1. قرية سيح العافية حدودها و معالمها- ذكريات (١١د)

       حدودها

      حارة سيح العافية أوساح العافية القديمة هي المنطقة الواقعة على مساحة شبه بيضاوية يحدها من الشمال الشارع المؤدي إلى الشارع العام (إبراء - صور)، ومن الشرق والجنوب شارع سيح العافية المؤدي إلى قرية السباخ، وحديثاً تمتد مساحتها إلى الشرق حتى الشارع العام، تضم في مساحتها المنطقة التي تحتوي على المساجد (مسجد عبيد بن عبد الله ومسجد طوي الساح) ومدرسة ساح العافية حيث كانت هذه المنطقة في السابق مزرعة بها بئر ماء عذب تعرف (بطوي الساح).

       

      تنزف مياه البئر بواسطة "منجور" أو كما يعرف في العراق بالناعور وفيالشام بالناعورة نسبة للصوت الذي تخرجه بكرة الحبل.

      و المنجور، هو نظام مكون من دلو مصنوعة من جلد البقر موصلة بحبل ملفوف على بكرة من الخشب قطرها حوالي نصف متر، وفي الطرف الآخر من الحبل يربط في خشبة على شكل هلال توضع على أكتاف الثيران، ويتم نزف الماء من البئر بحركة الثيران ذهاباً وإياباً داخل سرداب وتعرف هذه الطريقة بالجازرة (جازرة منجور) وهو اسم البكرة التي يسير عليها الحبل) ،

       

      ويحد سيح العافية من الغرب الوادي الذي يفصلها عن مزارع النخيل المعروفة بالبلاد (لبلاد)، وحدود سيح العفية الآن تغيرت بعد توسع العمران من ناحية الغرب من السباخ ومن ناحية الشرق، شرقي طوي الساح وامتدت حدود سيح العافية إلى أن وصلت الشارع العام إبراء - صور.

       

      معالم ساح العافية:-

      الدروازة العلوية وبيت الدروازة::

      الدروازة العلوية هي بوابة القرية من الشمال، كما هو واضح من مسماها، كان عليها باب خشبي يتكون من فردتين (مصرعين)، و يبلغ عرض مدخلها بما يسع دخول مركبة صالون أو شاحنة صغيرة "بيك آب"، والمدخل مقوس مشيد بالجص والحصى، ولم يعد للباب وجود فقد أكلت خشبه الرمة، واختفى بمرور الزمن، ويقال كانت النساء يحرسن الدروازة في الحروب عند غياب الرجال وانشغالهم بالمعارك.

       

      والمبنى الملاصق للدروازة يعرف ببيت الدروازة وهو مبنى لأحد وجهاء القبيلة، ورثته أخت جدتي أم أبي من أبيها، ولا أعرف مصير هذا البيت حتى الآن و لمن آلملكيته.

       

      ومن معالم الحارة أيضاً ثلاثة بيوت تتكون من طابقين شيدت بالحصى والجص وتعرف هذه البيوت باللهجة الدارجة "بيوت غرفة" ومن هذه البيوت: بيت البراونة الذي لم يعد موجوداً، و بيت رشيد مقابل مسجد رشيد (الغافة)، وبيت نصير بن سعيد مقابل الدروازة العلوية.

       

      دراويز الحارة الأخرى:

      الدروازة الحدرية، هي مدخل الحارة من جهة الغرب، وكان بابها حتى فترة الستينات قائماً على ركزتيه إلى أن اختفى، بعكس باب الدروازة العلوية الذي كان في نفس الفترة ملقى على الأرض مركوناً على جدار الدروازة من الشرق إلى أن اختفى. والدروازة الحدرية ملاصقة لجدار المسجد الحدري من الشمال ويعرف هذا المسجد أيضاً "بمسجد ميانيين" نسبة للفلج الذي يمر تحته، وأيضاً الضواحي التي يسقيها الفلج.

       

      ولحارة الساح ثلاث دراويز أخرى بالإضافة إلى التي ذكرتها، هناك دروازة السبلة تقع على مدخل السبلة من جهة الشرق، لكنها قد أزيلت عند تحديث السبلة، والدروازة الأخرى تقع على مدخل الحارة من الشرق قبل مسجد الغافة (مسجد رشيد)، وقد أخبرني المرحوم بدوي بن حمود السناوي بأن هذه الدروازة هدم ما تبقى منها في السبعينات أو في بداية الثمانيات، وقد نودي على إزالة أحجارها بمزاد علني في السبلة الحدرية. والدروازة الأخرى كانت من طين عند "طوي غربق" أمام مسجد رشيد.

       

      سدرة عمر:

      ومن معالم حارة سيح العافية سدرة عمر، وهي شجرة سدر معمرة تقع أسفل المسجد العلوي من الغرب، مقابلة للدروازة العلوية يستظل تحتها الناس قبل وبعد صلوات النهار، وعند انتظارهم لبعضهم.

      سبب تسميتها بهذا الاسم غير معلوم، السدرة تعتبر نقطة تجمع وانطلاق في المناسبات لصلات العيد على سبيل المثال، ولأداء واجب العزاء،وللأسف هي أيضاً قد أزيلت بعد موتها بسبب انقطاع الماء عنها.

       

      بيت نصير:

      بيت نصير بن سعيد بن نصير بن أحمد بن سعيد، هو أحد وجهاء قبيلة السناويين، البيت مشيد من الحصى والجص يتكون من طابقين وهو على شكل قلعة بحكم موقعه ليحمي الحارة من جهة الشمال وتحت هذا البيت من الغرب يوجد مسجد كان مبناه من الجص يعرف بمسجد العلوي يجري من تحته فلج ميانين ويوجد بساقيته مكان للاغتسال يعرف بالشريعة، وثقبة للاستحمام تعرف بثقبة نصير. ربما يعود بناء هذا المسجد للشيخ صاحب البيت.

       

      بيت محمد بن رشيد:

      يتكون هذا البيت من طابقين على شكل مربع، مشيد بالحصى والجص ويقع جنب مسجد رشيد (نسبة لباني البيت) أو مسجد الغافة كما كنا نعرفه في السابق لوجود شجرة الغاف في صرحه.

      يقال بأن هذا البيت كان يجمع كل العائلة المنتسبة لأبيه "رشود"، ومعروف عن هذه العائلة في قبيلة السناويين بكثرة عددها، وفي أفريقيا سكنت أوغندا وتلقوا معظم الأحفاد تعليمهم هناك قبل عام السبعين، ويتحدثون اللغة الانجليزية بطلاقة عادة معظم أفراد العائلة في أواخر الستينات.

       

      بيت البراونة:

      هذا البيت يعرف ببيت البراونة، وهي عائلة واحدة صغيرة تسكن سيح العافية، وقبيلة البراونة فرع من قبيلة الحرث التي تقطن بلدة الدريز التابعة لولاية القابل، والبروانة من القبائل الميسورة التي سكنت زنجبار بأفريقيا، البيت مشيد بالحصى والجص، ولكن المبنى للأسف أزيل من قبل الأحفاد في عهد قريب، ربما في بداية السبعينات واستبدل بمبنى أرضي حديث.

       

       

      1. عبد الله السناوي - شارك