-
-
الزيارة إلى قلعة المربعة بمدينة العين - ٢٣٨
To read the article in other languages; Please click on the word “Language” at the top left of the page, highlighted in brown
ملاحظة: لقراءة هذا الموضوع تلقاءيا اطبع على "جوجل سيرش" السناوي الأسرة ثم عنوان أو رقم الموضوع
يوم الجمعة الماضي، الموافق ٣ من مايو ٢٠٢٤ شديت الرحال بمعية أولادي الثلاثة؛ الوارث، وضاح، وظافر، إلى محافظة البريمي - ولاية البريمي، لزيارة صهر ابني المستقبل، والاطلاع على آخر الترتيبات قبل أن نتشرف تأكيد يوم عقد قران إبني ظافر، ومن ثم توجهنا إلى مدينة العين بإمارة أبو ظبي بدولة الامارات العربية المتحدة، لاستعادة ذكريات الماضي، في المدينة التي سكنتها برهة من الزمن، وزيارة قلعة المربعة والمنطقة التي حولها، إذ كانت القلعة لا تبعد عن مقر سكننا عدا بضع مترات، حيث كانت تقابل الشارع الذي به العمارة التي سكناها ، بعد أن انتقلنا من مجمع سكني، خشبي، يعرف بمجمع "أريبيكون" في الجهة المقابلة للعمارة التي سبق ذكرها، ويبدو أنه مقر سابق للشركة التي يحمل اسمها، إذ كنت مع مجموعة من الطلبة العمانيين سكنوا في "مدرسة داخلية" في هذه العمارة؛ تعرف بعمارة غانم
أما بما يربطنا بالقلعة من ذكرى؛ كانت قريبة من مقر سكننا بعمارة غانم، إذ كانت بوابة سورها تقابل الشارع الذي يمر أمام العمارة التي نسكنها من ناحية اليمين، تقع العمارة في الجانب الأيسر من الشارع، تتكون العمارة من دورين بينهما قاعة كبيرة محاطة بمناضد خرسانية يوضع على سطحها الأكل، حتى أذكر كنا نتنا ل الأكل واقفين، بسبب أعداد الطلبة، بمختلف المستويات من الابتدائي حتى الثانوي، وعندما كنا نجلس في المساء على المقهى بالعمارة المجاورة، لمشاهدة مسلسل غوار الطوشي الذي كان شائعا في ذلك الوقت؛ نرى عدد من الشرطة يدخل ويخرج من داخل سور القلعة المحيط بها، وكنا نلتقي ببعض أفراد هؤلاء الشرطة ممن يقيمونا في القلعة عندما يأتوا لتناول الشاي باللباس المدني في المقهى ومشاهدة المسلسلات في التلفزيون الذي كان يعرض باللون الابيض والاسود، يضعه صاحب المقهى خارج المقهى لجذب الزبائن، وكان من بين هؤلاء الشرطة من أصول عماني، إذ كان لا فرق في السابق بين عماني وظبياني في التوظيف بإمارة أبو ظبي، وقد صادقنا بعض هؤلاء الأفراد طيلة فترة إقامتنا في مدينة العين و حتى رجوعنا إلى عمان، القلعة مربعة الشكل بيضاء، ربما مطلية من مادة النورة وتبدو ضخمة نسبيا، محاطة بسور من الطوب والاسمنت به بوابة على واجهة الشارع حسب الوصف السابق
يقابل عمارة غانم في الجهة اليمنى من الشارع ساحة رملية كبيرة، تقع أمام المجمع السكني "ارابيكون" حتى أذكر كنا أقمنا عمودين خشبين بشبكة للعبة كرة الطائرة، يمارسها بعضنا في وقت العصر، كما بهذه الساحة من ناحية الغرب منزل لطالب من قبيلة العوامر يدرس بصفي بمدرسة زائد الكبير، التي تقع هي أيضاً في آخر هذا الشارع يقابلها دوار الشارع من ناحية اليسار، حيث هذا الدوار كان لمفترق ٣ طرق، ناحية الشمال يؤدي إلى المنطقة الصناعية يمر من أمام شركة الاتصالات "كابل - أند - وايرلس" وإلى اليمين ربما يؤدي إلى مناطق زراعية، وإلى الإمام قد يمتد حتى يصل إلى مدينة أبو ظبي، والساحة هذه التي ذكرتها تؤدي في نهايتها الى المزارع ويوازي هذه الساحة من ناحية الغرب خلف المنازل؛ شارع يؤدي الى ولاية البريمي العمانية، به موقف الحافلة التي تقل الركاب إلى مدينة أبوظبي، ومكتب صغير لقطع التذاكر، لقد ركبت هذه الحافلة أكثر من مرة عند زيارتي لمدينة أبو ظبي ذهابا وإيابا
هذا الشارع مما يبدو لي بأن به دوارين قبل دوار مدرسة زايد الكبير، الدوار الأول الذي يتفرع منه على اليمين الشارع الذي به موقف الحافلة التي ذكرتها، ودوار آخر لست متأكدا لمفترق طرق لا أتذكرها، ولكنني أتذكر يوجد على رأس الدوار من ناحية اليمين مطعم لبناني يشوي اللحم، حيث أكلت منه بصحبة صديق يمني، ويستمر هذا الشارع حتى دوار مدرسة زايد الكبير، كما ذكرت، وبهذا الشارع من ناحية الشمال من بعد عمارة غانم محلات بها باعة من قبيلة "البتان الباكستانية" يبيعون البطانيات، وبعض الكماليات، وبضائع مختلفة، وخلف هذه المحلات يوجد سوق شعبي لبيع الخضار والفواكه.
ومن الذكريات التي لا انساها عن هذا الشارع؛ عندما كنت العب كرة القدم، في حصة الرياضة بالمدرسة؛ لاحظ مدرس التربية البدنية عبد الرحيم قدورة فيما أظن كان اسمه، من غزة بفلسطين، لاحظ لدي رشاقة في الركض، و سرعة الحركة، فرشحني في المسابقة الرياضية التي أقامتها وزارة التربية والتعليم على مستوى الإمارة، وكانت المسابقة تتضمن عدة أنشطة رياضية، وكان منها سباق الضاحية ، أي العدو لأكثر من ٣ كيلو مترا، مع مجموعة متسابقين، واختير السباق أن يكون في نفس الشارع المذكور بدأ من قلعة المربعة أو دونها بقليل، حيث كان هذا الشارع الأنسب لكون المدرسة تقع عليه وليس به تعرجات، أطلقت إشارة البدء وبدأنا بالعدو، وأذكر كنت مرتديا حذاء مطاطيا رخيصا غير مناسبا لسباق العدو، وبعد فترة من انطلاق السباق شعرت بضيقة على قدمي، فقررت خلعه والعدو دون حذاء، وكانت هذه غلطة لم ادرك عقباها إلا فيما بعد، عندما أخذت حرارة الشارع تلتهب باطن قدمي، وما أن أكملت السباق حتى وجدت نفسي لا استطيع المشي، وظل باطن قدمي محمرا من الألم لأكثر من اسبوع، على كل حال مع هذا كنت من ضمن العشرة الأوائل الذين فازوا في ذلك السباق
مدينة العين تغيرت تمامًا عن ما كنا نعرفها من قبل في حقبة السبعينات، في الفترة التي كنت هناك حتى عام ١٩٧٣، اختفت كثير من المعالم القديمة، دخلتها الحداثة، من شوارع وبنايات، مدينة خضراء؛ بها منتزهات وحدائق عامة ومسطحات خضراء، وعمارات تجارية، تضاهي اكبر المدن تقريبا في الخليج، بها عدد من المولات (المراكز التجارية الضخمة)، بل أظنها تضاهي أكبر المدن في الخليج، بل ربما في مستوى أكبر ولايات محافظة مسقط - مدينة تشد الزائر بجمالها بالرغم أنها بلد صحراوي بها شح للمياه، لقد ذكرتها في وصف سابق عندما كنت هناك في السبعينات و صفتها بأنها تشبه ولاية بدية العمانية في الماضي حيث فاقت توقعاتي و تصوري تمامًا عندما رأيت التغيير الذي طرأ في قلعة المربعة وضم إليها المنطقة التي حولها ليصبح بها متحف ومركز أو قيادة للشرطة.
فور اجتيازنا الحدود ودخولنا مدينة العين؛ طلبت من ابني الوارث الذي كان يقود السيارة، أن يتجه فورا الى قلعة المربعة، ومن ثم نستكمل رؤية بعض الأماكن التي اود زيارتها، وما أن رأيت القلعة محاطة بسور من الالواح الخشبية وعليها لافتة الترميم، أدركت بأن هناك أعمال إنشائية بجانب ترميم القلعة، وفعلاً كما توقعت، وعندما شاهدنا القلعة من الخارج وجددناها ترمم بطريقة تختلف عما كانت في الأصل، كما هو واضح في الصورة، وهناك أماكن استراحة وأكشاك مقاه بجانبها أو في ساحتها، ربما المراد منها للزوار أوالسياح، على كل حال طلبت من ابناءي أن نذهب إلى المتحف،. ..مبنى مجاور به معروضات عن تاريخ الشرطة في مدينة العين، لعلنا نرى الصور الأصلية للقلعة، واستطاع ابني وضاح أن يقنع الحارس بفتح لنا المتحف بالرغم كان يوم جمعة خارج الدوام الرسمي، أتانا أحد المسؤولين برتبة وكيل، وأخذنا إلى داخل المتحف، حيث كانت منه مبادرة طيبة عندما علم بأننا قدمنا من مسقط، وأتضح هو أيضا من أصل عماني من سكان محافظة الظاهرة، وكانت جولة ذات معلومات مفيدة اكتسبناها من داخل المتحف
وهذا ما أقتبسته مكتوبا عن القلعة؛ "بنيت قلعة المربعة في عام ١٩٤٨ بأمر من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، خلال حكمه للمنطقة الشرقية، وقد قام بالأشراف على بنائها المغفور له المهندس محمد بن أحمد البناء، وهي من الطوب الطيني ومحصنة ومستطيلة الشكل، ولها برج مربع ضخم يتكون من طابقين ، حيث تعتبر موقع أساسي للحماية، وكانت جذوع النخل تمثل عوارض لحمل السقف الأعلى للقلعة، وهي تعبر عن الأصالة، فقد اكتسبت القلعة اسمها من شكل البرج، وكانت تعرف في الخمسينات ب "مربعة زايد" وهناك فلج تاريخي يمتد على نطاق واسع شرقا وغربا الى شمال البرج، والمربعة كانت مقرا إدارةديا المؤسسات المدينة، وبرجا للمراقبة، ومقرا للحرس، وعملت فيها قوة من الساحل المتصالح بقيادة الرائد "ماكدونالد" عام ١٩٥٣ ، وأتخذت مقرا إقامتهم، وكانت ايضا مقرا لاقامة الدكتور "ديفيد هاريسون"، وهو طبيب من قوة الساحل المتصالح، حيث أقام معملا لتحنيط الطيور في القلعة
تعتبر قلعة المربعة جزءا من مواقع العين الثقافية المدرجة على قائمة التراث العالمي للينوسكو منذ عام ٢٠١١
- عبد الله السناوي - شارك
-