1. الفلم الهندي (حياة الماعز) - ٢٤٨

      الممثلون: بريثفيراج سوكوماران، (نجيب)، أمالا بول (الزوجة)، طالب البلوشي (الكفيل)
      الفيلم الهندي "حياة الماعز" عمل ضجة اعلامية خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، مما يأكد نجاحه، خاصة في بعض دول الخليج وشمال افريقيا، مما أوجد للإعلاميين مادة خصبة للتحدث عنها، وظهر منهم بين شامت ومؤيد، وقد اظهر البعض ضغينته تجاه الآخر، ولم يدرك البعض بأن الفيلم هو انتاج ثقافي فني، شأنه شأن بقية الافلام العالمية، التي تتحدث وتعالج بعض الظواهر الاجتماعية، وبالطبع ولو أن القصد من انتاجه الأساسي الربحية، ولكن الفلم لم يكن موجه ضد دولة معينة، كما أثير من قبل بعض الاعلاميين، حيث ظهر بأن هناك من يتصيد واستعباد البشر، كأي من يستغل سلعة و يسيء في استخدامها لا شأن لقصة الفلم بالنظام كما أثير
      بدليل أن الهند انتجت عشرات الافلام عن استغلال بعض العصابات للبشر في الهند، وقد رأينا ذلك من خلال إنتاجها السينمائي؛...عصابات أو ناس استغلاليون يقومون بخطف الأطفال وتدريبهم على التسول، واحيانا تبتر اطرافهم حتى يتسولون ويجنون المال لارباب هذه العصابات، فهذا الفيلم قرين لتلك الافلام، ولم يسيء الفيلم للاسلام أبدأ ولا للدولة التي عنيت بتعليق بعض الاعلاميين المغرضين، وقد رأينا من خلا قصة الفلم؛ كيف اظهر الشعب كرمه، عندما تسامح أهل القتيل (المستبد) مع القاتل و تنازلوا عن الدية، وأيضا ظهور حسن الخلق من صاحب السيارة الفارهة عندما أوقف سيارته وأخذ بطل الفيلم إلى المدينة، ولم يتقزز من شكله وايضا ظهور كرم أهل القتيل الذي استغل هذا الاجنبي وتسامحوا معه وتنازلوا عن الدية، بل دفعوا له كل اتعابه، خلال العشر السنوات بما فيهن سنين السجن. وبالمقابل؛ بالرغم من هذا لم يتنازل المجنى عليه عن اسلامه، بل أصر بولائه للاسلام عندما سمى مولودته باسم اسلامي اذا كيف لنا أن نقول بأن الفيلم أساء للاسلام وللدولة المعنية؟
      نظام الكفالة أو نظام الكفيل؛ بالرغم من معرفتي الضيقة عنه؛ إلا أنه يبدو لي نظام جيد؛ يحمي حقوق الطرفين، الكافل والمكفوول، يحمي حقوق العامل الوافد، وأيضا يريح الدولة من مشاكل التهرب عن تجديد الاقامة، والتسريح بدون عمل، ولو أن هذا ايضا لم يحل بنظام الكفيل؛ ولكن قد تكون مشاكله أقل، إذ الكفيل هو المسؤول عن إيجاد عمل للوافد، وتوفير له الراتب والسكن، و المأكل والمشرب، والتكفل بإعادته إلى بلده عند الاستغناء عن خدماته، لأنه هو من أتى به للعمل عنده، بخلاف اعطاء التأشيرة حسب عقد العمل، فهذان النظامين لا يختلفان عن بعضهما إلا القليل، فنظام الكفيل اضمن للوافد من ناحية العمل، إذ لا يعمل الوافد المكفول الا عند صاحب العمل الذي تعاقد للعمل عنده و تكفل بمجيءه ولا يحق له ان يعمل في مكان آخر إلا بعد بعد تنازل الكفيل أو انتهاء عقد العمل بينهما، وملزم الكفيل أن يعيد المكفول إلى بلده عند انتهاء عقد العمل بينهما، أو التنازل لكفيل عمل آخر، أما النظام الذي يصدر على أساس عقد العمل كثيرا ما نرى بأن عندما ينتهي عقد العمل مع الشخص لا يسافر بل يظل يجوب البلاد بلا إقامة ولا عمل، مما يضطر للتسول عندما يفقد العمل، هذا ربما جعل الأخوة الذين بشمال افريقيا وبشمال الجزيرة العربية لا يروق لهم هذا النظام، يتذمرون منه، كونهم يشبهونه بالاستعباد وهذا غير صحيح، إذ نظام الكفيل هو مسؤول عن كل شيء للوافد حتى لو كان ليس لديه عملا والحكومة من حقها ان تحمي البلد من العمالة الساءبة، لما لها من ضرر للمجتمع والبلد إلى حد سواء ، هذا ا ما نراه قاءم الآن من خلال اصدار تأشيرة الزيارات إذ تعدد المتسولين، والمؤنسات الليلية
      فلم "حياة الماعز" به بطلان أو ممثلان أساسيان كما شاهدنا في الفلم؛ وكلا الشخصيتين متساويتين تقريبا في الدور بطل هندي الذي قام بدور نجيب والعماني الذي قام بدور الكفيل
      ومن العجيب أنه لم يتحدث أحد عن دور الممثل العماني في هذا الفيلم وعن اتقانه الدور، بالرغم أن الممثل العماني تجاوزت خبرته في التمثيل هذا النوع من الافلام، لم يكن متوقع أن يخوض تجربة جديدة وينجح فيها براعة مغاي،ة لمجاله؛ كالذي حدث في هذا المسلسل البدوي مثل في الصحراء، إذ أن طالب البلوشي معظم تمثيله مغاير لهذا النوع من الادوار، ولكنه ابرع واتقن دوره بشكل جيد، ومع هذا لم ينل أي اطراء يذكر عن الدور الذي قام به، عدا من غير العرب، ومن المتوقع من خلال بروزه في هذا الفلم العالمي أن يتلقى عروض للقيام بادوار كثيرة للتمثيل لمثل هذا النوع من الافلام أو المسلسلات الهندية لعله يتقن اللغة الهندية
      والعجيب بأن في نفس المدة تقريبا التي كتب فيها هذا الوافد عن خبرته مع الذي مثل كفيله واختطفه من المطار الى الصحراء ليرعى الغنم؛ حدثت قصة مماثلة لشاب عماني عندما ذهب إلى السعودية باحثا عن عمل و استغله صاحب العمل بعد أن احتجز جواز سفره وذهب به الى الصحراء، تماما كما حدث لهذا الهندي، ولم ير هذا العماني حسب روايته المدينة إلا بعد مدة طويلة، بعد أن هم بمغادرة السعودية، ربما تجاوزت عقود من الزمن، وذلك حسب روايته عندما اجريت له مقابلة في إحدى وسائل الاعلام، لا أتذكرها؛ ربما في التلفزيون أو الاذاعة، أو ربما في إحدى الصحف المحلية، ولكنني أطلعت منه شخصيا عندما كان يتحدث في هذه المقابلة، وذكر أنه لم يعد إلى عمان الا بعد فترة طويلة ربما تجاوزت ٣٠ سنة، على كل حال؛ في المجمل ذهب إلى السعودية وهو شاب يانع وعاد رجلا وقد بداه الشيب، كل هذه المدة قضاها في الصحراء معزولا يرعى الغغنم مقابل قوت يومه، لم ير احدا عدا رب العمل الذي يمده بالأكل والشرب، هذا النوع من الاستعباد للوافدين كان يحدث في السعودية في الماضي، إذ يعامل العامل معاملة العبيد، مع هذا لم يكترث أحدا بقصة هذا الشاب ويكتب عنها كما حدث للشاب الهندي

      1. عبد الله السناوي - شارك