-
-
البيت الشرقي وسكانه – الجزء الثالث – ٠٦٨
ثالثاً: البيت الشرقي
عرف هذا البيت في الماضي، بالبيت الشرقي بسبب موقعه شرقي بيت سبلة البرج بيت حمود بن جندب (أول بيوته)، ويعتبر البيت الشرقي من ناحية المساحة أكبر البيوت القديمة بحارة سيح العافية، قبل بناء بيت الوالد سيف بن سعيد في بداية الستينات عند مدخل الحارة على الشارع من الشرق
يتكون البيت الشرقي من دهريزين (دهليزين لكن تلفظ اللام راء لسهولة النطق). للبيت دهريز شرقي و دهريزغربي؛ الدهريز الشرقي به غرفتا نوم، والدهريز الغربي به غرفة نوم واحدة، وللدهريز الشرقي مدخلان مقوسان من الجص (عقود)، و مدخل واحد للدهريز الغربي، أيضاً هو مدخل مقوس إلا أنه مشيد من الطين بناه الجد حمود عندما تزوج زوجته الرابعة واستقر في إبراء إلى أن وافته المنيةفي أواخر الأربعينات، يقال بأن زوجته الثالثة "الطوقية" هي التي تبنت فكرة بناء البيت قبل أن يكون لها أحفاد، لتجنب أبناءها خطر الحروب التي كانت تدور بين القبائل، وخوفاً عليهم من أن تلحقهم رصاصة طائشة أثناء عبورهم الوادي من قرية السباخ إلى قرية سيح العافية أثناء زيارتهم لأقاربهم. حيث الجدة الطوقية تقيم عند أهلها في السباخ عند غياب زوجها في السفر
يبدو من مبنى بيت الشرقي، بأن صاحبه ميسور في ذلك الوقت، لاحتوائه على عدة مرافق، قلما تجدها في البيوت القديمة بسبب ضيق مساحتها، ومنها المطبخ الذي يلاصق الدهريز الشرقي وبه غرفة لتخزين حطب الوقود ومنضد للتمر لاستخلاص الدبس، ومن الجنوب الشرقي للبيت يوجد مترب (مكان للخلاء) وغرفة زرب البهائم من أغنام وبقر، ومسبح ومصلى للنساء وبئر ماء، ومن الجنوب الغربي في الزاوية يوجد مخزن أو دكان يتكون من غرفتين يخزن فيه محصول القمح، وبجانب المخزن حفرة للشواء لاستخدام البيت والجيران
وقد سمعت من بنت العم سيف بن خالد (جدتها نصرى بن حمود بن جندب أم أبيها) بأن والدها وعمها علي بن خالد ولدا في نفس البيت، لذا كان سبب شراء أبيها البيت لأبنائها من وصي الورثة ارملة المرحوم/خالي سالم بن حمد (زوجته الثانية)، حيث الخال سالم ورثه من أبيه حمد بن حمود بن جندب اراد شقيقي علي ان يشتري البيت من أرملة خالي (الوصي لأبنائه الصغار) ولكن شدة تمسك العم سيف في اقتنائه حالت دون ذلك إذ وصل الأمر بين العم سيف وبين والدي إلى شد وجذب في الموضوع، ربما سبب تشدد العم سيف لكونه ولد فيه، حيث كانت رغبة شقيقي علي شراءه خوفاً من الضياع وامتحاء التراث إذ أنا وأخوتي أيضاً تربينا فيه خلال حقبة الستينات، وقبل ذلك آباءنا الذين سبق ذكرهم، واجتهد شقيقي علي بمعاونة والدي في استخراج ملكية للبيت على أمل أن يشتريه من الوصي، وبذل شقيقي علي مع والدي حين ذاك مجهودآ كبيراً في الحصول على سند الملكية من وزارة الاسكان وعندما علم العم سيف برغبة الوصي في بيع البيت لعلي؛ بادر في التفاوض معها ، واستطاع إقناعها مستدرجاً عاطفة الماضي وعشرته مع المرحوم زوجها في أفريقيا. بهذا انتهى البيت الشرقي مسحت معالمه، واستبدلت مبانيه الطينية – الجصية بمبنى حديث مواكباً للعصر – رحم الله أهلنا لم يبق سوى ذكراهم، اللهم اسكنهم فسيح جناتك
- عبد الله السناوي - شارك
-