-
-
الكتاب يبان من عنوانه - ٢٦١
في الآونة الاخيرة يلاحظ انتشار منصات المدونات الصوتية، التي تعرف ببود كاست وهو مصطلح يتكون من كلمتين "بود" وهي مشتقة من أصل "أيبود" وهو جهاز صغير يوضع في الجيب وكاست اختصارا لكلمة "برود كاست" وتعني البث، هذه المدونة الصوتية اذا صح تسميتها؛ انتشرت بشكل واسع في الآونة الأخيرة، خاصة، إني صادفتها في احيان كثيرة؛ كل ما فتحت قناة "اليوتيوب" على الانترنت، أرى هناك مقابلات تجرى في هذه المحطات الاذاعية؛ من قبل عمانيين لكثير من الشخصيات العمانية
وهذا جيد جدا، يثري المعرفة، و يتعلم الجيل الجديد من الجيل الماضي؛ الجيل الذي سبقه، ولكن ليس من الجيد ان تشغيل هذه المنصات من قبل فئات متطرفة؛ لتسب وتقذف رموز بلدانها، وتنتهك حرمات اسرهم، هذا من سوء الخلق، وخارج الأدب العام، وانتهاك الحرمات، يعاقب مرتكبها بقوانين دولية، لا يمكن يعفى الشخص من هؤلاء، من مسؤولية جرمهم، إن أقل ما يمكن أن يصنفوا هؤلاء الاشخاص؛ بأنهم حثالة الناس. وهم قلة، منبوذين من المجتمع، لتصرفاتهم الشاذة
إذا كان من لديه فكر، أو رأي في موضوع ما، أو اعتراض على سياسة معينة، في بلده؛ أو أنه ظلم، لأسباب تمنعه من التعبير عن حرية فكره، أو التعبير عن آرائه، فهناك مئات الطرق التي يستطيع التعبير من خلالها، بحيث أن تكون بشكل مهذب و بعيدة عن التجريح، والكلام المتدني الساقط، فالعربية ربما من أوسع اللغات التي يمكن من خلالها التعبير عن الأفكار وعن الآراء، التي قد تصحح الأخطاء في المجتمع، حيث مصدر هذه اللغة هو القرآن الكريم، من أطهر الكتب وانقاها، منبع لغتنا الجميلة، ولا ننسى الحديث الذي خص به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لأهل عمان؛ الذي أخرجه الإمام مُسلم في صحيحه من حديث أبي برزة الأسلمي؛ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى حي من أحياء العرب مبعوثاً فسبوه وضربوه، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم:" لو أنَّ أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك"؛ الله أكبر أعظم به من ثناء، وأكرم بها من شهادة نفتخر بها أبناء عُمان، ونُفاخر بها الزمان على مر دهوره...وهذه نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى خص بها العرب
الإنسان يجب أن لا يكون كالحيوان غايته فقط ارضاء شهواته، ليس السب والقذف هو الحل، هذا ما يزيد إلا النفور، يجب ابداء الرأي بطريقة أدبية وخلقية، معقولة، إن أردت أن يتلقاها الناس، الناس يقيمون الشخص من كلامه، ومستواه العلمي والثقافي، ومن هيئته وهندمته، و وقاره، واتزانه في الكلام، ( الكتاب يبان من عنوانه)
المواطن الذي لا يرى نعم بلاده عليه، فهو للأسف اعمى، (تعليم، صحة، ورعاية اجتماعية، وأمن، و بنى تحتية مكتملة) فإذا كانت هناك تجاوزات فردية فإن القانون العماني كفيل لمعالجتها، عن طريق الإدعاء العام وهيئة الرقابة المالية والإدارية فإن ابوابها مفتوحة على مصرعيها، ومن لا يقتنع بقوانين بلاده هناك هيئات دولية يمكن أن يلجأ إليها، كمنظمات حقوق الإنسان، بدلا أن يؤذي الناس برائحة فمه الكريهة؛ بالسب والشتائم يقول الله تعالى في سورة النور " إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (٢٣)، ويقول أيضا في سورة الحجرات "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" (١٢)
إن الإنسان مهما اغترب واحتضنته دار الغربة، ووفرت له اللجوء الذي به أن يمارس ما يكنه من غيظ تجاه الآخر بمعنى هذه الدولة؛ إذا كانت قد وفرت له اللجوء السياسي فإن لجوئه لهذه الدولة، لن يطول إذا لم توافيه المنية؛ سوف يوافيه الفقر، والتشرد عن أهله واخوته ووطنه، ولابد أن يشتاق إليهم في يوم من الايام، ولن يستطيع الرجوع إلى وطنه بعد أن قبح حكومته بكلامه، و القانون سيظل يلاحقه طول حياته، ما لم يسلم نفسه للقضاء، وسيصبح شخص منبوذ مكروه لدى مجتمعه، العماني لا يرضى ولن يرضى مهما كان في من يسيء في وطنه وفي سلطان بلاده
- عبد الله السناوي - شارك
-