1. الصورة (FP 14 ) لوالدي عند رفع العلم بعد تحرير حبروت في ظفار.

       

      الحياة في مطرح ومعايشة والدي 4-2د

      الجاليات العربية في الخليج:

      الجاليات العربية من الشام والعراق في دول الخليج، صدرت كثيراً من الأفكار التحررية:كالاشتراكية، والبعثية، والماركسية والإسلامية الإخوانية والسلفية والقومية العربية، وأيديولوجيات أخرى مختلفة من بلدانهم مما أدى للمغتربين العمانيين على استيعاب كثير من هذه الأفكار، بسبب الظروف السياسية في عمان، التي هيئت على استقبال مثل هذه الأفكار لكثير منهم، مما أسهم في انخراط العمانيين في جبهات تحررية مختلفة.

      قيام الثورة وبعض ما ورد عنها في الكتب:

      وفي كتاب: "أشهر الثوار والثورات في تاريخ أفريقيا والعالم" للمؤلف: عصام – الفتاح، قرأت بعض ما كتب حيث ورد: "وشاءت الأقدار أن يحدث ذلك فقد قامت جبهة تحرير ظفار.. وقد ظهرت تلك الاتجاهات واضحة عند انعقاد المؤتمر الثاني الذي عقدته الجبهة في حمرين في سبتمبر 1968م حيث ثبت برنامجاً ماركسياً لينينياً.

      وكذلك اتخذ المؤتمر قراراً بعدم اقتصار الثورة على ظفار، فنما  امتدادها إلى رحاب  الخليج ومن ثم عمدت إلى تغيير اسمها من الجبهة الشعبية لتحرير ظفار إلى الجبهة  الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل؛ وهكذا أصبحت الجبهة مسيسة تسييساً كاملاً على عقائد الجناح اليساري".  

      وقد ذكر في الكتاب أيضا بأن: "تعد الأسباب التي أدت إلى قيام الثورة في ظفار على حكم السلطان سعيد بن تيمور، وكان من أهمها حال التخلف التي سادت سلطنة مسقط وعمان بشكل عام وإقليم ظفار بشكل خاص وكثرة الممنوعات والمعاناة من ضرائب السلطان الباهظة التي أثقلت كاهل العمانيين".

      وكانت عمان معزولة عن العالم الخارجي والمحيط  الإقليمي وحتى العزلة الداخلية  بين مناطق السلطنة ذاتها.. بعدما تعرف المهاجرون العمانيون على أنماط المعيشة المختلفة والراقية في دول الخليج التي يعملون بها بسبب ظهور النفط، قياساً بالوضع في عمان مما خلقت لديهم الرغبة الجامحة في التغيير".

      كما أن الأوضاع التي عاشتها المنطقة آنذاك وانتشار المد القومي العربي بزعامة جمال عبد الناصر أدى إلى تأثر أبناء الأمة العربية ومن ضمنهم العمانيون بأفكار القومية العربية المنادية بالوحدة والتحرر من الاستعمار ومقاومته بشتى الوسائل,مما ولد لدى العمانيين النزعة نحو الثورة ضد الوجود البريطاني في عمان؛ والكلام هنا محسوب على ما ورد في الكتاب السابق ذكره.

      كل العوامل ساعدت على قيام الثورة في ظفار والتي عمل الثوار في ظفار على تنفيذها من خلال تشكيل تنظيمات سرية متعددة كانت لها دوافع وانتماءات مختلفة، فبعضها كان قومياً عربياً هدفه مقاومة الإمبريالية البريطانية؛ وتمثل في التنظيم المحلي، لحركة القومية العربية والآخر كان هدفه تحسين الأوضاع الاجتماعية في عمان وتمثل في الجمعيات الخيرية.

      كما أن الانقسام الذي حدث بموجب معاهدة السيب التي فرضتها بريطانيا في سبتمبر عام 1920م من أجل تشديد الضغط الاقتصادي على العمانيين،  وظهور نظامين محلين في الحكم بين مناطق الداخل ومناطق الساحل، ساهم كثيراً في هذه العزلة بين السكان في عمان، حيث كانت هناك حكومة في الداخل بنظام إمامي تدفع ضرائب، وحكومة  في مناطق الساحل بنظام ملكي تجني من رعايا هذه الأخيرة الضرائب؛ مما أدى إلى نزوح كثير من العمانيين من سكان مناطق الداخلية وسكان مناطق الشرقية وبالذات شمال الشرقية إلى شرق أفريقيا ومن ضمنهم أجدادي الذين سبق ذكرهم.

      وجاء في كتاب الدكتور غباش: (عمان الديمقراطية) "الشيء الذي شجع العمانيين على الهجرة إلى أفريقيا هو الحكم العماني هناك والاستقرار الاقتصادي الذي تشهده شرق أفريقيا، بفضل حكم عائلة الإمام أحمد تحت الإدارة البريطانية، إلا أن عمان عانت بعد انفصال القسم الأفريقي عنها وإعلان السيد ماجد أحد أبناء المتوقي بدعم من بعض الوجهاء سلطاناً على زنجبار في حوالي عام 1862م وانقطاع المعونة التي كانت تدفعها الحكومة البريطانية كتعويض عن المبلغ الذي كانت تدفعه زنجبار لعمان بموجب اتفاقية التقسيم المفروضة عام 1861م، ولكن مع وصول الإمام عزان بن قيس إلى الحكم عام 1868 م قطعت تلك المعونة، ولم تستأنف إلا بعد سقوطه مع حلول السلطان تركي، وقد أعادتها بريطانيا هذه المرة في إطار تطبيق سياسة معينة" مما كان لها نتائجها السلبية في تردي الوضع في عمان إلى آخر عهد السلطان سعيد بن تيمور والكلام هنا حسب ما ورد في كتاب: "عمان الديمقراطية" - للدكتور غباش.

      "وكان الصراع منذ ذلك الوقت مستمراً بين هاتين الحكومتين، الإمامة والسلطنة منذ وفاة مؤسس الدولة البوسعيدية الأمام أحمد بن سعيد، حيث دب الخلاف بين أحفاده وذلك بعد وفاة السيد سعيد في أكتوبر عام 1856م الذي كان يحكم عمان وشرق أفريقيا، فطمع هؤلاء الأحفاد كل منهم بالإنفراد بالسلطة، ومحاولة الإماميين أيضاً في إحياء الحكم ألإمامي الذي كان سائداً قبل مجيء الأمام أحمد، إلى أن قضى عليه السلطان سعيد بن تيمور بمساعدة الطيران البريطاني في حرب جبل الأخضر وتدمير قرية تنوف عام 1965م وهروب الأمام غالب بن علي الهنائي آخر الأئمة إلى المملكة العربية السعودية في العام ذاته التي بدأت فيه الثورة في ظفار".

       

      وكما جاء في كتاب "أشهر الثوار والثورات" بأن: في صيف عام 1964م رجعت المجموعة بقيادة بن نفل إلى ظفار مع وعود من الحكومة السعودية بزيادة الدعم المالي والعسكري، ولم يقتصر الدعم على السعودية ... بل كان أيضاً من الكويت ومصر ودعت تلك الدول مجموعة من سكان ظفار الناهضة إلى توحيد جهودهم في جبهة واحدة.

      إلا أنهم تلقوا هزائم متكررة وضغوطاً شديدة من قبل قوات السلطان المسلحة حتى ربيع عام 1967م، إلى جانب ذلك  تلقت الجبهة ضربة أخرى بسبب توقف الملك فيضل بن عبد العزيز عن دعم الجبهة لتخوفه من الأهداف الثورية للجبهة على أنظمة الحكم الوراثية المحافظة في الخليج العربي، وقد أعطت تلك الأحداث السلطان سعيد تفوقاً تكتيكياً ومساحة أكبر لتنفس الصعداء، وبدأ بإعادة ترتيب الجيش بالاستعانة بخبراء ومدربين بريطانيين وفتح باب التوظيف للعمانيين واستجلاب  بعض العناصر من باكستان، وغيران، والمناطق المجاورة لها في الجيش.

      وجاء في الكتاب المذكور: "ومع إنحسار الإمبراطورية البريطانية وتصاعد الثورات في مستعمرات بريطانيا السابقة خصوصاً في عدن مع ظهور الجبهة الوطنية للتحرير في اليمن الجنوبي التي كانت تتخذ مبادئها من ثورة أكتوبر للينين Lenin، وتسلمها السلطة فيما سمي حينها بالجمهورية الشعبية لجنوب اليمن، زادت عزلة السلطان سعيد بن تيمور وتوجسه من أن تنقل الجبهة الوطنية للتحرير في عدن مبادئها الماركسية وتمنح مساعداتها العسكرية جبهة ظفار وشاءت الأقدار أن يحدث ذلك عند انعقاد المؤتمر الثاني للجبهة في حمرين في سبتمبر 1968م". والكلام السابق حسب ما ورد في كتاب "أشهر الثوار والثورات"

      وبعد تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في السلطنة في 23 يوليو 1970م، وكبادرة من جلالته لإنهاء حرب ظفار قام جلالته في أول سبتمبر 1970م بإعلان العفو العام عن جميع المتمردين ووعده أي مواطن من ظفار مشترك في حركة التمر بمعاملة حسنة، ووعد كذلك بتحقيق مطالب المتمردين الرئيسة وفق برنامج إصلاحي اجتماعي، إلا أن الحرب لم تتوقف حيث بقيت عناصر مدعومة من قبل الشيوعيين في روسيا وكوريا والصين تعمل لتحقيق أجنداتهم الخاصة، إلى أن قضى السلطان على هذه المجموعة بمساعدة عسكرية إيرانية وأردنية، وبلوشية من باكستان في عام 1975م" حسب ما ورد في الكتاب المشار إليه.

      1. عبد الله السناوي - شارك