1. قرية سيح العافية - ٢٤٤

       سيح العافية - سدرة عمر ( ذكريات سعيد بن ناصر بن منصور) - ٢٤٤

      السدرة أمام الدروازة العلوية، ويبدو من الصورة وجود سعيد بن ناصر بن منصور، يقرأ جريدة يومية جالسا على المرتفع الذي كان عليه المسجد العلوي، عندما كان سعيد مازال طالبا بالمدرسة، هذه المعالم لم تعد موجودة الآن، السدرة أقتلعت بعد موتها نتيجة جفاف فلج ميانين عنها، الذي كان يمر من تحتها، ،، وايضا تم إعادة بناء المسجد، الصورة مهداة من الأخ منصور بن ناصر بن منصور السناوي مساهمة منه - جزاه الله خيرا 

      سعيد بن ناصر بن منصور السناوي؛ هو أحد أبناء العم ناصر بن منصور ابن عم ابي، وهو أيضاً أحد ابن خالتي ميا بنت حمد شقيقة والدتي، سعيد رجل هادي الطبع ومثقف ونال قسطا وافيا من التعليم، حيث كان من أوائل الطلبة الذين التحقوا بالتعليم النظامي واكمل تعليمه في عهد المغفور له جلالة السلطان قابوس، درس في احدى المدارس بمعية زملائه بولاية إبراء، والذين اصبحوا من ذوي الرتب والمناصب العالية في الدولة، وهو أيضاً التحق بالسلك الدبلوماسي بعد ان اكمل دراسته الجامعية بالمملكة المتحدة وعمل بوزارة الخارجية العمانية سفيرا، لدى عدد من الدول الأوروبية، ومنها إيطاليا البلد المحبب إلى قلبي، قبل ان يتقاعد قريبا في بداية عهد صاحب الجلالة السلطان هيثم
      كتب لي الأخ سعيد عن بعض ذكرياته وقال: " أذكر في تلك الفترة كان المرحوم عمي سالم (ويقصد سالم بن منصور)، مندوبا لجريدة عمان، وكانت تأتي إليه الجرائد بشكل غير منتظم؛ نسخا قليلة من الجريدة، أحيانا لا يتجاوز عددها عن خمس نسخ، وكنت أنا أقوم بتوزيعها على المشتركين الذين أغلبهم من المدرسين المصريين، وكنت أجد متعة كبيرة في تصفح الجريدة، وكنت أحيانا أنتقي مقتطفات منها لإلقائها في طابور الصباح بالمدرسة، وكان المرحوم الوالد علي بن خالد يشجعني على زيارته في بيته لتصفح الكتب والمجلات التي كانت ترد إليه من أصدقائه ومحبيه، وكانت مجلة الحوادث تأتيه من لبنان بشكل منتظم ، وكان رحمه الله فخورا بي ويشجعني على الدراسة وصرح ذات مرة لي؛ أن الجد حمد بن حمود (والد امهاتنا) أرسله مع بعض أقرانه من العائلة لإحدى المدارس البلجيكية أو الفرنسية بأفريقيا، لكنه اضطر لسحبهم منها بسبب الضغوطات الاجتماعية( كلام الناس) لأن الدراسة في تلك المدارس الأوروبية تنطوي على لبس الكبتورة (الشورت)، أو "الهاف" الذي كان ولا زال يعتبر منكراً عظيما لدى العمانيين، - رحم الله موتانا وجميع موتى المسلمين"انتهى الاقتباس
      ايطاليا البلد الذي تكفل بتدريبي العملي مع زملاء ثلاثة، على نفقة الاتحاد الدولي للمواصلات السلكية واللا سلكية، وهو منظمة إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة، المعنية في مجال الاتصال، وكانت هذه منحة مقدمة لسلطنة عمان في بداية النهضة، اذ ابتعثت إلى بريطانيا، بعد مصر لدراسة هندسة الاتصال ومنها الى ايطاليا للتدريب العملي، وتوالت بعد ذلك البعثات التدريبية، لصقل مهاراتنا العملية أنا وزملائي لنتسلم مهام العمل من الاوروبيين والحمد لله وفقنا في ذلك، وكانت إيطاليا من ةلدول التي احببت العيش فيها حضاريا وثقافيا، واجتماعيا
      أما بما يتعلق بسدرة عمر لا املك معلومات عنها؛ عدا أن قيل سميت بهذا الاسم نسبة إلى عمر بن رشود بن جندوب، - والله أعلم، حيث كان يقضي معظم وقته تحتها، في وقت الضحى أو الظهيرة، يسف (يعمل بالسعفيات) يصنع السلل، و الأجربة السعفية، والسميم ولا توجد معلومات عندي غير ذلك، ...إذا كانت زرعت أم نبتت من ذاتها، وسبب بقاء الشجرة ونموها؛ هو وجودها على ساقية فلج "ميانين" الذي يمر تحت جذورها ليسقي ضواحي "ميانين" في الجانب الحدري (الجنوبي)، ولكن بعد أن تقاصرت مياة الفلج بسبب الجفاف، استبدل مجرى الفلج من ساقية إلى انبوب من منبع الفلج إلى اطراف الضواحي في الجنوب، مما منع تسرب الماء إلى جذور الشجرة، منع السدرة من الحصول على ماء، أدى ذلك إلى موتها، و من ثم أزيلت، كانت هذه الشجرة ملتقى لأجدادنا مكان يلتقوا فيه، يتجمعون تحتها في المناسبات، عند الذهاب لصلاة العيد أو السوق، او الذهاب لتعزية القبائل المجاورة، او زيارات خارج القرية، هذا بالإضافة الجلوس تحتها بعد كل صلاة، متخذيها مجلساً لهم مفتوحاً لقضاء وقت الفراغ، لا شك هذه السدرة ضمت الكثير في صدرها؛ قصص وحكايات من الماضي، وشهدت احداث، ومن قام بقطع الماء عنها كان جاهلاً، بالبيئة وأهميتها بيءيا، وتاريخيا على قول المثل "الذي ما يعرف قيمة الصقر يشويه" السدرة كانت ايقونة سيح العافية ومثلت إحدى معالمها
      من يتمعن في الصورة، سيرى ثلاثة احجار بيضاء كبيرة، بيضاوية الشكل حجم متر في ٧٥سم تقريباً اي (متر إلا ربع)، من حجر الابيض الصلب، تستند على جذع السدرة، هذه الاحجار أتى بها الوادي قديما، دحرجها إلى أن علقت بجذع السدرة، وبقيت هكذا مستندة بجذعها سنين طويلة، وكنا في طفولتنا نجلس عليها وايضا نصنع البارود عليها اللازم للمدافع الصغيرة التي صنعناها من بطون البنادق القديمة (أبو فتيلة)، أو "العماني"،، نطلق نيرانها عند رؤية هلال الشهر اسبشارا بدخول شهر رمضان المبارك، أو العيد، وايضا نجلس عليها ونلعب فوقها، ذات مرة حكى لي شخص يدعى شخبوط بن وليد احد سكان حارة سيح العافية ذوي البشرة السمراء، طويل وقوي البنية، بانه رفع إحدى هذه الاحجار أزاحها عن بعضها إلى مسافة، عندما تحداه احد الاشخاص يدعى؛ عامر بن محمد بن حمود وعايره بقوته، الوالد عامر صائغ فضة ورث من اليه، وهو ايضا إمام المسجد العلوي، سخصية مرحة، وكان داءما يمازح شخبوط عندما يلتقيه، وشخبوط الله يرحمه، أيضا مرح دائما يقبل التحدي، ويختار الاعمال الشاقة معتمدا على ما اعطاه الله من قوة بدن، شخبوط تربى في بيت جدتي صفية بنت عامر بن حمد أم والدي، وبسبب هذا ارتبطنا بعلاقة صداقة جيدة منذ الصغر، وكان يعتبرني من المثقفين الذين يرتاح عندما يجالسهم،ربما لكوني سافرت كثيرا منذ الصغر

      1. عبد الله السناوي - شارك