-
-
المقالة التالية للكاتب: ظافر بن عبد الله بن أحمد الحارثي كتبها قبل تخرجه باربع سنوات تقريبا من برنامج الماجستير (ظافر يحمل الآن ماجستير في القانون ويعمل مديرا في إحدى شركات القطاع الخاص)
العنوان: الشباب العماني المتشوق إلى أفاق المجد
مقالة للطالب بكلية الحقوق – جامعة البريمي ظافر بن عبد الله بن أحمد الحارثي، نشرت له في صفحة "منتدى القراء" بجريدة عُمان يوم الجمعة ٦ من ربيع الآخر ١٤٤٠ه الموافق ١٤ من ديسمبر ٢٠١٨ العدد ١٣٠٧٩
To read the article in other languages; Please click on the word “Language” at the top left of the page, highlighted in brown
ملاحظة: لقراءة هذا الموضوع تلقاءيا اطبع على "جوجل سيرش" السناوي الأسرة ثم عنوان أو رقم الموضوع
المدرسة التي من شأنها أن تسهم في بناء الأمم، هي مدرسة الفكر وبناء الإنسان، وهي تهدف إلى تمكينه بالقدرات والمهارات والمعلومات التي يترجمها من خلال التطبيق العملي في حياته، وإن الاهتمام ببناء الإنسان أكثر من بناء العمران هي المعادلة المثلى للرؤية الصحيحة التي تعنى بالشباب وبالعلم والقيم والقدوة الصالحة تبنى المجتمعات.
فالصينيون القدامى عندما أرادوا تحصين بلادهم والعيش في أمان سعوا إلى بناء سور الصين العظيم واعتقدوا أنهم بهذا نجحوا في تسخير الحياة المثالية لهم، ولكن للأسف خلال المائة عام من بناء السور تعرضت الصين لثلاث غزوات، وفي كل مرة الأعداء كانوا ليسوا بحاجة إلى تسلق هذا السور أو هدمه، لأنهم بكل بساطة كانوا يقدمون الرشوة للحارس، ومن ذلك تأتي العبرة في أن الصينيين انشغلوا ببناء السور ونسوا بناء الحارس الذي يمثل الإنسان الذي بالطبع هو الأمان للوطن.
لاشك أن الشباب هم اللبنة الأساسية لأي مجتمع يتميز بالاستدامة والإبداع والتطور والسعي لتحقيق النتائج المتقدمة، كما أن إعدادهم وتأهيلهم والاستثمار بهم هو أولى أهداف القيادات الناجحة.
يقول جلالة السلطان المعظم "دوركم الآن – أيها الشباب هو إعداد أنفسكم تعليمياً وتثقيفياً وسلوكاً واسترشادياً لتحمل مسؤوليات هذا البلد العزيز".
من هنا تبدأ أولى خطوات التعزيز لهذه الرؤية التي تقصد الشباب، وذلك من خلال الأدوات كتفعيل دورهم بشكل ايجابي من خلال قطاع الحوار والمناقشة الذي بدوره يعد الوسيلة المثلى لتقريب وجهات النظر ونقل التجارب والخبرات والتقرب إلى هذه الفئة عن قرب. علاوة على هذا التفعيل، تفعيل الشراكة الحقيقية مع الشباب وإعطائهم فرصة الخوض بالمناصب القيادية التي بدورها ستسهم بشكل كبير في إخراج هذه الرؤية من دائرة الحلم وإدخاله لحيز التنفيذ. إن الشباب العماني هو العمود الذي يستند إليه الوطن الذي يمثل نسبة 40% في المجتمع العماني (إحصائية المركز الوطني للإحصاء والمعلومات)؛ لذلك فمن الواجب إخضاعه لقطاع ألمهارة والتعلم بالممارسة التي تعنى بالجانب التدريبي الذي من خلاله يتقدم في الفرد يرتقى بذاته ، ومن ثم بعد ذلك المجتمع والوطن.
ومن هنا يتضح أهمية وجود أقسام مثل تنمية القيادات، الموارد البشرية والتمكين وحاضنات للإبداع الشبابي (كاللجنة الوطنية للشباب في سلطنة عُمان أو الأندية المحلية في جميع المجالات)، وذلك في كل مؤسسة ذات اتجاه المعني بالشباب وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
ويقول جلالته: "إن الشباب العماني المتشوق إلى أفاق المجد، مدعو اليوم إلى أن يتخذ من أجداده الميامين قدوة طيبة في الجد والعمل، والصبر والمثابرة وإلى أن يؤمن أن العمل المنتج مهما كان صغره هو لبنة كبيرة قوية في بناء صرح الوطن".
ومن هنا أقول الحقيقة، إن الشباب العماني بفضل كل ما سبق سيصبح قادراً على تكوين علامة مؤرخة في التاريخ بل والمشاركة مع المجتمع الدولي وحمل راية الوطن إلى المركز المرموقة، وقبل ذلك مشاركته الفعالة والمنتجة محليا، وبالتالي تحصيل نتيجة الاستثمار فيه.
- عبد الله السناوي - شارك
-