1. سليطين النعماني

      سعيد بن سالم النعماني (الأثيل)

      مقال نشر يوم الجمعة ١٥ من جمادى الثاني ١٤٤٢هـ، الموافق ٢٩ من يناير ٢٠٢١م عبر وسائل التواصل الاجتماعي

      ، لدي بعض التوضيح عن ما لم يذكر عن سكان سيح العافية في المقال. ،
      تعليقي على المقال الذي نشر عبر الواتساب بواسطة الأخ سعيد بن سالم النعماني عن " سليطين النعماني" ما شاء الله المقال طويل نسبيا، يفهم منه بأن المتحدث يود اثبات هويته وانتماءه.
      على العموم هذا شيء جيد، و يعزز أيضا من مكانة قريتنا - سيح العافية التاريخية. وللأسف الشديد سكان سيح العافية (السناويين) الذين يمثلون الأغلبية العظمى في الماضي؛ كانوا بسطاء، ومنهم من كان فقيرا،... كانت أولويات اهتماماتهم هي البحث عن مصادر الرزق، بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة التي كانت سائدة في ذلك الوقت، وظروف العصر أيضا في حقبة النزاعات القبلية؛ عندما اشتد النزاع بين القبائل في عمان على الزعامة، وانقسمت القبائل الى حزبين بين (هناوي وغافري)،...حتى بين القبيلة الواحدة ذاتها كان هناك نزاع و انقسام، على الزعامة، في القرية الواحدة، مما أدى الى عدم الاستقرار في المعيشة و هذا شجع كثير من الناس في عمان ومن داخلها الهجرة الى افريقيا بالذات الى شرق أفريقيا (شقيقة عمان في الحكم سابقا).
      وقد علمت من أحد الأخوة - رحمه الله ، الذي كان يكبرني سنا بكثير بأن بعض السناويين ممن لم يتمكن من السفر في ذلك الوقت؛ كان يعمل لدى الأغنياء، الذين كان يطلق عليهم مسمى (الهناقرة) يعمل عندهم في البناء أو في الزراعة، خاصة مع الذين كانوا يأتوا بالمال من أفريقيا ويبنون القصور ( بيوت الجص)... التي سبق ذكرها،... اسوة بما بنوه هؤلاء الأغنياء في زنجبار، لذا نرى بعض بيوت الجص مشابهة لتلك التي بنيت في جزيرة زنجبار و يتمثل هذا في الشكل وطريقة البناء.
      يبدو أن اخوتنا - البراونة (مفردها برواني) سبقوا السناويين بوقت مبكر في الهجرة الى الشرق الأفريقي، وجلبوا معهم المال الى عمان، وعمروا بيوتا في أماكن عديدة، توزعت سكناهم في عدة قرى بولاية أبراء، ومنها قريتنا سيح العافية،... التي سكنتها عائلة واحدة من بيت واحد، و بنت هذه العائلة البيتين - البيت الغربي ( علوي مسجد الحدري) والبيت الشرقي الذي آلت ملكيته في الآخر الى محمد بن رشيد بن رشؤد السناوي، - البيت الغربي أزيل عكس البيت الشرقي التي مازالت أطلاله قائمة. عمروا البراونة بعض المساجد أيضا، وحفروا بعض الآبار بسيح العافية، وجعلوها وقف على سبيل الأجر والصدقة بحكم يسرهم في ذلك الزمان.
      وكما قلت هي عائلة واحدة من بيت واحد سكنت سيح العافية بعد السناويين الذين يكونون الأغلبية العظمى في العدد ( ١٢ عائلة أو ١٢ بيت تقريبا) ، وذكرت هذا في مدونتي الإلكترونية (السناوي الأسرة ) بعنوان " أهالي سيح العافية" و "حارة سيح العافية" . جاءت هجرة بعض السناويين الى شرق أفريقيا في وقت متأخر لذا ظلت بيوتهم مشيدة من الطين، وعادوا اليها بعد تغير الحكم في سنة السبعين ومنهم عاد قبل ذلك بخمس أو عشر سنوات. لذا نرى معظم البيوت الصخرية الكبيرة التي تعرف ببيوت الجص في إبراء شيدت من قبل قبيلة البراونة ومن قبل أبناء عمومتهم أو أقرباءهم المعامرة ( مفرد معمري).
      بما أعرفه عن النعمانيين أو بنو نعمان في ابراء بأن لديهم أصهار مع قبائل أو (أفخاذ الحرث) التي تقطن ولاية إبراء، على سبيل المثال لا للحصر مع قبيلة المطاوقة هذه المصاهرة تمت في عمان وأيضا من خلال تواجدهم في شرق أفريقيا كما ذكر المتحدث "في جمهورية رواندا وجمهورية بورندي"، ومنهم من تصاهر مع أقاربنا من قبيلة المطاوقة.
      ولكن، عن تاريخ وجود النعمانيين في سيح العافية، ليس لدي فكرة، وبما أن الأخ يعقوب البرواني هو المؤرخ في كتابه " المنزفة" عن تواجد البراونة والمعامرة في ابراء لعل لديه من الوثائق التي يستند اليها. و من المؤسف لم يذكر شيء في المقال عن السناويين أوعن وتواجدهم في سيح العافية ولا عن ما يمتلكونه من " بود في فلج ميانين" اقتصر الذكر عن البراونه والمعامرة وكأن البراونة والمعامرة هم من حفروا الفلج واقتسموه فيما بينهم،... الى ٣ بود.
      كلمة " بادة" في مصطلح الافلاج عندنا تعني "سهم"، والسهم يخصص لمن حفر الفلج أو ساهم بماله، أو يجري الفلج بارضه، أو ساهم في خدمة الفلج لجريانه. و من المنطق عندما تكون لديك بادة في الفلج أن تكون لديك ضاحية، أو مزارع لأفراد قبيلتك أو عائلتك. لا أتذكر بأن لدى غير السناويين تملك؛ أكثر بسيح العافية، عن السناويين أنفسهم إذن لماذا هذا التهميش، والتجاهل عن الحديث عنهم؟ حتى في كتاب المنزفة لاحظت ذلك؛ لم يذكر شيء عدا عن بعض الأسماء التي شهدت في بعض صكوك البيع.
      كما علمت من شيابنا بأن من حفر فلج ميانين هم السناويين، و سمي الفلج بهذا الاسم كنية لمن كانوا يحفرون في الصخر لشق الفلج بالجنون ( مجانين) مما يدل بأن السناويين أول من استوطن سيح العافية، ولا بأس إذا كانوا قد استعانوا ببعض الافراد من قبائل أخرى على سبيل المساعدة والخبرة، مقابل تملكهم ببعض اسهم الفلج ( استثمار).
      أقترج أن يكون للأخ يعقوب بن يوسف السناوي تعليقا في هذا الشأن باعتباره هو وكيل فلج ميانين. 
      ومن شواهد اسبقية وجود السناويين في سيح العافية؛ بيت عامر بن نصير، و فيالدروازة العلوية وسبلة البرج، ومن ثم السبلة الحدرية،...أول استقرار للسناويين، ومن جاء بعد ذلك من قرى ومناطق مجاورة كان زائرا ثم طاب له المقام مع السناويين، ( جاء للعمل، أو بسبب المصاهرة، أو الحماية من الحروب والنزاعات القبلية). العمانيون لا يتنازعون أو يتخاصمون بسبب أرض، فالأرض ملك لله سبحانه تعالى.
      وللعلم للسناويين شأن في عهد السلطان فيصل بن تركي ولهم مكافأة سنوية، تعرف ( بالبهطة) ومن كبار السناويين الذين يعهد لهم استلامها هو جد جدتي صفية يدعى حمد بن مسلم بن خميس ويرافقه ابن عمه جد خالاتي (بنات محمد بن راشد) حتى أكيدت لهم مكيدة و قتلوا بالسم بقرية السنلسلة بوادي العق عند عودتهم.

       

      1. عبد الله السناوي - شارك