-
-
مهنة عامل النظافة في نظر البعض - ٢٥٠
عامل النظافة، أو بما يعرف محليا بالزبال باعتباره يعمل في جمع القمامة أو (الزبالة)، هو ربما قد يكون أهم شخص في المجتمع، لولاه لما نظفت المدينة أو القرية، ولا اصبحت جميلة ذات رونق
يجب أن لا تحتقر بعض المهن، و أن لا تحتقر أي مهنة مهما كانت، وأن ترقى كسائر بقية الوظائف فمهنة عامل النظافة لا تقل أهمية في المجتمع؛ عن مهنة المهندس، أو الطبيب أو المحامي، وغيرهم، علينا ان نقتدي كسائر الدول الراقية؛ الصين، اليابان، أوروبا، الدول الغربية عامة، و أن ندرب ابناؤنا على حب العمل، و عدم الترفع عن بعض الأعمال ذات الدخل المتدني، إذ أنها لا تقل في أهميتها بل قد تكون أهم الاعمال فائدة للمجتمع، العزوف عن ممارستها من قبل المواطن والترفع عنها، تجلب العمالة الوافدة، التي قد تؤثر على اقتصاد البلد
ومن إحدى المواقف الطريفة التي مررت بها مثلا؛ وجدت مواطنا ينظف سيارته في إحدى الأماكن العامة، عندما كان ينتظر زميل له، وبعد أن جمع المخلفات من علب واكياس من داخل سيارته بعثر بها على قارعة الطريق، دون أن يدرك أبعاد تصرفه، فدنوت منه لإخبره بأن حاوية القمامة أمامه لو كلف نفسه قليلا برمي قمامته في الحاوية لكان عمل خيرا، ربما لم تعجبه نصيحتي ، فرد" بأن هناك عمالا لدى البلدية" دون أن يدرك بأن كلما كثرت الأوساخ في البلد؛ كلما احتجنا إلى استجلاب عدد من العمالة الوافدة اكثر
ومن المواقف الأخرى التي أتذكرها في حقبة الثمانينات؛ كنت في زيارة إلى العاصمة البريطانيا لندن، لحضور مؤتمر موفدا عن السلطنة، رافقتنني زوجتي للتبضع من احد المحلات بشارع اكسفورد الكبرى، لا اتذكرها ربما "هارودز"، وبعد انتهاء اليوم الأول من المؤتمر اصطحبت زوجتي في المساء إلى إحدى هذه المحلات المزدحمة، وراعها عندما رأت عامل النظافة في الشارع المزدحم؛ وهو يرفع أكياس القمامة إلى الشاحنة بملابسه الرسمية (البدلة برباط العنق - الكرافات) أي الزي الذي يرتديه الموظف الإداري)، فسألتني؛ "هل هذا مدير أم عامل زبالة؟" فاجبتها بل أنهعامل زبالة، الناس هنا يحترمون عملهم، ويفتخرون به
- عبد الله السناوي - شارك
-