1. إبراء السفالةــ ج2 حارة سيح العافية (2) - ١٨٨

      أهالي سيح العافية (السناويون)

       

      To  read the article in other languages; Please click on the word “Language” at the top left of the page, highlighted in brown

       

      لاشك بأن كثيراً من سكان إبراء الجدد الذين قدموا من الولايات المجاورة للإقامة فيها بعد عام 1970م، أو قبل عام 1980م لا يعرفون من كان يعيش في سيح العافية قبلهم، وهذا شيء طبيعي لأن القرية تصبح مدينة، والولاية تصبح محافظة، والناس تتنقل من مكان لآخر سعياً وراء الرزق وللعيش الأفضل.

      إبراء كمثيلاتها من الولايات نالت نصيبها من التحسين والتخطيط والتطوير والتحديث، ولكن هذا جاء متأخراً بعد أن هاجر عدد كبير من سكانها في السبعينات والثمانينات إلى العاصمة للعمل في مسقط، بسبب توفر الأعمال وتوفر الخدمات والمساكن الحديثة.

      لم تدخل الكهرباء إبراء إلا في أواسط الثمانينات كما أنها كانت غير مستقرة، انقطاع متذبذب، كثيراً ما كان ينقطع التيار عند القيلولة بسبب زيادة الأحمال على الشبكة. استمر هذا الانقطاع لفترة طويلة حتى أتذكر كيف كان والدي يتضايق من هذا الانقطاع بما يسبب له في تعطيل أعماله خاصة هناك ثلاجات في محله التجاري لبيع المواد الغذائية.

      حتى الآن ونحن على مشارف عام 2016م ما زال الناس يعتمدون على السيارات لنقل المياه إلى بيوتهم لا توجد شبكة مياه حكومية، وعندما أتيحت الفرص لبعض أهل إبراء للإقامة في مسقط رحلوا عنها، واتخذوا مسقط مقراً دائماً لإقامتهم، ويأتون إبراء في الإجازات والمناسبات.

      تغير الجيل وجاء الجيل الثاني من سكان إبراء من الذين ولدوا خارجها، وأخذ مجيئهم إليها يتقطع، واقتصر الأمر على الأعياد والمناسبات. وبعد موت ذويهمانقطعوا حيث لم تعد لهم قبلة المجيء إليها، هذا ليس لأنهم تعودوا على حياة المدينة ولكنهم لا يرون فيها شيئاً يشجع للمجيء إليها، معظم شيابهم (كبارهم) توفوا، وأصبح الناس لا تعرف بعضها البعض، والقرية غابرة، أطلال وأكوام من الطين، كما لا تسمح الإمكانيات المادية لبعضهم إقامة مسكنين في القرية إضافة إلى مسكن المدينة التي استقر سلفاً بها ومقيماً فيها. فالمنطق شيء والغيرة والحماس والواقع شيء آخر، وليس كل الناس سواء في الظروف المعيشيةحيث لا يمكن المقارنة... على الأقل هناك فروق في المستوى الثقافي والمستوى العملي، إذ ليس كل ما يتوفر في المدينة قد يتوفر في القرية.

      ولكن هؤلاء المهاجرين لم ينقطعوا عن ولايتهم أو قراهم، بل يأتون إليها كلما سنحت لهم الفرصة، للمشاركة في المناسبات العامة والاجتماعية وغيرها، كما أنهم لا يبخلون بشيء، بل يساهمون حسب الإمكانيات بالتبرعات المادية للمرافق العامة كلما طلب منهم ذلك، لأن ذلك نابع من إحساس وواجب وطني، وشعور عميق بالانتماء لقريتهم. من جانب آخر، ذلك لا يعني أن يهمشوا لمجرد كونهم يعيشون في مسقط، حيث مازالت بيوتهم وممتلكاتهم وممتلكات أبائهم وأجدادهم موجودة، وأصلهم لا يمكن أن يمحى بسهولة، أو أن يمسح بـ (eraser) مساحة قلم الرصاص؛ إنه التاريخ الذي يضم في بطنه سجلاتهم.

      إن الانتقال للعيش من مكان لآخر ليس حكراً على أحد، على كل حال هذا لا يهم، فعمان بلد واحد، ولكن هناك بعض الخصوصيات التي يجب أن تراعى وتحترم. والإنسان لا يمكن أن ينسى موطنه وقريته وحارته التي نشأ فيها وترعرع، ركض هنا وهناك، ولعب وزامل وصادق، إنه المكان الذي بدأ فيه حلم مشوار حياته، هو المكان الذي قد يكون فيه بدايات تعليمه، هو المكان الذي كانت فيه آماله وأحلامه.

      عندما تصفحت بعض دفاتري التي دونت فيها سيرة أهلي، وجماعتي، رأيت نحن أهل سيح العافية أسرة واحدة أقارب لبعض، إذ يعود الفضل في ذلك على الظروف التي وحدتنا في الغربة في أفريقيا، والزواج من أجل التكافل الاجتماعي، الزواج من الأقارب ومن المطلقات والأرامل، وكمثال على ذلك، جد أبي حمود بن جندب بن خماس، وجدت أن أقاربه بين 80 ـ 90 في المائة من السناويين، وله أصهار في قبائل أخرى من طرفه أو من طرف أبنائه أو أحفاده.

      فعائلة حمود بن جندب من أكبر العائلات التي لها أقارب في حارة سيح العافية. ووجدت أيضاً نسبة كبيرة من أفراد أهالي سيح العافية السابقين ـ إن لم يكن كلهم ـ قد اغتربوا في أفريقيا، فكيف لا؟ فهذا ليس بغريب على قبائل الحرث، نحن نعلم من خلال مصادر كتب التاريخ بأنهم كانوا السباقين للاستيطان  في شرق أفريقيا،  ليس في البلدان الساحلية فحسب،  بل تجاوزوا إلى أبعد من ذلك على سبيل المثال إلى  (تنزانيا، أوغندا، الكنغو، رواندا، بوروندي)، وسأتطرق إلى تلك الحقيقة في فقرات لاحقة كلما أتيحت لي الفرصة حتى يكون أحفادنا على دراية بسيرة أجدادهم.

      الكتب التي تحدثت عن تاريخ عمان في أفريقيا معظمها عن التاريخ السياسي، ولم تتناول الحياة الاجتماعية إلا الشيء اليسير جداً، وكلها عن زنجبار، لا شيء عن البلدان التي ذكرتها.

      معالم سيح العافية

      المداخل (الدراويز):

      1. الدروازة العلوية وبيت الدروازة

      الدروازة العلوية هي بوابة القرية من الشمال، كما هو واضح من مسماها، كان عليها باب خشبي يتكون من فردتين (مصراعين)، و يبلغ عرض مدخلها بما يسع دخول مركبة صالون أو شاحنة صغيرة "بيك آب"، والمدخل مقوس مشيد بالجص والحصى، ولم يعد للباب وجود فقد أكلت خشبه الرمة، واختفى بمرور الزمن، ويقال كانت النساء يحرسن الدروازة في أيام الحروب عند غياب الرجال وانشغالهم بالمعارك.

      والمبنى الملاصق للدروازة يعرف ببيت الدروازة وهو مبنى لأحد وجهاء القبيلة، يقال بأن ورثته أخت جدتي صفية أم أبي ورثته من أبيها، (تدعى عيناء بنت عامر) ولا يعرف عن مصير هذا البيت حتى الآن و لمن آلت ملكيته.

      ومن معالم الحارة أيضاً ثلاثة بيوت تتكون من طابقين شيدت بالحصى، و وتعرف هذه البيوت باللهجة الدارجة "بيوت - غرفة" ومن هذه البيوت: بيت البراونة الذي لم يعد موجوداً، و بيت رشيد مقابل مسجد رشيد (مسجد الغافة)، وبيت نصير بن سعيد مقابل الدروازة العلوية.

      2. دراويز الحدرية

      الدروازة الحدرية، هي مدخل الحارة من جهة الغرب، وكان بابها حتى فترة الستينات قائماً على ركزتيه إلى أن اختفى، بعكس باب الدروازة العلوية الذي كان في نفس الفترة ملقى على الأرض مركوناً على جدار الدروازة من الشرق إلى أن اختفى. والدروازة الحدرية ملاصقة لجدار المسجد الحدري من الشمال ويعرف هذا المسجد أيضاً "بمسجد ميانيين" نسبة للفلج الذي يمر تحته، وأيضاً الضواحي التي يسقيها الفلج.

      3. دروازة السبلة الحدرية

      ولحارة سيح العافية ثلاث دراويز أخرى بالإضافة إلى التي ذكرتها، هناك دروازة السبلة الحدرية، تقع على مدخل السبلة من جهة الشرق، رممت عند تحديث السبلة.

      4. الدروازة الشرقية

      ودروازة أخرى تقع على مدخل الحارة من الشرق قبل مسجد الغافة (مسجد رشيد)، وقد أخبرني المرحوم بدوي بن حمود السناوي بأن هذه الدروازة هدم ما تبقى منها في السبعينات أو في بداية الثمانيات، وقد نودي على إزالة أحجارها بمزاد علني في السبلة الحدرية.

      5. دروازة طوي غربق

       والدروازة الأخرى كانت من طين عند "طوي غربق" أمام مسجد رشيد.

      السكك و ألأزقة  بحارة سيح العافية:

      الإنسان عندما يكبر لا يمل  الحديث عن ذكريات طفولته، وهي أعز ما يملك، وعندما أرى كثيراً من الأخوة أبعدتهم العاصمة عن البلد الذي عاشوا وترعرعوا فيه، فإن هذا يقلقني، أرى بالطبع سيؤثر أو أثر في الأبناء، وأصبحت إبراء بالنسبة لهم بلد مناسبات يأتونها في المناسبات، وهناك كثير من المعالم انطمست وغابت بمرور الوقت، قد تفقد الهوية، لذا رأيت من واجبي أن أدون كل ما أتذكره، أو أعرفه، لعلني أكون قد ساهمت بالشيء القليل وفاءً للمكان الذي عشت فيه ودفن فيه أبائي و أجدادي.

      لقد تغيرت معالم حارة سيح العافية، بسبب الحداثة، واندثرت كثير من البيوت بفعل الزمن، بعضها أزيلت واستبدلت بمباني حديثة والبعض الآخر بقيت مساحات فضاء، كالبيت الشرقي وبيت سيف بن سالم والبيت الحدري الخ....

      هناك مباني سكنية حديثة،  شيدت لتتماشى مع متطلبات العصر، وهذا قد يبدو واضحاً من خلال الصور التي التقطها لكتابي المرتقب "من ممرات الحياة"، حيث معظم هذه الصور تم التقاطها بعد سنة ألفين. وعندما أتحدث عن ذكرياتي في حارة سيح العافية في كتاباتي بموقعي الإلكتروني "السناوي الأسرة"  فإن كل ما  أعنيه هو ما تم قبل سنة السبعين إلا الجزء الذي يذكر فيه تاريخ.

      في فترة الستينات عندما كنا نسكن في البيت الحدري لم أكن كثير التجوال في سكك الحارة إلا بعد عودتي من أفريقيا وانتقال  سكننا في البيت الشرقي أي في الفترة بعد عام 1964م حيث كان عمري ربما آنذاك حوالي  عشر أو تسع سنوات، و كنت كثير التغيب عن الحارة، خاصة بعد انتقالي إلى مطرح للدراسة ربما في عام 1967م، ثم إلى دبي ومن بعدها إلى أبو ظبي في عام 1971م، وكنت أحضر الحارة في معظم مناسبات الأعياد التي أتاحت لي فرصة التجوال في السكك ودخول بيوت الأقارب والأرحام.

      وقبل انتقالي إلى مطرح بفترة أتاح لي الوقت أيضاً التجوال في سكك "ضواحي لبلاد" وأيضاً بعض سكك الحارة عندما كنت أدرس في مسجد الجامع بمعية أولاد الحارة.

      وأذكر كانت البيوت شبه متراصة، يقع التجمع السكاني بين المقبرة العلوية والمقبرة الحدرية، ويحدها الوادي من الغرب.وكانت البيوت من طين، وأضيق سكة في الحارة كانت ما تتيح لمرور "حمارة بثويها" يعني بحمولتها في كيس من سعف النخيل، (ما يقارب المتر ونصف المتر) عدا السكة التي تؤدي إلى بيت بنات محمد بن راشد، السكة التي بين بيت الوالد علي بن خالد وبيت راشد بن هديب سابقا (بيت البراونة حالياً).

      معظم السكك أو "السكيك" باللهجة المحلية متعرجة وبجانبها بيوت معظمها مشيدة من الطين عدا بعض البيوت القليلة جداًكانت مبنية بالحصى والجص أو بالجص والطين معاً، مثل البيوت التي عند الدروازة العلوية وبيت الوالد علي بن خالد والبيت المجاور له وبيت الجد منصور بن حمود بن جندب، الذي كان يسكنه ابنه العم ناصر بن منصور، والبيت الذي كان يسكنه الوالد المرحوم سيف بن عبد الله بن حميد المجاور للبيت الشرقي،  هذا بالإضافة إلى البيوت الكبيرة التي ذكرتها. "للهناقرة"، ومن أهم السكك التي أتذكرها:-

      1. السكة العلوية

      وتعرف أيضاً بسكة الدروازة، وتبدأ من مدخل الدروازة وتنتهي إلى آخر بيت البروانة (البيت الكبير) الذي يقع شمال المسجدعند تتقاطع سكة السبلة الحدرية. ومن أبرز البيوت ذات الطابق الأرضي مبنى بالجص في هذه السكة بيت خالد بن سعيدبن سيفالمناوب.

       وكان يعرف هذا البيت عند عامة سكان حارة سيح العافية ببيت (القبولي) والقابولي هي وجبة غذائية مكونة من الرز واللحم أعتاد سكان الحارة تناولها من فقراء وأغنياء مع بعض قبل نزولهم لتأدية صلاة العيد.

       والذي يليه من الجنوب هو بيت أرضي من الجص أيضاً لأحمد بن سعيد بن أحمد ويسكنه حالياً محمد بن أحمد بن خالد البرواني.

      2. السكة الحدرية

      التي تبدأ من خلف بيت المرحوم جدي صالح بن حمود وتنتهي عند دروازة السبلة. السكة مقوسة على شكل هلال، وهي في ظهر الحارة من الجنوب بها مخرج إلى المقبرة الحدرية.

      3. السكة الحدرية ـ بيت وليد

       هي نفسها السكة المذكورة ولكنها متصلة بالسكة التي تمر شرقي بيت الوالد راشد بن عمار أمام بيت الوالدة المرحومة رينا بنت حمد وبيت ولد حنتور، وبيت "بابا حسن" و من ثم من أمام بيت وليد تكون نصف دائرة، تمر أمام بيت المرحوم عامر بن سعيد بن سويد، ثم من أمام بيت الجد المرحوم صالح بن حمود، وبيت المرحوم سيف بن سالم وتلتقي بتقاطع سكة الدروازة الحدرية وسكة السبلة وملتقى السكة العلوية مشكِّلة بذلك تقاطع حرف (تي) بالإنجليزية.

      لم يكن هناك مخرج من السكة الحدرية إلى المقبرة عند بيت وليد في السابق، وكانت الحارة تدخل عبر دراويزها الثلاث (الدروازة العلوية،والدروازة الحدرية، والدروازة الشرقية). أما المخرج أو المدخل المذكور استحدثته امرأة بدوية عجوز كانت تسكن هناك وكانت تستقرب الدخول إلى بيتها عند عودتها من ضواحي "ميانين" وعملت ثقباً في البداية عند الجدار الفاصل، وبالتدريج توسع هذا الثقب إلى أن أصبح سكة وكان هذا الثقب يعرف بـ "يرف خصبة" (أي جرف المرأة البدوية التي تدعى خصبة).

      4. سكة مسجد الحدري

      هذه السكة تبدأ من الدروازة الحدرية وتمر أمام المسجد ويقع فيها من اليمين البيت الذي كان يسكنه الوالد ناصر بن منصور وهو عبارة عن بيتين وتنتهي السكة عند مطلاع ميانين عند بيت علي بن جمعة.

      5. سكة بيت محمد بن رشيد

      السكة التي تمر أمام مدخل بيت العود (بيت محمد بن رشيد) فناؤه ملاصق لبيت علي بن ناصرـ حيث تمر السكة من أمام مدخل البيتين، وتمر من أمام البيت الذي كان يسكنه المرحوم راشود على الغرب وتنتهي أمام بيت المرحوم عبد الله بن أحمد (بيت ابنه سالم حالياً).

      6.سكة سبلة البرج

      تبدأ من بيت المرحوم عبدالله بن أحمد وسبلة بيت المرحوم عامر بن محمد بن حمود، تمر أمام سبلة البرج، أمام بيت الجدة المرحومة شمسة بنت حمود (بيت حمود بن جندب سابقاً) وتنتهي عند الدروازة العلوية.

      7.سكة الرحى

      تبدأ من بيت المرحوم عبدالله بن أحمد من الجنوب وتمر خلف بيت محمد بن رشيد ومن أمام بيت المرحومة شمسة بنت حمود، وتنتهي عند "صفة الرحى" الملاصقة للبيت الشرقي من الجنوب.

      8. سكة عائلة (الرشاشدة)

      الرشاشدة (مفردها رشادي بتشديد الشين) هو بيت من بيوت السناويين المتعددة، حيث تسكن تلك الأسرة في تلك السكة التي تبدأ من الدروازة العلوية على اليمين وتمر أمام بيت المرحوم عامر بن محمد (بيت محمد بن حمود بن سلوم) وتنتهي عند بيت المرحوم سيف بن حمد بن حبيب أخ المرحومة رينا، (السكة بنهاية مغلقة، بدون مخرج).

      9. السكة الشرقية

      وهي السكة التي تمر أمام الدروازة الشرقية بعد مسجد الغافة، وتبدأ من الجنوب من بيت ولد خير (المرحوم سالم بن سليمان)، وتمر أمام بيت المرحوم ناصر بن عمار وبيت المرحوم حمدون بن حميد، وبيت المرحوم مسلم بن عبيد من الشرق إلى أن تنتهي ببيت المرحومة سلمى بنت سعيد (البيت الذي سكنه ابن أخيها المرحوم سيف بن خالد).

      تلك هي كل السكك التي عهدتها وأسماء البيوت التي على جوانبها في فترة الستينات وحتى نهاية السبعينات قبل أن تمتد الحارة من بعد السكة الشرقية في اتجاه الشرق.

       ومن البيوت التي زادت في منتصف الستينات بيت المرحوم عبد الله بن عمر وبيت المرحوم عبد الله بن حمود بن سلوم، وبيت المرحوم سالم الصوافي وبيت المرحوم سيف بن سعيد الذي به أكبر فناء بيت (حوش) في الحارة، بناه بعد عودته من أوغندا، وأيضاً بيت المرحوم أحمد بن عمار الذي بناه أيضاً بعد عودته من أوغندا، ومن ثم تلت بقية البيوت بعد عام السبعين ومنها بيتنا الحالي الذي سماه أبي "بيت صلالة" تيمناً بولاية صلالة بمحافظة ظفار حيث خدم والدي في الجيش السلطاني وكان من العساكر الذين شاركوا في حرب ظفار في منتصف الستينات حتى بداية السبعينات.

      وهنا تستوقفني قصة جميلة، عندما أتذكر بيت المرحوم عمي سيف بن سعيد، أتذكر عندما اعترضت الشيخ أحمد بن محمد لأسلم عليه، عند هذا البيت وهو مار بسيارته "اللاندروفر" قاصداً السباخ (في الستينات) في نفس الشارع الحالي تقريباً، وكان الشيخ "أحمد هو من استوظف أبي في الجيش، وأثناء مناشدتي له عن "العلوم والأخبار"، سألني الشيخ عن حال والدي، فقلت له: منذ فترة وأخباره منقطعة، وبكل براءة ألححت على الشيخ أن يأتي معي للبيت لتناول القهوة، وأعجب الشيخ بالأسلوب ومباشرتي، والترحيب الذي أبديته له فقال: (ما دام الأمر كذلك جيب قهوتك في هذه الشرجة)، وأمر سائقه أن يركن السيارة، ولم أتمالك نفسي من الفرحة، وهرعت إلى البيت وفي خلال خمس دقائق كانت القهوة جاهزة مع التقدوم، وفي أقل من ثلث ساعة تزاحمت الشرجه بالقهاوي، وعندما نظر الشيخ إلى بيت العم سيف وصف طوله (بالريل)، rail يعني كالقطار، وخرج الشيخ من سيح العافية وهو مسروراً، وعندما ركب سيارته وصفني "بالداب" ولم استطع فك هذه الشفرة إلى اليوم. 

      1. عبد الله السناوي - شارك