1. لنرى ما يمكن أن نفعله -د:

      لا شك أن لكل شخص رؤية ونظرة خاصة به، تختلف عن غيره، سواء أكان في طريقة معيشته، أو في سلوك حياته، وهو بالطبع حرٌ في تصرفاته طالما لا يؤذي غيره. هناك مقولة سمعتها قديما مفادها بأنك (لا تجعل راحتك إزعاجا للآخرين).

      والذين يسكنون في وطن واحد سواء أكانوا ممن يطلق عليهم  صفة مواطن أو مقيم فهما في قارب واحد، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم. يتشاركون جميعاً في المأكل والمشرب، واستهلاك الطاقة. لكن هناك من يسرف وهناك من يرأف، فمن يسرف لا شك أنه أتى من بيئة غير مبالية بالآخرين، ربما لجهلها في علوم الدنيا أو علوم الدين المسخرة لخدمة بني الإنسان ليتقي شر نفسه، مع هذا الدمار نراه يأتي حتى من المتعلمين، (من الدول الصناعية – لتدمير طبقة الأزون التي تحمي بني البشر من الكوارث الطبيعية) والتي تسبب مشاكل بيئية من جراء النفايات والسموم التي أحدثتها في اختلال طبقة الأوزون، والحروب التي سببها تنافس الدول الكبرى في نهش لحوم الفقراء، من أجل السيطرة على خيرات بلادهم، حتى  أدخلتهم في نزاعات طائفية، ومذهبية من أجل أن تنال ما تريد؛ على مقولة بل - فورد (فرق تسد)، والنتيجة كانت ما نسمعه الآن (بالأزمة الاقتصادية)، التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل.  في نظر الفقير العربي الحال واحد، في كلتا الحالتين سواء كان الاقتصاد بالسالب أو بالموجب، المستفيد الأول هو الغرب والموالون له ، إذ لا يحصل الفقير من هذا كله إلا الفتات.

      ومن جملة ما سعى إليه الغرب هو أن أغرق أسواقنا بمنتجاته الاستهلاكية، وبأسعار أقل بكثير عما قد ننتجه في بلادنا، وأصبحنا مشلولي الأيدي عن أي صناعة قد نفكر فيها في بلادنا. مما جعلنا نتخلى عن أي صناعة قد تنافس المنتجات الأجنبية، واعتمدنا على دخلنا من مبيعات البترول  حتى نشتري ما نحتاجه من الأجانب، وأصبح مفتاح التحكم في اقتصادنا عند الغرب، إن أرادوا رفعوا سعر البترول أو خفضوه، كل هذا بسبب ماذا؟ لأن القرارات الاقتصادية لا يشرك فيها المواطن.

      إذن، لماذا يحمل المواطن الآن فيما لا طاقة له به؟ لقد أطلعت على حديث سماحة المفتي: الشيخ أحمد الخليلي في برنامج أهل الذكر الذي نشر في وسائل التواصل الاجتماعي عندما قال: "مشكلتنا الاقتصادية سببها طمر العقول وضعف التخطيط وعدم الأمانة في التنفيذ" وكلنا يتابع مداولات مجلس الشورى، عند استجواب الوزراء المعنيين بالاقتصاد، وكنا نرى كمن لا حول له ولا قوة إلا بالله، ماذا عسى المواطن البسيط  أن يفعل؟ عدا أن يشد الحزام على بطنه. يقول المثل العماني "كلام ما مسموع السكوت أفضل."

       على كل حال فلنعمل بالمثل العماني الذي يقول: (لا تعصب رأسك بدون وجع)، فلنترك الأمور، لظروفها، و يتحمل كل خطأه، وسيظهر كل شيء عندما يطفح الكيل.

      هناك أمور يمكن للمرء عملها للتغلب على مشاكله الاقتصادية، أو ليتماشى مع الظروف الاقتصادية، أهمها التفاهم داخل الأسرة، وأن تترك القيادة والقوامة عند الرجل، كما منحت له من رب العالمين، والسفينة بقبطانين تغرق، ولأن المرأة لا تفكر إلا بعواطفها.

      ولكي نبدأ لمواجهة الظروف، علينا أن نطرح عدة أسئلة تساعدنا في التفكير فيما يمكن عمله، والتكيف مع الوضع الذي سنواجه لو لا سمح الله:

      السؤال الأول:

      إذا طلب منا أن نكتب عشر خطوات للتغلب على مشكلتنا الاقتصادية دون أن يحدث تأثير كبير على حياتنا المعتادة ماذا سنكتب؟

      السؤال الثاني:

      أي من المصاريف التالية سنعطيها أولوياتنا في التقليص؟

      مصاريف الأكل والشرب living:

      مصاريف السكنhousing :

      (إيجار، أقساط، وصيانة دورية).

      مصاريف الماء water :

       (الاستحمام، عسل الملابس، ري المزروعات المنزلية الصغيرة).

      مصاريف الكهرباء electricity :

      (إنارة، مكيفات، ثلاجات، طباخات، أدوات أخرى مساعدة، وغسالة ملابس).

      مصاريف النقل والاتصال  transport & telecom:

      (أقساط السيارة، تأمين وتجديد، صيانة، استهلاك بترول، ومصاريف اتصال)

      مصاريف العلاجmedicals :

      مصاريف التعليمeducation

      (مدارس، جامعات، دورات).

      مصاريف الأدوات المنزليةhouseware :

      (أواني، مستلزمات التنظيف)،

      مصاريف العمال:labors

      (سائق، خادمة منزل، بستاني).

      اللباس والهندمة الشخصية: personal

      (ملابس، حلاقة، مستلزمات التَزَيُين والنظافة الشخصية).

      مصاريف الترفيه:entertainments

      (مطاعم، مقاهي، كتب وجرائد، رياضة، منتزهات، حدائق، موسيقى، سينما، مسرح، رحلات، سفر، ضيافة).

      مصاريف التأمين:insurance

      الموازنة:

      الدخل مقسم إلى أربعة أجزاء أجزاء:

      الجزء الأول30% للمعيشة: الأكل، والشرب.

      الجزء الثاني 30% للسكن.

      الجزء الثالث 10% للمنافع الكهرباء والماء، والنقل، والهاتف.

      الجزء الرابع 30% للتعليم والعلاج، وما بقى للادخار والاستثمار، أو الطوارئ خاصة إذا كان التعليم والعلاج مكفول من قبل الدولة.

      الإجراءات:

      الخطوة الأولى: الترشيد في الاستهلاك، (أي التقليل من الاستهلاك) وهذه الخطوة لا تتم دون اقتناع الزوجة، عن أهمية التقليل من المصاريف وإهدار المال.

      الخطوة الثانية: أن تتولى ست البيت إدارة موازنة البيت، أي يحدد مبلغ معين من الراتب أو الدخل لموازنة البيت، وإعطائه للزوجة.

      الخطوة الثالثة: عدم إعطاء الأبناء مصاريف استهلاكية أكثر عن الحاجة، وأن يعتادوا على الأكل الذي يعد في البيت.

      الخطوة الرابعة: تدريب الأبناء وتعويدهم على خدمة العائلة، كإصلاح الأشياء البسيطة في البيت من مواسير مياه وكهرباء وري حديقة المنزل وترتيب غرف نومهم. ويجب إعداد برنامج عمل صيفي لصيانة البيتلكل منهم مقابل مبلغ من المال حتى يتشجعوا على العمل، وأن لا يقل هذا المبلغ عن الذي سيعطى للعامل المستأجر من الخارج.

      الخطوة الخامسة: المحافظة على نظافة البيت، وسلامة المواد الغذائية من الفساد،وعدم ترك المواد الغذائية مدة طويلة خارج الثلاجة.

      أن يتعود كل فرد من الأسرة غسل صحنه بعد الأكل، حتى لو كان هناك وجود لشغالة في البيت حيث يمكن ان يوفر وقتها  لعمل آخر.

      الخطوة السادسة: عدم إهدار الوقت في مشاهدة التلفاز، أو استهلاك شبكة wifi للإنترنت، أو السهر، فإن هذا سيؤدي، إلى استهلاك الكهرباء، وعدم الانتظام في الآكل، والنوم مما يؤدي إلى مشاكل صحية.

      الخطوة السابعة:  عند الخروج من البيت إلا بعد التأكد منأن صنابير المياة محكمة الأغلاق منعا للتسرب، وإطفاء المصابيح الكهربائية غير المستخدمة أوغير الضرورية، ومن المستحسن أن  يكلف أحد  الأبناء بالتناوب في كل شهر لمراقبة هذه الأشياء مقابل مكافئة مالية. .

      الخطوة الثامنة: وهي الأهم إنها الاقتصاد في المشتريات، وتوضع قائمة بالأشياء المطلوبة قبل الذهاب إلى السوق، فلتكن المشتريات بشكل أسبوعي.

      الخطوة التاسعة: أن لا يلهي ست البيت شيء عن إدارة بيتها، لآن إساءة استخدام (الشغالة)  بمحتويات البيت من أكل وأدوات قطعا سيؤدي إلى زيادة في الأنفاق. وإذا لم يكن الزوج راضعن أمور بيته، أو انشغال زوجته عنه، فذلك أيضاً سيؤدي إلى كثير من الإنفاق والتكاليف والتي قد تؤدي إلى الخلافات الزوجية وإحداث الطلاق.

      الخطوة العاشرة: إتباع سياسة التدرج في خفض الإنفاق، مع عدم الأضرار بالأساسيات كنفقات التعليم، والصحة، وعدم قطع  صلة الرحم، بسبب ظروف النقل، او التقصير في واجب الضيافة.

      وتبقى مسألة ترشيد الإنفاق مسألة شخصية، هناك من ينفق أكثر من خمسة عشر ريالاً لوجبة في مطاعم (البرجر) بينما هذا المبلغ يكفي لشراء ما يوازي مؤونة أسبوع  لعائلته، ومثال على ذلك من يومين؛ أي يوم الأربعاء الموافق الأول من يونيو2016م اشتريت مغلف (كرتون بهمجموعة من المواد الغذائية) من إحدى المجمعات التجارية القريبة من بيتي بأقل من عشرة ريالات:

      مجموعة رمضان –الهيئة العامة  لحماية المستهلك

      Ramadan family pack

      أرز بسمتي 5كحم، سكر 2 كجم، مسحوق حليب 400جم، عصير سريع التحضير 750جم، زيت نباتي 1,8لتر، سميد 500جم، طحين رقم (1) 2كجم، حمص حب 500جم، ملح 1 كجم، صلصلة الطماطم 25×70جم، جبن مثلثات 108جم، قهوة عمانية 500جم، جلي 6×80جم، كريم كراميل 6×75جم، مسحوق كاستر 285جم، هريس 1كجم، حمص مطحون 1كجم، معكرونة 400جم، شعرية 300جم.

      ربما أعد هذا المغلف خصيصاً لشهر رمضان من قبل الهيئة العامة لحماية المستهلك بالتعاون مع المجمع التجاري.

       

       

      1. عبد الله السناوي - شارك