1. من ملف الذكريات - أحمد بن عبد الله الفلاحي - ٢٥٢

      احمد بن عبد الله الفلاحي شخصية متواضعة، بسيطة، كلنا نعرفها منذ بداية السبعينات من القرن الماضي، عندما كان البعض منا طالبا يدرس في ذلك الوقت بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديدا في مدينة العين، بإمارة ابو ظبي
      كنا نراه في احيانا كثيرة يتردد للسكن المدرسي الداخلي الذي نقيم فيه، لزيارة بعض اصدقائه ومعارفه، الذين كانوا يقيمون معنا بنفس السكن الذي خصص للطلبة العمانيين، الموفدين لتكملة دراستهم الأساسية، ولم نكن نعلم الكثير في ذلك الوقت عن الاستاذ احمد شيء؛ عدا أنه عماني من المهتمين بالثقافة و بشؤون السياسة، وكان يأتي بلباس سعودي أي الكندورة والغترة البيضاء "المتدللة من الراس" كألتي ترتدى من قبل إمام الحرم (دون العقال)، حيث يلتقي ببعض الطلبة الذين تربطه بهم صداقة مسبقة، يتبادل معهم الحديث ثم ينصرف، ولا اذكر أني تحدثت معه عدا بإلقاء التحية و السلام، مع العلم كنت مغرم بأمور السياسية إلا أن الكثير من الزملاء لا يعلمون ذلك عني؛ عدا شقاوة الشباب، أو بما يعرف (بعنفوان الشباب)...حيث كنت متابعا وأعي ما يجري في العالم من تقلبات سياسية من خلال مجالستي مع بعض الذين رافقتهم وعاشرتهم في إمارة دبي في حقبة الستينات من القرن الماضي؛ قبل الانتقال إلى مدينة العين بإمارة أبو ظبي
      وكنت اكتم الكثير ما تعلمته أو اطلعت عليه من خلال مرافقتي لأهل ولاية صور الذين كانوا يقيمون بدولة الكويت، وقد التقيت مع الاستاذ احمد بعد ذلك مرارا، بعد عودتي لعمان، من دراستي بالقاهرة، و المملكة المتحدة، ولم يتجاوز الحديث عند لقاءنا عدا تبادل التحية والسلام، وفي ذات الوقت كنت متابعا لأنشطته الثقافية، في الإذاعة و من خلال نشاطه في مجلة "الغدير" التي كانت تصدر عن نادي المضيرب، الذي ادمج بعد فترة مع نادي إبراء ليصبح نادي الاتفاق،...إذ كنت ايضا من أحد مؤسسي نادي إبراء وتوليت الإشراف الثقافي فيه لبرهة من الزمن
      الاستاذ احمد غني عن التعريف له مقابلات كثرة اجريت له على قنوات "السوشل - ميديا"، وتحدث كثيرا عن حياته وسيرته الذاتية هو من القلائل الذين نمى لعلمهم مسبقا عن التغيير الذي سيحدث في سلطنة عمان في عام السبعين
      أحمد بن عبد الله الفلاحي (مواليد قرية بطين بولاية القابل، سلطنة عمان ١٩٥٤)، أنا وهو يبدو أننا ولدنا في نفس العام إلا أنه يكبرني ربما بخمسة اشهر ونصف

      بعض المعلومات عنه من خلال السوشل-ميديا

      الفلاحي أديب وشاعر من رواد العمل الثقافي في سلطنة عمان أسهم مع أصدقائه في تأسيس أول ناد ثقافي أهلي بحي مطرح الساحلي في محافظة مسقط باسم «النادي الوطني الثقافي» عام ١٩٧٤
      نشر الكثير من المقالات والدراسات بالصحف والمجلات المحلية حول أحوال السلطنة العمانية، وألقى الكثير من المحاضرات داخل وخارج سلطنة عمان حول الأدب والتاريخ العماني والجوانب الفكرية والثقافية العمانية. من مؤلفاته «تأملات»، و«مع الأدب العماني - نقاشات ومداولات وتطلعات

      نشأته؛

      ولد أحمد الفلاحي يوم ١ يناير ١٩٥٤ (وقيل ١٩٥٢) في بلدة بطين بوادي نام بمحافظة شمال الشرقية في سلطنة عمان. تلقى تعليما تقليدياً في بدايات عمره، وواصل تعليمه من خلال التثقيف الذاتي والقراءة والاطلاع، واستفاد من مجالس الشعر التي أقيمت في قريته. يقول الفلاحي عن نشأته: «أذكر أنني عندما بدأت أعي كانت قريتي شبه خاوية من السكان.. لقد هجروها من شدة المحل والجفاف، وكنتُ أمرّ مع والدتي في أنحاء القرية وأرى البيوت وقد أُغلقت بأقفال ضخمة جدًا، ما زالت ساكنة في ذهني حتى اليوم». كان جده فقيهًا معروفًا في المناطق المجاورة، وكثيرًا ما استفتاه أهالي قريته والقرى المجاورة في أمور الفقه والعبادات. وكانت والدة الفلاحي من النساء القليلات المتعلمات اللائي يقرأن ويكتبن. وتولت والدته تعليمه، فكان يقرأ عليها القرآن في مرحلة مبكرة من عمره، وعلمته علوم القرآن والسنة والفقه. وعلوم النحو عبر أرجوزة «مُلحة الإعراب»، كما علمته الخط والشعر. قرأ الفلاحي للمتنبي وأبا العلاء المعري وأبا تمام والبحتري وشعراء عمان في صغره 
      عندما بلغ الفلاحي قرابة ١٣ عاما، قرر مع بعض أبناء عمه ممن يكبرونه في السن أن يهاجر من عُمان طلبا للعلم والرزق. لكن والده لم يسمح له بالسفر فهرب. خرج الفلاحي من عُمان إلى دبي، ومن دبي ركب مركبًا إلى البحرين وبقي فيها قرابة شهرين. ثم خرج من البحرين إلى الدمام بالمملكة العربية السعودية وبقي قرابة عام كامل هناك. بعد ذلك، تركها وذهب للكويت، ثم لبغداد، واقتُرِح عليه أن يذهب لدمشق فبقي فيها عاما كاملا، واقترح عليه هناك أن يذهب إلى مصر، وكان الفلاحي معجبًا بالقومية والناصرية في تلك المرحلة، لكنه لم يستطع الذهاب إلى مصر. خلال هذه الرحلات تعرف الفلاحي على الأفكار والفلسفات السائدة في تلك المرحلة

      المناصب؛

      تقلد الفلاحي عددًا من المناصب في مجالات مختلفة. بدأ مسيرته بالعمل بالإذاعة العمانية بين عامي ١٩٧١ و ١٩٨١ كمحرر أخبار، ثم رئيس تحرير ونائب مدير دائرة الأخبار، وقائم بأعمال مدير دائرة الأخبار. تلى ذلك انتقاله إلى وزارة التربية والتعليم، إذ عمل بدائرة البعثات بالوزارة (١٩٨١-١٩٨٢)، ثم اتجه إلى المجال الدبلوماسي وعمل كملحق ثقافي بسفارة سلطنة عمان بالبحرين (١٩٨٢-١٩٨٧)، ثم مديراً للأنشطة الثقافية والفنية بقطاع الشباب (١٩٨٧-١٩٨٨). استمر في السلك الدبلوماسي وانتدب مساعداً للملحق الثقافي بالسفارة العمانية بالقاهرة (١٩٨٨-١٩٩٣)، وبعدها عمل ملحقاً بمكتب وزير التربية (١٩٩٣-١٩٩٥)، ثم مستشاراً بمكتب وزير التربية (١٩٩٥-٢٠١١)، ثم عُين عضوًا في مجلس الدولة العماني في الفترة ما بين ٢٠٠٤ ٢٠١١

      المسيرة الأدبية؛

      بدأ الفلاحي مسيرته الأدبية بكتابة الشعر، ثم تركه أو كاد وأخذ يتحول تدريجياً نحو الكتابة النثرية فكتب المقال على اختلاف أنواعه، بالإضافة إلى بحوث تاريخية وأدبية وثقافية. اضطلع الفلاحي بدور الإنشاء والتحرير لمجلة «الثقافة الجديدة» في ١٩٧٠، ومجلة الغدير سنة ١٩٧٧
      من برامجه في الإذاعة العمانية برنامج «بين الفقه والأدب»، وهو برنامج أسبوعي استمر لثلاث سنوات، والبرنامج الأسبوعي «أدبنا العربي» الذي استمر خمس سنوات، والبرنامج الأسبوعي «من أعلامنا» والذي استمر لسنة ونصف
      المقالات والدراسات بالصحف والمجلات المحلية حول أحوال السلطنة، وألقى الكثير من المحاضرات داخل وخارج سلطنة عمان حول الأدب والتاريخ العماني والجوانب الفكرية والثقافية العمانية. من مؤلفاته «تأملات»، و«مع الأدب العماني - نقاشات ومداولات وتطلعات

      1. عبد الله السناوي - شارك