1. الجد حمود بن جندب الصورة التقطت له في كيروندو بجمهورية بورندي

      هجرات الحرث إلى أواسط القارة الأفريقية (الجزء الثالث):

      إلقاء الضوء على الأنشطة الاقتصادية للعمانيين في القارة الأفريقية:

      أن النشاط الاقتصادي للعمانيين في وسط القارة الأفريقية لهو أمر يعكس تماماً ما حدث من تغيرات وتحولات في تلك القارة على مدى قرن ونصف قرن من الزمان، وما تلك التغيرات  والتحولات إلا نتيجة مباشرة للتغيرات التي حدثت على المسرح السياسي الأفريقي ونعني بذلك أمرين محددين بالذات وهما الاستعمار الأوروبي، ثم الاستقلال الوطني.

      ولا يفوتني أن أذكر في هذا المجال بأن ما تحصلت عليه من قصص وتواريخ الأفراد ينطبق تماما على ما عثرت عليه في وثائق كل من الكونجو البلجيكي والمصادر الأخرى.

      هذا ولقد سارت الأنشطة التجارية في كل من الكونجو ورواندا وبوروندي على نفس  الأنماط التي سارت عليها موجات الهجرات المتتابعة، وحيث بدأ الأمر بتنظيم عملية الهجرة ومن ثم عمليات الهجرة نفسها.

      وعليه فأن نمط تحركات التجار أخذت الشكل التالي:

      يسافر رجلان من نفس الفرع القبائلي حيث يستقران على شواطئ بحيرة تنجانيقا  ويمارسان التجارة.

      ويتبع ذلك فتح محل تجاري (دكان) إما في بوروندي أو رواندا (حينما أصبحتا مفتوحتين للأجانب). ويلي ذلك قيامهما بإحضار أفراد عائلاتهما إما من مسقط [يقصد عمان] أو من ساحل أفريقيا الشرقي.

      وفيما بعد، قد يقومون بفتح محلات تجارية أخرى يقوم بإدارتها أقرباء لهم. وبهذه الطريقة تطورت هذه الشبكة التجارية عبر القارة الأفريقية وفي أحضان أقارب الدم مما أظهر نسيجاً متيناً من التضامن والترابط العائلي والذي أزداد قوة ومتانة بدعم من الزيجات والتصاهر.

      سرد لسيرة بعض الأفراد:

      سيرة التاجر وصائد الأفيال:

      وصل أخوان من فرع قبيلة الطوقي - وصلا إلى شواطئ بحيرة تنجانيقا في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، وهذان الرجلان هما كل من : سالم عامر وسعيد عامر وبعد استقرار الأول (سالم عامر) في جزيرة زنجبار، أرسله الشيخ عيسى بن ناصر الحارثي  إلى أواسط إفريقيا لممارسة تجارة الأخشاب على شواطئ بحيرة تنجانيقا.

      وحينما أصبحت بوجمبورا مفتوحة للأجانب قام سالم عام ببناء منزل في الحي الذي يطلق عليه اسم (حي الأسيويين)، وذلك حوالي عام 1905م. ومازال أحفاده يسكنون حتى يومنا هذا في نفس ذلك المنزل.

      وأما أخوه الأصغر والمدعو سعيد عامر فقد مارس صيد الأفيال وأصبح من تجار العاج في الكونجو. وكان يقوم ببيع تلك السلعة في زنجبار عبر طريق أوجيجي - باجامويو. وبعد ذلك استقرت به الحياة في رواندا حينما أصبح ذلك ممكناً له، وتوفي في جيزنجي على بحيرة كيرو, وحتى يومنا هذا يقيم أحفاده في كيجالي.

      سيرة التاجر وناقل السلع:

      هذه سيرة حمود (السناوي) من مواليد مسقط حوالي عام 1871م، [المقصود عمان لأن الجد حمود بن جندب من أهالي ولاية إبراء ـ  شمال الشرقية] وقد استقر في أوجيجي ساعياً وراء الرزق والتجارة وذلك عن طريق بيعه للمنسوجات وشرائه للملح والحبوب. إلا أنه حدث في عهد الاستعمار الألماني، وفي حوالي عام 1912م أن انتقلت العاصمة إلى جليجا [ربما المقصود كتيجا kitega حيث كتيجا هي الآن العاصمة التجارية لبوروندي] واضمحل الحال بمدينة بوجمبورا حيث لم تعد أكثر من كونها بلدة إدارية صغيرة، الأمر الذي دعا التجار إلى النزوح إلى كتيجا Kitega ومن ضمنهم حمود المذكور والذي استقر فاتحاَ فيها محلاً تجارياً جديداً عام 1914م. وكان حمود قد سبق وتزوج من امرأة افريقية فأنجب منها أربعة أولاد وعليه، فإنه ترك ابنه أحمد حمود [يقصد حمد حمود] في اوجيجيRuyugi . ولقد استقر حمود هذا في جيلجا Kitega مع مجموعة من التجار العمانيين حيث مازال أحفادهم يقيمون حتى اليوم. [لتصحيح المعلومات عن زيجات الجد حمود بن جندب السناوي, وأولاده، وأحفاده، راجع المواضيع التالية في الموقع]:

      العائلة -1 حمود بن جندب

      العائلة -2 د. منصور بن حمود بن جندب

      العائلة -3: صالح بن حمود بن جندب

      العائلة -4 د. حمد بن حمود بن جندب

      العائلة -5 د.  صفية بنت حمود بن جندب

      العائلة -6: نصرى بنت حمود بن جندب

      العائلة -7 د. شمسة بنت حمود بن جندب

      الأقارب -1 ريا بنت عبيد بن خماس الطوقية

      أما فيما يتعلق بابنه أحمد حمود [يقصد حمد حمود] فقد ورث تجارة أبيه في جيليجا [يقصد كتيحا]، وكان أحمد قد سبق له الزواج من امرأة أفريقية ثم عاد وتزوج امرأة عمانية من الطوقية, وأنجب أحمد حمود أربعة أبناء. وقد بقي ابنه الأكبر (من أم الأفريقية) مع أباه بينما استقر ابنه الثاني (محمود) في بلدة بوتوري [يقصد بوتاري Butare ] من أعمال رواندا. [ راجع: العائلة – 4 د. حمد بن حمود بن جندب.

       أما الذي سكن بوتاري هو عامر بن حمد بن عامر ولد خال أبي أحمد بن صالح، وعامر هذا دخل بورندي بجواز ابن الجد حمد (باسم محمد بن حمد بن حمود) حيث توفي محمد في إبراء وهو رضيع واستخدم جواز سفره عامر بن حمد].

       وفي ذلك الزمان كانت مزارع القهوة قد نمت وتطورت إلى درجة لا بأس بها وأصبح ابنه سالم أحمد حمد من المتاجرين في القهوة. [يقصد سالم بن حمد بن حمود، راجع موضوع: العائلة 4-1 د. سالم بن حمد بن حمود ].

      هذا، وقد امتد موسم الاتجار في القهوة لمدة ثلاث أشهر، وهي أشهر يونيو، ويوليو، وأغسطس. وخلال هذا الموسم يقوم فريق من مندوبي التجار بزيارة القرى حيث يقومون  بشراء محصول القهوة من المزارعين، ويقوم التاجر الرئيسي بإمداد هؤلاء المندوبين بالموازين والأموال اللازمة لدفع ثمن المحصول. والطريقة المذكورة أعلاه كانت إحدى الطرق المتبعة حينئذاك، إلا أنه كان هناك سبيل آخر لشراء ذلك  المحصول وسبيل ذلك كما يلي: كان المزارعون يتجهون إلى المحلات التجارية لشراء احتياجاتهم من السلع والبضائع، ونظراً لافتقارهم للأموال فإنهم كانوا مدينين لصاحب الدكان بثمن مشترياتهم، وعليه كانت تلك الديون يتم سدادها مقابل محصول القهوة. وقد نتج عن ذلك وضع المزارعين تحت رحمة التجار بصفة مطلقة وانعكس ذلك تماماً على السعر الذي كان يفرضه هؤلاء التجار كقيمة لمحصول القهوة الذي يقوم المزارعون بتسليمه سداداً لديونهم.

      وفيما بعد، حينما سيطرت الحكومة على تجارة القهوة وحددت أسعارها، اختفى تماماً ونهائياً نظام شراء التجار للمحصول بنظام المداينة. وفي الوقت الحاضر فإن الإدارة الحكومية تفتقر إلى الوسائل الكافية لحمل عبء شراء محصول القهوة عبر البلاد حيث أن الطرق رديئة علاوة على أن طبيعة الأرض تجعل من الصعب الوصول إلى بعض القرى . وعليه فإننا نرى أنه في تلك القرى بالذات نجد أن التجار العمانيين مازالوا يمارسون نشاطهم.

      وحالياً، فإن سالم أحمد حمود (السناوي) [يقصد سالم بن حمد السناوي] يعتبر من كبار التجار. وفي عام 1973م استقر في قرية رويجي Ruyigi  التي تقع إلى الشرق من جتيجا Kitega بالقرب من حدود تنزانيا. ويقوم بمزاولة تجارته حيث يمتلك محله التجاري والذي يبيع فيه العديد من السلع الاستهلاكية بما في ذلك الأقمشة والمنسوجات ويقوم أخوه هلال [راجع موضوع: العائلة 4-2 د. هلال بن حمد بن حمود] بالإضافة إلى ثلاث أو أربعة آخرين من العمانيين [هما أبناء عمته راجع موضوع: العائلة – 6 د. نصرى بنت حمود بن جندب، و الأقارب - 5 سعود بن سعيد بن سعود العيسري] بجمع محصول القهوة لحسابه . ولقد تمكن - نظراً لثرائه - من شراء شاحنتين. وبالنسبة لبعض العمانيين المقيمين في بلدة رويجي، فإن سالم أحمد حمود تبدو عليه مظاهر الغنى والثراء، وهو رب لعائلة كبيرة، فقد أنجب ما لا يقل عن عشرين من الأبناء من زيجتين متتاليتين. واحدى تلك الزوجتين من أقربائه من فرع القبيلة في السناوي والأخرى من فرع آخر. [يرجى الرجوع إلى شجرة العائلة في الموقع ـ نسب العائلة. الخال سالم بن حمد السابق الذكر كان مستقراً في بلدة رويجي منذ الستينات هو وأبوه في تجارتين منفصلتين، راجع مواضيع: الحياة في أفريقيا من 1د إلى 6د في هذا الموقع].

      ومما يذكر، فإن الأغلبية العظمى من أولاده من الزيجة الأولى وقد عادوا إلى عمان وقد كبر هؤلاء الأولاد وترعرعوا، ويستثنى من ذلك اثنان منهم حيث أن أحدهم يعمل في الولايات المتحدة بينما الآخر يدرس في لندن، كما وأن لسالم أحمد حمود قريبان يقيمان في بوتاري، بينما له قريب أخر يقيم في بلدة كيليمي في زائير وقريب رابع عاد إلى المنطقة الشرقية في عمان [ ربما الذي يقصد الذين بقوا من أقاربه في بوتاري ـ رواندا، وكيليمي Kalemie ـ زائير، هم أصهاره من زوجته الأولى، وراجع أيضاً مواضيع: الحياة في أفريقيا من 1د إلى 6د].

      كما أنه ومن الجدير بالذكر فأن تجارة القهوة لم تعد التجارة الرئيسية فلا يتعدى عدد العمانيين الذين يتاجرون في ذلك المحصول سوى اثنين: يقيم أحدهما في روجيجي Ruyigi (كما سبق وذكرنا) بينما يقيم الآخر في روبنجيري Ruhengari في رواندا بالقرب من حدود كل من أوغندا وزائير.

      هذا، ويتم تهريب القهوة من زائير حيث أن محصول زائير يصل مبكراً عن محصول كل من دولتي رواندا وبوروندي، ونتيجة لذلك فإن تجارة القهوة تمتد عبر فترة تقدر بحوالي ستة أشهر.

      وكما سبق أن ذكرنا من قبل، فإن ظهور الحدود السياسية  قد أدى إلى فقدان الكثير من التجار العمانيين لتجارتهم وأعمالهم، عليه فإن أولئك الذين مازالوا موجودين في وسط أفريقيا قد اقتصر نشاطهم على تجارة التجزئة وعمليات النقل.

      وحتى فيما يتعلق بتجارة التجزئة فإن هناك منافسة من جانب التجار المحليين، وهذا الأمر يتضح تماماً في البحث الذي قامت به وزارة الصناعة بهدف دراسة حالة التجارة في عام 1981م وذلك في كل من رومونجي Rmomge، وهي مستعمرة عربية قديمة تقع على بحيرة تنجانيقا، وأيضا كجوندو  Kirunduوتقع إلى الشمال الشرقي من بوروندي.

      ويختلف الأمر في رواندا حيث استقر العمانيون في المناطق الحضرية وحيث يُكَونون الأغلبية الكبرى من السكان.

      ومن الواضح أن تدهور الحالة الاقتصادية عامل له نتائجه وتأثيره على الجالية العمانية، ويتناقص عدد أفراد تلك الحالية باستمرار." (نهاية الاقتباس).

      بعض الملاحظات الشخصية:

      هناك بعض المعلومات تخص الأشخاص وردت في الصفحة 23 وصفحة 24 من كتيب المحاضرة، لم أتعرف عليها مثلاً عن الأخوين سالم عامر، وسعيد عامر، وبما أنهما من قبيلة المطاوقة (الطوقي)، زرت الوالد سيف بن محمد بن سيف الطوقي، يوم 14 يونيو 2016م لأستطلع منه، لعلهما أجداده، ولكن لم يتمكن من معرفتهما، ورجح أن يكونا من قبيلة الطوقي بولاية المضيبي. وذكر لي  تسلسل اسمه كالتالي: (سيف بن محمد بن سالم بن عامر بن سيف بن سالم بن محمد بن سيف الطوقي، وعمته تدعى شنونة أنجبت فقط ولداً واحداً وهو ماجد بن سعيد البرواني، والد علي، وسعيد، وعبدالله.

      ولدى الوالد سيف بن محمد عدد من الأخوة وهم: عامر، سالم، علي، عبد الله، سعود، ومسعود، وعدد سبع أخوات.

      أما فيما يتعلق بافخاذ الحرث، ومكان انتمائهم بالمنطقة الشرقية استطعت أن أحصل على بعض المعلومات البسيطة منه، وهي نفسها التي عندي ولم أسع للحصول عليها من الجهات الرسمية، ربما سيكون ذلك في وقت لاحق وهم كالآتي:

      جمع القبيلة المتعارف عليه ـ مفردها، الموطن الأصل ـ القرية، فرع القبيلة في مناطق أخرى:

      الحرث في ولاية إبراء ـ  السفالة:

      السناويون - السناوي - سيح العافية، المضيبي ـ الروضة وسمد الشأن

      المطاوقة - الطوقي - السباخ، المضيبي الفتح.

      العاسرة - العيسري - السباخ

      الغيوث - الغيثي - المعترض

      المعامرة - المعمري - المنزفة، القابل - الدريز

      المشاهبة - الشهيبي - البارزة

      المراهبة - المرهوبي - القناطر

      العرفيين ـ العرفي - القناطر (كشام)

      الحرث في ولاية القابل:

      البراونة - برواني  القابل ـ الدريز، وإبرياء - المنزفة،

      الخناجرة - خنجري القابل ـ مضيرب

      الدغشة - دغيشي القابل ـ مضيرب

      السمريين- سمري القابل ـ مضيرب

      السعوديين- سعودي القابل – مضيرب

      المحرميين - محارمي القابل ـ مضيرب

      الرشاشدة - رشادي القابل ـ الدريس (هم ينتمون إلى السناويين)

      قبائل أخرى من البدو على سبيل المثال الدوكة ـ دويكي بينهم شف (عصبة) مع السناويين.

      ملحوظة مهمة:

      يرجى الملاحظة أن هذه المعلومات عبارة عن اجتهاد شخصي، يجب ألا تعتبر رسمية إلا تلك الصادرة من مصادر الجهات الرسمية، والموقع يرحب بأي تصحيحات ترد إليه عبر بريد الموقع.

      والوالد سيف بن محمد سافر إلى أفريقيا أول مرة كان في عام 1950م وكان عمره آنذاك عشرين سنة، وكان يرافق أباه عندما يزور أصدقاءه، وحكى لي بأن والده وجدنا حمود بن جندب كانا يتبادلان الزيارات باستمرار بين حلة سيح العافية وحلة السباخ، وحدث أن رافق أباه إلى مسقط عندما كان عمره ثمان أو سبع سنوات وزارا السيد تيمور بن فيصل في بيته بعد تخليه عن الحكم لابنه السيد سعيد بن تيمور، وكانت هناك صداقة تربطه مع أبيه، و توسط لهما السيد تيمور لزيارة السلطان سعيد بن تيمور للسلام عليه، وكانا برفقتهما ابن عمته ماجد بن سعيد البرواني. توفي والد العم سيف (محمد بن سالم)عام 1947م في نفس الأسبوع الذي توفي فيه حميد بن سالم بن حميد السناوي الملقب بالسكري، أي في نفس العام الذي توفي فيه جدنا حمود بن جندب.

      1. عبد الله السناوي - شارك