1. الصديق كثيرون كنتا

      Kiron Kunte 
       
      كيرون كنتا صديق قديم، عرفته من بداية التسعينات، وظل صديقا وفيا حتى بعد تقاعدي من العمل عام ٢٠٠٣ ارتبطت معه في البداية بصداقة عمل، حيث كانت ترسي على الشركة اليابانية "أوكي- إلكتريك" التي هو كان مدير وكالتها في عمان؛ عدة مناقصات لتميزها آنذاك في تصنيع مبرقات التلكس والتلغراف - طابعات كانت تستخدم لطباعة وارسال البرقيات حتى عام ٢٠٠٠ الى أن استبدلت بمطارف كمبيوترية (الشاشات والطابعات الالكترونية) التي نعرفها الآن
       
      وباعتبار هندسة التلكس والتلغراف هي تخصصي الأساسي؛ كنت انتدب بين حين وآخر إلى اليابان في كل مرة يتم فيها شراء هذه الاجهزة للتأكد من مطابقتها لمواصفات المناقصة، وكانت لي بصمة في بعض التعديلات التي استفادت منها الشركة في تسويق اجهزتها للوطن العربي، خاصة بما يخص التحول من مواصفات "بغداد ٧٠" الى مواصفات "بغداد ٨٠" التي أقرها الاتحاد العربي للمواصلات السلكية واللاسلكية التابع لجامعة الدول العربية، في استخدام شاشات الكمبيوتر وتعريب لوحدة المفاتيح؛ إضافة الى تعديل بعض الشفرات أو الكود الرقمي، وبرز استخدام هذه الاجهزة الحديثة آنذاك في الاحتفال بعام الشبيبة في العيد الوطني الثالث عشر عام ١٩٨٣ حيث استخدمت من قبل مراسلي الصحف ووكالات الانباء التي كانت تغطي فعاليات الاحتفال من المركز الإعلامي الذي استأجر له مقرا بفندق الشيراتون، ومن حسن الحظ عينت مشرفا فنيا على تجهيزات هذا المركز
       
       وكان كيرون كنتا أحد المعجبين بإنجازاتي العملية، وتعددت لقاءاتنا خارج الدوام الرسمي إلى أن ارتبطنا بعلاقات عائلية و تشاركنا في حضور مناسبات عائلية، حيث كانت الفاضلة/ حرمه لديها اهتمامات في العمل التطوعي وتشارك في معظم الاعمال الخيرية في مسقط خاصة أنها كانت محبوبة بسبب تواضعها لدى العمانيات التي تتعامل معهن
       
       استمرت صداقتي مع كنتا لسنوات حتى إلى ما بعد حصولي على التقاعد، لا أذكر بالضبط، ربما حتى عام ٢٠٠٧، بعدها استقال من الشركة التي كان يعمل بها شركة جواد سلطان، وغادر إلى موطنه في ليلة ١٣ نوفمبر من نفس العام، تاركا قسم أجهزة المكاتب والاتصالات بالشركة الذي أسسه وشغل إدارته لعدة أعوام
       
       وكنتا ليس صديقي أنا فقط؛ بل صديق معظم الذين يعملون معي أو يزاملونني في العمل، ومن بينهم زميلي سلطان مالك – الله يرحمه، الذي توفي في ٩ ديسمبر عام ٢٠٠٤ على أثر سكتة قلبية داهمته عندما كان يركن سيارته؛ اثناء عودته من العمل،... حيث ارتبطنا أنا والمرحوم سلطان بزمالة عمل وصداقة عائلية دامت لأكثر من عشرين سنة، وكنا نتزامل في السفر لحضور الدورات التدريبية في مختلف البلدان الأوروبية والأسيوية والأمريكية، وكان بيننا تجانس؛ متشابهين في الطبع، مكملين لبعضنا البعض، حيث كانت طبيعة عملنا واحدة، وكان لنا دور بارز في تطوير خدمات التلكس والتلغراف وخدمة تراسل المعطيات؛ التي أصبحت تعرف الآن (بكمبيوتر- نتوارك)، وللأسف افترقنا في نهاية التسعينات قبل وفاته ببضع سنوات، وكان سلطان قد استقال من العمل قبل وفاته بفترة وجيزة من عمانتل نتيجة ضغوطات نفسية، ليعمل بشركة "سيتا" شركة دولية - كمبيوترية " تعنى بحجوزات الطيران" وأنا أيضا تغير عملي بعد ذلك إذ أصبحت مديرا لدائرة تشغيل الخدمات التقليدية، (خدمات اتصال التي تحتاج مساعدة يدوية)، عندما عدل الهيكل التنظيمي للشركة، وصار يتغير عملي بعد ذلك في كل مرة يتغير فيها الهيكل التنظيمي، حيث عينت فيما بعد مديرا لدائرة التسويق ومن ثم مديرا لأفرع الشركة بالمنطقة الشرقية قبل أن تصبح محافظات، تمشيا مع تغيرات الهيكل التنظيمي للشركة الذي يعاد تعديله كل عشر سنوات، ودائرة التسويق اول دائرة كانت تنشأ في الشركة تعنى بتسويق منتجاتها الخدمية كلفت بإنشائها
       
       ملا حظة مهمة لا بد من ذكرها، فبعد من؛ انتهيت كتابة المقالة ارسلتها لصديقي "كنتا" المقيم حاليا بمدينة مومباي بالهند فرد علي بالتعليق التالي باللغة الإنجليزية؛ حسب ترجمة - جوجل: "زرت الموقع. تصحيح طفيف. التقينا لأول مرة في عام ١٩٨٣ - منذ ٣٩ عامًا. راجع للشغل ، لقد استفادت الشركة بدورها من تجمعنا. لقد شجعتني على إدخال أجهزة المودم لمنافسة راكال. إذ فتح هذا الباب أمام الشركة للدخول في اتصالات البيانات. لطالما اعتقدت أن الدخول إلى أجهزة المودم ، كان مسؤولاً عن دخولنا في الكابلات المنظمة وأن نصبح الشركة الرائدة في السوق في عمان مع دفع الشركة المنافسة إلى المرتبة الثانية! شكرا مرة آخري". الشركة التي ذكرها "كنتا" كانت مستحوذة على سوق ملحقات خوادم الكمبيوترات في عمان آنذاك، وجهاز المودم أحداها الذي يربط أجهزة الكمبيوتر بخطوط الهاتف الثابتة، وكانت الشركة المنافسة وكيل لشركة راكل الأمريكية إحدى الشركات الرائدة في تصنيع أجهزة المودم وملحقات الكمبيوتر آنذاك، وبفعل تجاوب إدارة عمانتل المثيرة للجدل معها نجحت هذه الشركة على استحواذ السوق بمبيعاتها، وكان في رأيي الوضع غير صحي لا بد من إيجاد منافس لها إذ لم أكن أر الوضع كان صحيا، من المعروف أن الأمريكان لهم أسلوبهم الخاص لجذب المسؤولين نحوهم، وللأسف لم تكن لي سلطة إدارية في إحداث تغيير آنذاك في حقبة الثمينات وجزء من التسعينات إذ مازلت مهندسا مسؤولا عن التركيبات والصيانة سلطتي الإدارية كانت صغيرة

      1. عبد الله السناوي - شارك