1.  قصة من واقعنا الاجتماعي

      قصة من واقعنا الاجتماعي جديرة بالاهتمام

      هذه القصة شبيهة بالفلم الهندي، ولكني شخصيا لا أشك في صحتها؛ لأن صاحبها أو كاتبها أشار بتواريخ وارقام، وأسماء اماكن، ومواقع، ومؤسسات رسمية وخاصة - حقيقية.

      ويبدو هناك إهمال من بعض المؤسسات الحكومية بسبب الاتكال، أو عدم  فهم الصلاحيات فيما بينها، (و مثال على ذالك؛ الشرطي الذي تنصل عن مسؤوليته وطلب من الشاب أن يذهب وينام في الحشائش أمام المسجد بروي، الى ان يبزغ الفجر)،...بالرغم ان الخطأ الأكبر يقع على الأب(السكير) ولكن في نفس الوقت نقول أن هذه المؤسسات الحكومية وجدت من اجل تصحيح الاخطاء الاجتماعية، والاحتراز منها، ولولا لا وجود للأخطاء أو مشاكل في المجتمع لما وجدت هذه المؤسسات. هناك قصص كثيرة؛ مشابه لقصة هذا الشاب في الغرب ولكن أنظمتها منسقة ومتناسقة، وكفيلة لحل مثل هذه المشاكل ولا يترك الشاب أن يضيع هكذا سدى؛ بل يؤهل ويدرب وعندما يتمكن يترك ليشق الحياة، لأن هذا حق من حقوقه واذا أخفقت الدولة في ضمان له هذه الحقوق يثورون نشطاء حقوق الإنسان ليدافعون عنه حتى لو أدت القضية إلى استقالة أكبر مسؤول في الدولة

      ومثل هذه القصص وغيرها من قصص عقوق الوالدين تجعل الدولة أن تفكر مليا في انشاء دور للمسنين، وأقسام سكن داخلي ملحقة بمدارس التعليم لتأهيل المشردين. والغرض من نشرها في الموقع للاستفادة من مضمونها سواءا كانت صحيحة او غير ذلك،  وانقلها حرفريا كما وردت على لسان كاتبها والآن سأترككم لقراءة القصة كما هي وصلتني من أحد الإخوة المشاركين في وسائل التواصل الاجتماعي - الواتساب  

      قصه حقيقه ل شاب عُماني في هذا المصلى الصغير ف الخوض قريب من مسجد السيده مزون. قصه تدمع لها العين، تصدقوا أنه من شدة الجوع تقاتل مع كلاب متشرده بالليل على قطعة بيتزا متبقيه في إحدى المنتزهات

      التقيت بهذا الشاب عمره 28 سنه خجول هادئ ، بختصر لكم.....هذا الشاب لما كان عمره 5 أعوام كانت امه تعمل ممرضه في مستشفى خوله ف التسعينات و والده كان ف السجن تم حكمه 10 سنوات وله 4 اخوه أكبر منه هو أصغرهم، طبعا هو مايتذكر ابوه لان لما دخل السجن كان عمره سنتين او ثلاث . الام تطلقت و عايشين مرتاحين ف السيب ( وادي اللوامي ) و إخوانه يذهبون للمدرسه وجدتهم كبيره ف السن عايشه معهم ترعى الأولاد لما الام ف العمل. بعد فتره الام بداء يغمى عليها فجأه وتتكرر حالة الأغماء عندها بعد عدة مرات تتنوم في المستشفى اكتشف الأطباء ان الأم مصابه ب سرطان الدماغ صعقه قويه للأولاد ، هذا الشاب كان عمره 5 أعوام ماكان يعرف شو يحصل و وين أمه لانه كان ممنوع من الزياره لصغر سنه. ف نهاية سمح الطبيب دخول الولد يشوف أمه لان النهايه وشيكه

      يقول الشاب مشهد ما اتمناه لأي طفل و ياليتني مادخلت شفت امي متجمده لا تتحرك فقط اجهزة تنفس صلعاء مع كم عمليه ف الدماغ. بعد عدة أيام توفت الأم ، وهنا بدأت القصه يقول الشاب بعد موت أمي بفتره بسيطه تم الإفراج عن والدي الذي لم اكن اعرفه افرج عنه ترحم بسبب الأولاد ليس لديهم احد سوى الجده ، فرحت جدا بأن أصبح ابي معنا ولكن الاب كان مدمن على الكحول وكان قاسي القلب ، كان يضرب إخوتي بشده ب حديد او ب كابل وكان يشتمنا كثيرا ويقول انتم لستم اولادي. إخواني الكبار كان يهربوا من المنزل عندما والدي يسكر حتى أتى يوم الاخ الوسط لم يعد للمنزل ابدا، وجميع إخوتي تركوا الدراسه. الاب تزوج أمرأه من نزوى(منح) كبيره ف السن مطلقه ولديها أولاد. ولم تكن تعرف عنه شيء عن مدى قسوته؛ أخذني انا الاصغر و اخي الي يكبرني بسنه للعيش مع زوجته في منح. ولم نرى بعد ذلك إخوتي المتبقين ف السيب ولا جدتي حتى وفاتها. ولم نسمع عنهم اي خبر مضينا بالعيش مع ابي و زوجته مضت فتره بسيطه حتى قام بضربها هي الأخرى بشده وهي بدورها تضربني انا واخي لم نكن نملك شيء  

      كنا طفلين مرعوبين خائفين جدا لا نعلم ماهو مصيرنا ، في نزوى قام ابي بمشكله كبيره حتى الشرطه حاصرت المنزل وهربنا انا واخي و زوجته للخارج اجتمعوا ناس كثيرين ف الخارج الشرطه تناديه ليخرج وهو يهدد اي شخص بعدم الاقتراب للمنزل وهو في حالة سكر شديده حتى تدخل الشيخ المنطقه وخرج وتم اخذ الي السجن مره اخرى. زوجته تطلقت منه وكان يجب عليها التخلي عننا انا واخي ارسلتنا إلى شيخ قبيلتنا الذي بدوره لم يكن يعرف ما العمل. طلع لنا عمي شقيق والدي الذي يعيش في مطرح ويعمل في وظيفه مرموقه ولديه عائله ولم يكن يدخن ولا يترك صلاه في المسجد. اخذنا للعيش لديه ، وهنا بداء الفصل الأسوأ في حياتنا انا واخي زوجة عمي عاملتنا ك خدم وكانوا يضربونا بشده حتى يغمى علينا ، لم يدخلونا للمدرسه ولا يوجد لدنا شهادات ميلاد كل شيء ضايع. كنا ننام في مخزن في بيت عمي وكنا في الليل ندعي الله ان لا نصحى الصباح ونموت كنا انا واخي نخاطب الله من شدة العذاب ان يأخذ أرواحنا كنا أطفال أبرياء ، كان الجيران يسمعوا صراخنا ف البيت و يأتون و يقولون لعمي لماذا تعذب هؤلا الطفلين ؟ ف قام الجيران ب أبلاغ وزارة التنميه الاجتماعيه عن وضعنا في بيت عمي ف أتى باحثون اجتماعيون ل بيت عمي قاموا يطرحوا الاسئله لم نستطع أخبارهم اي شيء. و قام عمي بمجاملتهم والضحك معهم ف قال الباحثون الاجتماعيون حسنا ببدوا مل شي على ما يرام و ذهبوا. و كنا نستلم مرتب وقدره 41ريال من الضمان الاجتماعي لي ول أخي. لم نكن نرى اي مبلغ ف عمي هو الذي يستلم. كنا نتعرض للتحرش الجنسي في بيت عمي كنت في عمر السابعه واخي في الثامنه. كنا نبكي ولكن لا احد استطاع مساعدتنا، في يوم من الأيام مرضت بحمه شديده لم استطع الحراك من الفراش لتنظيف المنزل او اي شي عمي و زوجته التي تكرهنا خافوا ان أموت ، ف قالوا لأخي خذ اخوك مركز صحي مطرح الي كان سابقا مستشفى الرحمه ، وهنا قدر الله قدره وذهبنا للمركز الصحي في الاستقبال السجلات أمرأه ملاك بطيبتها لم اكن اعلم ان الله سخرها ل هدف أسمى. سأختصر هذه المرأه بعد أن أخذت العلاج اوصلتنا هي للبيت بعد ذلك شكت في أمرنا ف قامت تتحرى لدى الجيران عننا ف اخبروها كل شي عن عذابنا في بيت عمي. ف اتت تطرق باب عمي و سألته لماذا هؤلا الطفلين لا يذهبوا للمدرسه ؟ لم يستطيع الاجابه ف قال انا لست والدهم هم يعيشون معي امهم متوفيه و ابوهم في السجن. فقالت هل تأذن لي أخذهم معي لاحاول ادخالهم للمدرسه. عمي كان محرج ف وافق وامرأته تشتط غضب. يااااه كم فرحت...هذه المرأه ذهبت تركض لكل دائره حكوميه وفعلا ادخلتنا انا واخي مدرسة سلطان بن احمد في مطرح الزباديه .و اشترت لنا الشنط و الدفاتر والأقلام أصبحنا انا واخي من أوائل الطلاب . المدرسه كلها عرفتنا بشطارتنا كنت من صغري أتحدث واكتب الإنجليزي قبل دخولي للمدرسه. و في يوم من الأيام في عام 1999 أتى لبيت عمي الشخص الذي لم نتوقعه ، ابي اخرج من السجن وأتى لبيت عمي وأخذنا انا واخي لم يكن لديه مكان او مأوى اخذنا ل جامع السلطان قابوس في روي في الشارع واستمر على الكحول وكان يفقد الوعي ويأتوا أشخاص أشرار من الشارع لاذيتنا انا واخي وكنا نهرب ، لما يكن لدينا اي طعام ولا ننام ومتسخين جدا كنا نذهب انا و اخي مشيا من روي إلى المدرسه وننام في الفصل الاساتذه استغربوا ما الذي حصل ل هؤلا الشطار كيف . والله ان الأستاذ لم يكن يقومني عندما انام في الفصل لانه رأنا في الشارع خارج المسجد ف علم بالحال. مقابل المسجد في روي يوجد مطعم باكستاني( مطعم الهيكل ) العاملين فيه كانوا يحضروا لي ول أخي بعض الطعام وهم يدمعون ل حالنا. كنا نبكي انا واخي و نقول يا الله لماخلقتنا في هذا العذاب ونحن أطفال. س أختصر أكثر اخذنا رجل غريب للعيش معه انا واخي وتركنا المدرسه. عشنا معه ل عام 2004

      الرجل اضطر الذهاب للبحرين لان زوجته السابقه و اولاده هناك، لم يستطع اخذنا معه وكان طيب القلب. ف رحل لم نعد نعلم انا واخي أين نذهب ! لازلنا صغار ولكن عقلنا إصابته شيخوخه مبكره. انا واخي قررنا الذهاب لمركز شرطة روي وأخبارهم بأن ليس لدينا مأوى وكان الوقت الساعه ٩ مساء. سلمنا أمرنا لله و دخلنا مركز الشرطه. قلنا السلام عليكم و ردوا السلام اخبرناهم ليس لدينا مكان ولا تعرف ماذا سنفعل قالوا كيف أين أهلكم ؟ اخبرناهم القصه كامله ، اقسم بالله بأن الشرطي رد علينا هذا ليس اختصاصنا هذا اختصاص وزارة التنميه الاجتماعيه قلنا له أين نذهب الان في الليل قال اذهبوا لمسجد السلطان قابوس في الحشائش لحد صباح و اذهبوا لدائرة التنميه في مطرح ، خرجنا انا واخي وكنا نفكر برمي أنفسنا أمام اي سياره في الشارع ونرتاح. لكن لم نستطع ف ذهبنا وجلسنا نبكي حتى أشرقت الشمس و بدأنا نمشي من طريق ممتاز إلى دارسيت إلى طريق المطاحن إلى وصلنا لدائرة التنميه في جبروه. أول شخص صادفناه في سلالم الدائره ونحن منهكين جدا سألناه ( لو سمحت عمي اي مكتب نذهب اذا ماعندنا مأوى) ف انصدم و قال من ماعنده مأوى؟ قلنا نحن فقال اتبعوني اخذنا مباشره ل مكتب مدير دائرة التنميه الاجتماعيه وكان شخصا طيب جدا سألنا عن اسامينا وفجأة قال كنا نبحث عنكم ذهبنا لمنزل عمكم ولم يكن يعرف شي عنكم وبحثنا طويلا ف اخبرناه كل القصه ، و اخذونا ل فرع في الوزاره و اسكنونا هناك حتى عام 2006

      عندها أصبحت ف السادسة عشر من عمري، قررت البحث عن عمل كان يمر علينا رمضان والعيد والله كأننا في السجن كنت عندما امشي و أرى عائله ام واب و اولاد تنزل دمعتي واقول في نفسي آه يا ليت لدي أهل. الوزاره اجبرتنا بالخروج بعد أن حصلت على عمل في فندق الفلج ك نادل طعام ب مرتب 120 ريال. اضطررت ان انفصل انا واخي وهو الاخر وجد عمل وسكن لوحده لم اعد اراه. استمررت في العمل واسكن في غرفه للايجار حتى جاء يوم وسيتم رفع الايجارات اضطررت ان ابحث عن عمل آخر وفيه سكن حتى حصلت على عمل مع سكن في إحدى المشاريع الكبرى في السلطنة. كنت سعيد جدا المشروع استمر سنوات طويله. تعودت ان اعيش بمفردي في كل المناسبات رمضان والعيد وفي مرضي ومعاناتي مع الماضي ، اعتمدت على نفسي حتى أتى يوم إنتهاء المشروع الذي كنت اعمل فيه، وكنت اتأمل انهم سيثبتوني ولكن يبدوا ان ماضيي لم ينتهي بعد. ف تم الاستغناء عن خدماتنا وفصلنا مع اعطائنا ثلاث رواتب ذهب استأجرت غرفه في الخوض قريب مسجد مزون ودفعت مقدم من الفلوس التي معي وبحثت عن عمل أخر لم أجد اي وظيفه في اي مكان ذهبت ل جميع الشركات مشيا و جميع المحلات لتقديم في اي وظيفه ولم أجد شي. يا الله ماذا افعل صاحب الغرفه يطالبني بالايجار والاشهر تمضي الان مضى ثلاثة أشهر تم طردي من الغرفه بعد مماطلتي الطويله مع صاحب العقار ومع مطالبتي لتسديد الدين. أذهب كل يوم في هذه الحراره مشيا بحثا عن عمل عندما اصل يكون حالي يرثى لها ف أرى نظرة الاشمئزاز ل دخولي المؤسسة و يقولوا لي سنتصل بك اذا في شاغر

      لقد وصلت لمرحلة الانهيار والتعب ادعي الله في كل صلاه عسى أن تفرج. يمر علي أيام بلا طعام امشي من امام المطاعم التركيه في الموالح وعيني تدمع من شدة الجوع. ذهبت ل وزاره الأوقاف وبكيت أمامهم من شدة تعبي وانا احكي لهم ولكن لا حياة و كذلك ذهبت للديوان وانتظرت الوزير ف الخارج وقت إنتهاء دوامه اوقفته ولم يقف وكل دوائر الحكوميه ذهبت اشكي لهم عن حالي ولكن كل الأبواب موصده. و ذهب ل قصر بيت البركه وجلست على الرصيف مقابل البوابه و أتى الي إثنان عسكر سألوني ليش جالس هنا أخبرتهم اريد أقابل صاحب الجلالة وأخبارهم قصتي ف قالوا هذا مستحيل مقابلته و هو ليس موجود ارحل. ف ذهبت و انا خائف . وجدت هذا المصلى الصغير ارتاح فيه قليلا من تعب الحياه . فلا اعلم مصيري لعل الله يجعل لي مخرجاً

       26/ 07/ 18

      1. عبد الله السناوي - شارك