1.  يَعلَك ما تشوف - ٢٠٢

      To read the article in other languages; Please click on the word “Language” at the top left of the page, highlighted in brown

       ملاحظة: لقراءة هذا الموضوع تلقاءيا اطبع على "جوجل سيرش" السناوي الأسرة ثم عنوان أو رقم الموضوع

      قصة حدثت بداية الألفية: "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هُمُو ذهبت أخلاقهم ذهبوا"

      بيت شعر جميل، يتذكره المرء كلما صادف تصرفا سلبياً من شخص ما،... وعندما يستأذي من تصرفه، يتذكر الآية " الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (آل عمران ـ 134) حتى ينسى أو الآية: "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ" (المؤمنون ـ 96). سور عديدة تحثنا على التسامح والتغاضي عن أخطاء بعضنا البعض أبناء البشر، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يدفع شخص يؤذي غيره، ويتسلط عليه هكذا دون سبب؟ وإذا كان لدى شخص ما مشكلة ما؛ لماذا يحملها غيره.

      أسئلة عديدة تشغل بال من انظلم بسوء تصرف شخص ما؛ سواءً إن كان متعلماً أم جاهلاً ، وعندما نتأمل البرامج التعليمية التي نفذتها الدولة لتعليم الناس في عمان منذ بداية النهضة عام 1970م، كالتعليم النظامي، أو تعليم الكبار ومحو الأمية) فإنه من المفترض كل من وصل سن الستين سنة ً متعلماً. وقبل هذه البرامج التي ذكرتها يفترض كل عماني قد دخل مدرسة تحفيظ القرآن الكريم وتعلم الأخلاق التي أتى بها الدين لآن هذه من الأمور البديهية التي يحرص عليها كل أب عماني عند تربية أبنائه منذ القدم.

      والتعليم لا يقتصر على الذكور دون الإناث من البدو أو الحضر، أذكر عندما كنت ملتحقا بمدرسة تعليم القرآن في بداية الستينات لدينا زميلات من البدو. وفي عصرنا هذا نلاحظ أكثر المتفوقين في الدراسة هم من النساء، حتى يكاد يشغلن في جميع مجالات العمل بدءأً من سائقات سيارات أجرة إلى طيارات، مجال العمل مفتوح لهن على مصراعيه مما جعل البعض منهن جريئات حتى عند التعامل مع الرجال.

      والرجل في عمان يحترم المرأة، ويكن لها كل التقدير، كأخت أو زميلة أو زوجة سواءً كانت ربة بيت أو عاملة... متعلمة أو أمية، لأن القانون كفل لها الحرية، لذا تراه يفسح لها المجال وتعطى الأولويات عند التعامل، ولكن هناك للأسف من يسئن في هذه الامتيازات ويطلقن العنان لتصرفاتهن الاستعلائية.

      وكمثال، بالأمس خرجت من البيت مسرعاً إلى ماكينة الصرف التابعة لبنك مسقط بسفالة ابراء؛ قبل أن تدركني صلاة المغرب لأسحب مبلغ أوفي به الحداد (أدفع له أجرته) مقابل إيجار عمله، وبينما كنت منهمكاً في سحب المبلغ دخلت علي في غرفة ماكينة الصرف أخت جريئة من البادية تطلب مني أن أساعدها في سحب مبلغ لها، ولكنني اعتذرت لها خشية أن أغلط في تسيير المعاملة وأتسبب في حجز بطاقتها، لأنني ضعيف البصر، ويبدو أنها لم يعجبها الرد فردت " يَعلَك ما تشوف" وهذه عبارة قبيحة وتفسيرها (يجعلك الله ما تشوف) أي أن يجعلك الله تصاب بالعمى، (لا تبصر) ولم أكن أملك لها الرد إلا "شكراً، أحسنت، الله يسامحك، ويعطيك الصحة" ومضيت في سبيلي، لأصلي المغرب في أقرب مسجد.

       

      وبقت تلك العبارة في ذهني تتردد "كيف يصدر هذا من شابة وأنا في سن والدها" ألا يوجد بها حياء؟ مع العلم كان هناك رجل في انتظارها في السيارة لو نزل وساعدها، وعندها شككت في الموضوع لعلها من الناس الذين يسرقون بطاقات سحب زملائهم وأظهر أنا الساحب في عين الكاميرا الملصقة بمكينة الصرف.

      هناك قصص كثيرة كانت تحدث في بداية تشغيل هذه الصرافات ولكنها حدت بعد ادخال كاميرات التصوير المخفي، وكنت أسمع مختلف القصص من زوجتي عندما كانت تعمل مديرا  اقليميا لفروع إحدى البنوك 

       على كل حال مثل هذه الأمور على المرء  أن يحتاط و يتجنبها، كما يجب على البنك عدم إعطاء بطاقة سحب لشخص جاهل بالقراءة يعتمد على غيره، أنا في الحقيقة حذر في مثل هذه الأمور منذ أن بدأت السرقات من خلال هذه الصرافات.

       

      1. عبد الله السناوي - شارك