1. رواد سيح العافية - ٢٢٨

      و أذكر من أوائل الذين التحقو؛  بالجيش السلطاني العماني في حقبة الستينات من ولاية إبراء؛ هو المرحوم والدي و معه بضعة أشخاص من قرية سيح العافية والقرى المجاورة، رافقوه عندما أشتد القتال في ظفار وكانت هناك حاجة إلى تجنيد المزيد من الجنود لمحاربة الشيوعيين هناك، وعلى سبيل الأمانة أذكر ممن التحقوا بالجيش من سيح العافية؛ سعيد بن سيف بن سواف، سليم سحلوف، عبيد بن سالم بن سليمان (ولد خير)، ومحمد بن سالم بن حمد (ولد خالي) يمثلون الأغلبية
       
      جميعهم شاركوا في حرب ظفار، أما بالنسبة لوالدي خدم في عدة قطاعات في الجيش بحكم المامه باللغة الإنجليزية وشيء من الفرنسية، خدم في مستودعات الأسلحة والأمور الفنية الأخرى المتعلقة بالإسناد الميداني، وانتقل في بداية عهد جلالة السلطان قابوس طيب - الله ثراه من كتيبة حدود الشمالية وعمل بورشة النقليات بقيادة الجيش آنذاك، ببيت الفلج أميناً لمستودع قطع غيار السيارات، ثم استوظفه الضابط البريطاني "الرائد - دينيسون" مع عدد من رفاقه في السلاح عند تأسيس دائرة الأمن الداخلي التي كانت تابعة للجيش آنذاك، وكان من ضمن الذين نقلت خداماتهم من الجيش ابن خالي (محمد بن سالم) وعبد الله بن صالح الحبسي صديق والدي الذي أصبح رئيساً لجهاز الأمن الداخلي برتبة لواء، فيما بعد،... عندما عُمِّنَ الجهاز واستقلت تابعيته عن الجيش. وبالمناسبة الرائد دينيسون هو من جند والدي ورفاقه بالجيش، ومن ذلك الحين أصبح صديقه، لاعتبارات سياسية كانت تتعلق بالأمن بين الشيخ أحمد بن محمد بن عيسى الحارثي والسلطان سعيد بن تيمور – رحمهم الله، وكانت مكافئة هذا التجنيد  أن وجد لنا دينيسون إيواء ببيت الفلج أنا وأخي علي لنتعلم اللغة الإنجليزية بإحدى المدارس الخاصة بمطرح
       
      هذا و ممن استوظفوا في بداية تأسيس الأمن الداخلي في حقبة السبعينات من المدنيين عدد من ابناء سيح العافية؛ والقرى المجاورة، و من الذين استوظفوا سبعة أفراد منهم أربعة من أبناء عمومتي، بالإضافة إلى أخي، وثلاثة من قرية مجاورة، هذه الكوادر كانت لربما مستوفية لشروط التوظيف في ذلك الوقت، وتنطبق عليهم مواصفات التوظيف، ولا أنكر بأن لوالدي الدور في تزكية توظيفهم بحكم الثقة التي نالها من الضباط الانجليز المؤكل لهم تأسيس الجهاز
       
       
      و فيما أظن بأن هذه المجموعة معظم أفرادها تقاعدت منذ زمن، خاصة الذين أكملوا أكثر من ثلاثين سنة خدمة، إذ تقاعد الكثير منهم برتب عسكرية عالية متفاوتة 
       
      ومن الذين ساهمت بهم سيح العافية هم دفعة العين...عدد من الطلبة العمانيين من سفالة ابراء سناويين من سيح العافية و سناويين من نيابة سمد الشأن وبضع من قبائل أخرى بسفالة ابراء و العلاية،... سافروا الى إمارة أبو ظبي و استقر بهم الحال بمدينة العين في مطلع السبعينات، أو نهاية الستينات، منهم من عاد الى عمان بعد "النهضة" ولم يكمل تعليمه الثانوي؛ والتحق بالجيش أو الشرطة أو الأمن، أو الخدمة المدنية، ومن ثم اكمل تعليمه الثانوي بمدارس تعليم الكبار المسائية التي وفرتها الحكومة بجانب مدارس محو الأمية
       
      ومنهم من غير منهج تعليمه الى الأجنبي، ودرس اللغة الانجليزية، والتحق بالمجلس الثقافي البريطاني بمطرح – الكرنيش (بيت البراندا حاليا) ، الذي كان يتوفر به معهد لتدريس اللغة الانجليزية لتغطية الاحتياجات المطلوبة لسوق العمل في عمان، منهم من استمر بمعهد الثقافي البريطاني و اكمل برنامج تعليمه بالمملكة المتحدة سواء كان ذلك على حسابه الخاص أو بواسطة الجهة التي يعمل بها، وكان في ذلك الوقت المجلس الثقافي البريطاني يتكفل تدريس اللغة الإنجليزية عن طريق معهد ملحق به لنشر الثقافة الإنجليزية وتوفير الكوادر المطلوبة للقطاعين الخاص والعام،... مقابل رسوم ثابته حيث كانت اللغة الإنجليزية مطلوبة للأعمال الفنية او الاعمال التي تطلب المام باللغة الانجليزية، وقد نجح برنامج هذا المعهد خاصة بسبب الشهادات المعتمدة التي كان يمنحها مطابقه لمواصفات والمعايير البريطانية
       
      كان المجلس الثقافي في عمان ينظم ويعد برامج دراسية للعمانيين في بريطانيا بل يرتب إقامة للطلبة للعمانيين مع عائلات في بريطانيا من أجل زيادة سرعة تعلم اللغة ومن ثم يمهد لهم الالتحاق بالجامعات والكليات البريطانية
       
       
      اما البقية ممن لم يحالفهم الحظ الالتحاق في المؤسسات المدنية التي تتطلب مهارة اللغة العربية والإنجليزية كتابة وقراءة للأعمال الإدارية التحق بالجيش أو الشرطة كجندي مستجد لحاجة هذا القطاع الملحة لسد النقص في عدد الافراد المطلوبين لتأدية الخدمات فيها، والحكومة لَمْ تَأْلُ جُهْدا لِكَيْ تقدم البرامج التدريبية اللازمة حتى تستوفي بالمستوى المطلوب
       
      في الستينات بين عام ١٩٦٥ و عام ١٩٧١ عادت افواج من المغتربين العمانيين من شرق افريقيا ومن بينهم السنا ويين سكان قريه سيح العافية وكان الشباب منهم قد درس بمدارس بلدان شرق افريقيا؛ تنزانيا، اوغندا، وبوروندي، وجاءوا إلى عمان بمؤهلات اجنبية مما ساعدهم في الحصول على عمل في شركات القطاع الخاص الاجنبية في عمان؛ في البنوك، شركات النفط، والمطارات، و الموانئ والطرق، وشركة الاتصال وأيضاً في بعض المؤسسات الحكومية، التي كانت تستخدم اللغة الانجليزية، مثل وزاره الصحة، وزارة الدفاع في الاقسام الفنية وقد سدوا هؤلاء الفراغ الذي كان يتطلب توظيف عدد كبير من الأيدي العاملة الأجنبية و تدرب بعضهم او ابتعث خارج السلطنة وكان من بين جملتهم شباب سناويين ومن قريه سيح العافية برع العديد في مجالات فنية مختلفة ولدى سيح العافية العديد من الكفاءات سواء كانت متقاعدة أو مازالت على رأس عملها؛ فيهم الطبيب، والمهندس، والمحامي، وأيضاً عدد من السفراء منهم من أبناء عمومتي و أعضاء في مجلس الدولة ومنهم أخي علي كما نعلم
       
      هذه القرية الصغيرة تزخر بالكفاءات والخبرات المختلفة كسائر باقي قرى منطقة السفالة و العلاية في ولاية إبراء، ولكن للأسف هاجرت معظم هذه الكفاءات بعد تقاعدها أو ظلت في مسقط بسبب لم تتوفر لها البيئة المناسبة لتنمية مناطقها لعدم توفر التخطيط السليم وتوزيع مشاريع التنمية بالشكل الصحيح
       
      في حقبه التسعينات قريه سيح العافية ساهمت بالعديد من الشباب الذين انخرطوا في العسكرية اسوة ببعض القرى المجاورة وتوزعت اتجاهاتهم نحو الشرطة أو الجيش و منهم بالجيش السلطاني ثم تلتهم المجموعة الثانية التي كان مستواها التعليمي أفضل في حقبة الثمانينات والتسعينات، هؤلاء ممن لم يحالفهم الحظ الالتحاق بالكليات أو الجامعات
       
      وكان لهؤلاء الشباب الذين التحقوا بالمؤسسات العسكرية والأمنية دور في الحفاظ على الاستقرار الامني في البلد، وخرجت من هؤلاء كوكبة من القادة، وقد كرم البعض منهم من قبل جلالة السلطان قابوس طيب - الله ثراه، وتجاوزت رتبهم العسكرية بين مقدم وعميد، ولدى سيح العافية ربما اكثر من ثلاثة أفراد برتبة عميدl

      1. عبد الله السناوي - شارك