-
-
الصورة مهداة من ابني ظافر التقطت يوم عقد قرانه بمجلس جامع هلال بن علي الخليلي بولاية بوشر يوم الجمعة الموافق ١٠ مايو ٢٠٢٤م
الحذر قبل العثر - ٢٥٩
عمان بلد بكر، وشعبها على حسن نيته، ويحسن الظن في كل من يقابله، ويتعامل معه، لأنه تربى على الدين، وحسن الخلق
العماني قد يكون في السابق أمي القراءة والكتابة، ولكنه لم يكن أمي في حفظ القرآن الكريم لو بجزء بسيط منه، ذلك بفضل انتشار التعليم عند الكتاتيب في السابق
عمان كانت بلد قبل النهضة؛ بلد منغلق على نفسه؛ لم تأتيه هذه الفئات التي أتت الآن تحمل العادات والاطباع السيئة، خاصة، من البلدان "المتردية اوضاعها السياسية"، والتي أدى إلى انهيار اقتصادها، مما طال انهيار حالها الاجتماعي، استغلت فئة من شعوبها الانحلال الاجتماعي والأخلاق واتخذته كمهن يستعيشون منها؛ (كالرقص في الكباريهات، تقديم الخمور، والتدخين و المعسل، و المومسات....إلى غير ذلك، من افعال نسمع عنها في بعض أحياء مسقط
والتحايل على القوانين، والرشوة، والتسول، هذه ممارسات غريبة على مجتمعنا العماني، وللأسف بعض الأخوة الذين أتو من تلك البلدان؛ أتوا ومعهم هذه العادات لأنهم كانت بلدانهم عائشة على هذا الوضع بسبب الوضع الاقتصادي، أساسه الفساد في الحكومة، وعندما أتوا إلينا لم يستطيعوا العيش بسبب الظروف المعيشة المرتفعة، ولم يستطيعوا ايضا منافسة قرناءهم من العمالة الوافدة الاسيوية عندنا في عمان، للانخفاض تكلفتها. فلذلك لجأوا للأسهل؛ لجأوا إلى هذه الممارسة السيئة التي لم نكن نعلمها، لم نعلم الخبث والمراوغات التجارية، للأسف استغلت طيبة العماني من قبل الجياع والمحرومين المتذمرين من أوضاعهم السياسية، في استغلال هذه الطيبة، وتحايل عليه بطرق او بأخرى لإيقاع هذا العماني في شباكه، واستغلاله لبناء شهرة على اكتافه، هناك امرأة للأسف سورية، لديها قضية طلاق مع أحد كبار الشخصيات في سلطنة عمان تود إطالة القضية؛ كقضية هيا بنت الملك الحسين لتربح من ورائها ملايين الدولارات - الله المستعان
ومن عشرات قصص التسول التي صادفتها؛ في يوم من الإيام كنت انتظر حافلة النقل العام بالخوير (مواصلات)، أمام مطاعم هارديز وكنتاكي، لاستقلها إلى روي ومن ثم حافلة أخرى إلى مقر إقامتي بحي دارسيت، وإذ بامرأة رشيقة القوام زرقاء العينين، ترتدي "العباية" منقبة أقبلت وجلست بجانبي، على المقعد بمنصة انتظار الحافلة، في تلك المحطة، وبعد بضع ثواني بدأت تسألني عن وجهتي، و عن موعد وصول الحافلة، فقرأت لها الموعد من القائمة المعلقة بعمود لافتة الحافلة، وربما من خلال دردشتي معها، استأنست حديثي معها، خاصة كنا وحدنا لم يكن احد بيننا. تجرأت و سألتني إذا كنت أود التدليك (المساج)، وعندما طلبت منها التوضيح بدأت تسرد تفاصيله، فسألتها عن السعر و التكاليف، فأخبرتني بأن يكون في بيتي وبسعر ٢٠ ريالا، ومن هنا أدركت المغزى، ورفضت العرض، باعتباري اصبحت كهلا لا يصلح لي هذا وقد ناهزت السبعين من العمر
وبعدما يأست من اقناعي، بدأت تحكي لي قصتها، بأنها هاربة من كفيلتها لسوء معاملتها لها، ولها عائلة بسوريا مشردة بسبب الحرب، وإن لها ابن مصاب، ويحتاج إلى مبلغ لتكاليف علاجه...الخ، فنصحتها أن تعالج وضعها، مع كفيلتها، بدلا من هذه البهدلة التي هي بها، وعند وصول الحافلة؛ فلم تركب معي الحافلة بل ظلت جالسة مكانها، هكذا تركتها
ومن القصص الأخرى، كنت في موقف سيارات الأجرة؛ (حافلات - خاصة) "الميكروباص" ببرج الصحوة، بمحافظة مسقط، منتظرا سيارة أجرة توصلني المعرض الصيني بولاية بركا، وركبت مع سائق الميكروباص إلى المعرض واثناء حديثي معه اخبرته بأني سأشتري الواح طاقة شمسية لمزرعتي بولاية إبراء، وإذا كان بامكانه أن ياخذوني بها إلى هناك، وبعد مجادلات، ومناقشات في السعر، اتفقنا بسعر ٣٠ ريالا، ولكنه بعد أن اشتريت الالواح طلب مني أن نمر ببلدية بركاء حيث أنه مازال على "دوام عمله الرسمي"، ولابد أن يوقع بالانصراف بنهاية الدوام، على كل حال؛ بعد أن تم له ذلك تناولنا الغداء معا في مطعم باكستاني اختاره هو ودفعت أنا ثمن الغداء، ومن ثم اتجهنا إلى إبراء، وفي الطريق لاحظته يتوقف لكل من يأشر له من الركاب، ليأخذهم في طريقه، إلى أن امتلأت السيارة بالرغم من حمولتها، واتفاقنا أنها "إنجيج" (محجوزة) أي مؤجرة على حسابي، ومن هنا أدركت طمعه، وقلت في نفسي لا بد لهذا الرجل قصة. على كل حال وفي الطريق بعد أن أستأنس كل منا الآخر؛ أخذ يسرد لي قصته مع امرأة سورية يقول بأنه أحبها
وقال لي بالرغم أنه متزوج ولديه زوجتان وعدد ١٧ ولدا، إلا أنه أحب هذه السورية، وينفق عليها شهريا مبلغا من راتبه الضعيف، الذي قد يكون أقل من ٥٠٠ ريال، لأن عمله سائق ببلدية بركاء. وسألته كيف يستطيع أن يوفق بين عمله في الحكومة، وعمله كسائق سيارة أجرة "ميكرو باص"، وكيف له أن يستمر العيش هكذا؟...و قد تجاوز الستين من العمر، على باب التقاعد في أي وقت؟ أتى بمبررات كثيرة لم أكن مقتنع بها، وفي النهاية؛ نصحته أن يتخلى عن تلك السورية، ووضحت له عن سبب غايتها منه، لأنها بالرغم من علمها عن وضعه، وعن عدد حريمه و أبناءه إلا أنها مصرة التمسك به، ولم يكن به شيء من الوسامة أو الهندمة أو السخاء حتى تقع في غرامه ، بل كان رديء المظهر، إلا أنها لغاية لها منه، واتضح فيما بعد أنها كانت تطالبه بفتح لها محل "كوافير" وأن تأتي بعائلتها من سوريا، ويبدو أن هذا الشخص نسواني بالرغم من ضعف حاله وكبر سنه ووقار لحيته، وا قع في غرام هذه السورية، ينفق عليها أكثر مما ينفقه على زوجاته الاثنتين، حارم أبناءه الذين بعضهم مازال يكمل تعليمه قي المدرسة، والعجيب يدعي أنه داعية اسلامي، يقوم بحملات، دعوى إلى الدين ويبات في المساجد هو ومن معه، يا لهذا التناقض؟ على كل حال عندما وصلنا إبراء رأيته قد لان من كلامي ونصائحي له، وادرك أن كل ما قلت له وعن سبب تقصيره في أهله و عدم تكملة أبناءه السبعة عشر تعليمهم، هذا وعند مغادرته إبراء ودعني ببكاء، قبل رأسي واحتضنني معبر عن شكره - ومن الله الهداية
وفي جانب آخر عندما نراجع ما يصدر من قوانين في عمان لا ندري عن المعايير التي ترتكز عليها هذه القوانين، إذ لا يمر شهر أو اسبوع وإلا بقانون جديد، أو تعديل في قانون حتى ان اصبحت عدد هذه القوانين اكثر من عدد السكان
عدد سكان سلطنة عمان قد لا يتجاوز عن ٣ مليون نسمة، هذا من غير الأجانب أو الوافدين الذين قد يبلغ تعدادهم حوالي ٢ مليون ونصف على أقل تقدير
إن من يتمتع بقوانين وانظمة البلاد الاجتماعية؛ هم هؤلاء ثلاثة ملايين نسمة بما تسمى "بقانون أو قوانين الحماية الاجتماعية" وللأسف ظاهرها جيد وباطنها - الله يعلم، ليس لشيء؛ ولكن لسوء ترجمتها على الواقع والمواطن تائه بين المطرقة والسندان فلابد من هيئة اعلامية تعمل على مدار الساعة، متخصصة في توضيح هذه القوانين بشتى وسائل الاعلام، ومن ضمنها "مركز اتصال" وأن تكون هناك منصة لاستلام الاستفسارات بهذا الشأن، حتى لا يتوه المواطن في متاهات لا نهاية لها، وخاصة من المتضررين وكبار السن
الثلاثة ملايين نسمة في الصين يسكنون ربما في ٦ أو ٤ عمارات بكامل الخدمات، ما بالك في بلادنا الواسعة مقارنة بعدد سكانها، وخيراتها الطبيعية، من معادن، وزراعة وثروة بحرية وحيوانية، الغير مستغلة استغلالا جيدا، هذا خلاف السياحة و ألموقع الجغرافي للبلاد، والشركات الاستثمارية التي ابرمت معها عقود و لم تنفذ،... ووضع المواطن كما هو؛ أما مسرح من عمل، أو باحث عن عمل، أنا لم أر بلد خليجي به خريج جامعة يعمل سائق تكسي، أو باءع "مشاكيك في صندقة" بينما الوافد الأجنبي متربع في أعلى المناصب بالشركات، هناك خلل ما لا بد من اصلاحه - و لله العجب
- عبد الله السناوي - شارك
-