرفة وبرج من طين ومازال البرج قائماً حتى اليوم.

      علمت من أبي ـ رحمه الله ـ بأن أصل حارة سيح العافية هي المنطقة الواقعة في نطاق حدود الدروازة العلوية، ومن ثم أمتدت إلى حدرى (إلى الجنوب) و سبلة البرج هي هذه التي تقع في الجنوب الشرقي من بيت الجد حمود بن جندب القديم، وما زال برجها الطيني قائماً حتى عصرنا الحالي، ولما زاد عدد سكان الحارة تبرع جد جدتي مسلم بن خميس بجزء من بيته لتكون سبلة للسناويين والتي عرفت فيما بعد.بالسبلة الحدرية

      1. عبد الله السناوي - شارك