1. حياتي الشخصية - فقرة المقدمة

      الظروف المعيشية كما عهدتها في السابق
       لا شك بأن لكل شخص هواية وطموح يود تحقيقه، وأمل ينتظره، ورغبة في تحقيق الذات، كذلك كان لوالدي ومنذ طفولته كما فهمت منه شخصياً عندما كان يتحدث عن ماضيه وعن فترة شبابه بأن له مواقف رجولية عدة اعتمد عليها في حياته خاصة في وقت الشدة التي مرت على سكان عمان
      وبسبب عدم توفر العمل وعدم توفر مصادر الدخل كانت الحياة بدائية، يعتمد العمانيون في الماضي لكسب الرزق على القوة البدنية، إذ كانوا يعيشون في ظروف سياسية واقتصادية سيئة بسبب النزاعات القبلية، وبسبب الظروف السياسية السائدة في ذلك الزمان بعد انقسام عمان إلى حكومتين: سلطنة في الساحل، وإمامة في الداخل، وما خلفته تلك الأوضاع السياسية من انقسام بين مؤيد لحكم الإمامة ومؤيد لحكم السلطنة، وانقسمت عمان أيضا في الداخل بين حزبين هناوي وغافري أثناء فترة الحرب الأهلية ٢٧١٨-٢٧٢٧م (المصدر - عمان الديمقراطية الإسلامية – الدكتور حسين عباش)
       
      بقيت تلك النعرة فترة طويلة حتى في عهد السلطان سعيد بن تيمور، وتأخرت عمان كثيراً عن ملاحقة جيراتها من بلدان الخليج في تقدمها، مما جعل كثير من العمانيين ينزحون خارج عمان طلباً للرزق، واستياء من تخلف حكامها، ولبعض التعصب الديني في الداخل الذي ما كان له مبرر، وبسبب التخلف في إدارة الحكم في الساحل أدى ذلك إلى تسليم زمام الأمور للأجانب الذين كانوا يتصارعون من أجل مصالحهم ومكتسباتهم الاستعمارية التي يتوجب حمايتها في شبه القارة الهندية وجزر شرق أفريقيا وأعني هنا بريطانيا وفرنسا، حتى وصل الأمر بتدخل إحدى تلك الدول في شئون الحكم في عمان كما هو الحال في جزيرة زنجبار و ممباسا التابعة لكينيا التي كان واليها أحد أفراد قبيلة "المزاريع" ثم انفصل بحكمها بعد موت السيد سعيد بن سلطان مما جعل الكراهية تدب بين المتنازعين على الحكم في كل من عمان وزنجبار
       
       
      زادت الهجرات من العمانيين في فترة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي أثر حرب جبل الأخضر، والتي من نتائجها أن تتابعت هجرات العمانيين إلى شرق أفريقيا التي ازدهرت في ذلك الوقت وغدت من الدول المتقدمة اقتصادياً مقارنة بعمان وذلك بسبب إدارة الاستعمار لها برؤوس أموال ومشاركة عمانية في استغلال مرافقها ومواردها الطبيعية ومن ثم توالت بعدها هجرات العمانيين إلى دول الخليج أبان ظهور النفط فيها في الستينات.
       
      بقيت عمان على حالها منذ منتصف القرن الخامس عشر والسادس عشر؛ فقد كان سكانها يعتمدون على طرق بدائية في كسب معيشتهم كالعمل في صيد الأسماك والزراعة بأدوات بدائية مستخدمين الدواب من أجل كسب قوتهم اليومي، ويسكنون في بيوت من سعف النخيل أو من طين في أحسن الأحوال، معتمدين على الدواب في تنقلهم ، وعلى الإضاءة بقناديل الكيروسين الذي يستورد من الخارج، وينامون في العراء في الليل في أوقات الصيف، وتحت ظلال الأشجار في النهار. بينما كانت شرق أفريقيا تصدر لعمان معظم الاحتياجات الضرورية اللازمة لسكانها ولحياتهم اليومية، والفضل يعود للمهاجرين العمانيين الذين تعلموا مهارة التجارة من الجاليات الهندية هناك وأسسوا خطاً بحرياً تجارياً بين المهجر وعمان ومع بقية البلدان في الخليج وشبه القارة الهندية، وكان ذلك النجاح بسبب تعاضدهم وتكاتفهم الذي يشبه تماماً التعاون الذي نشهده الآن بين العمالة الأسيوية الوافدة التي تنافس العمانيين في رزقهم داخل بلدهم عمان
       
       
      كانت دولة سلطان عمان تتلقى معونة سنوية من شقيقتها الدولة العمانية في زنجبار بسبب شح مواردها والصراعات الداخلية للسلطة، وبصرف النظر عن الغاية من تلك الصراعات لكنها لا شك قد أنهكت الدولة في عمان ذلك الوقت، وزادت الأوضاع سوءاً بعد انفصال زنجبار عن البلد الأم بعد وفاة السيد سعيد بن أحمد عام (١٨٦٢)، فتوالت الخلافات السياسية بين حكام الساحل من جهة (السلطنة) وحكام الإمامة من جهة أخرى. ولكي لا أخرج عن صلب الموضوع الذي أنا بصدد شرحه يجب أن أنوه بأن الصورة الاقتصادية لعمان كان لها وجهان: وجه سلبي ووجه إيجابي. الوجه السلبي: أن تلك الصراعات أبقت عمان "تركتها" متخلفة اقتصادياً بسبب الحروب والنزاعات التي شغلت السلطة والتي هي بدورها استعانت بالأجانب من إيران وبلوشستان لفك بعض الخلافات بين حكامها مما مهد لهجرة الكثير من الجاليات الأسيوية من شبه الجزيرة الهندية إلى عمان واستيطانها في بلدان الساحل في عمان، وتكدست هذه الهجرات في منطقة مسقط، والتي أوجدت لها مناخاً جيداً في استقرارها. أما الوجه الإيجابي فقد تشجع العمانيون إلى الهجرة إلى شرق إفريقيا وأسسوا حضارة عربية إسلامية عمانية ساهمت في ازدهار ألتجاره العادلة هناك وساعدت تلك الهجرة عمان في التغلب على جزء كبير من مشكلاتها الاقتصادية ذلك الاقتصاد الذي كان يعتمد على جلب الضرائب، والرسوم التي تفرض على منتجات المواطن الزراعية خاصة القادمين من داخلية عمان. ومن الإيجابيات أيضاً تصاهر العمانيين مع بعضهم البعض مما جعلهم أسرة واحدة، وثق ذلك التصاهر من ارتباطهم ببعض
       
       
      سفري مع والدي إلى أأفريقي بما أذكر كنا نسكن في البيت الحدري الذي آل ملكيته الآن لعمتي شمسة شقيقة والدي بعد وفاة جدي صالح ولحقته جدتي صفية فيما بعد، وكان عددنا في ذلك الوقت ثمانية أخوة أشقاء بالإضافة إلى والدي وأمي وجدتي صفية أم والدي، وكنت قد ختمت المصحف للتو بمدرسة القرآن الكريم بقريتنا سيح العافية، عند ما قرر والدي اللحاق بجدي صالح بالسفر إلى أفريقيا
       
       
      كنت كأي طفل لم أكن أعلم بأن الحال سيئ في عمان، وعندما حفظت العقل وجدت كل شيء طبيعياً لم أكن أعلم بأن هناك حياة في بلدان أخرى تختلف عن حياتنا في عمان، لأنني ببساطة لم أكن أبالي أو أحس بشيء يكدر بالي طالما آكل وأشرب وألبس وألهو وألعب وأذهب إلى المدرسة كل صباح وأرافق أهلي إلى المكان الذي يودون الذهاب إليه وكانوا يأخذونني معهم إلى كل مكان والى المسجد، كما كنت أتوجه معهم لزيارة الرحم.
       
      الضاحية و العابية كان والدي بما أذكر،ولكي يكسب قوته في بداية الستينات يعمل بزراعة البرسيم (القت) حيث كان لديه أرض زراعية صغيرة (تعرف بعابية قت) بحلة النجادي، لم أكن أعرفها من قبل إلا بعد أن زرتها وعملت فيها في وقت لاحق، وذلك بعد رجوعي من أفريقيا، والتحاق والدي بالجيش حتى أغطي غيابه وأتحمل جزءاً من مسؤوليات االعائلة
       
       
      ومن المصطلحات الزراعية التي عرفتها في إبراء: "العابية"ويطلق على الأرض الزراعية الصغيرة، أي الأرض الزراعية التي مساحتها قد لا تزيد عن ضعف مساحة الأرض السكنية - والتي توزع من قبل وزارة الإسكان حالياً للسكن وتستخدم هذه المساحة من الأراضي في السابق لزراعة علف الحيوانات البرسيم وتسمى (عابية وجمعها عوابي)، ونادراً ما ترى في زراعتها إلا علف الحيوانات أو لزراعة محصول البصل وذلك لضيق مساحتها، ولست أدري لماذا مساحة تلك الأراضي هكذا ربما لعل السبب يرجع لإعادة تقسيمها من قبل الورثة وتخصيص جزء لكل وريث
       
      والعوابي في حلة النجادي معظمها إن لم يكن جلها لزراعة القت كما كان يبدو لي، ومنطقة النجادي تبعد بمسافة نصف ساعة مشياً على الأقدام من حارة سيح العافية في اتجاه الوادي الصغير (بتشديد الياء) أو الذي شاع اسمه بالوادي الشرقي (يعرف في أيامنا بالبوال بتشديد الواو) ويقع في الشمال (علوى) شرقي حلة النجادي التي تقع في المثلث بين الوادي الشرقي والوادي الغربي بين منطقة السفالة ومنطقة العلاية الحالية، وقد وزعت تلك الأراضي، فلم يعد لها أثر في عصرنا الحالي إلا كونها أراضٍ سكنية شيدت فيها العديد من المساكن وبها حالياً مدرسة حكومية، ومن أبرز معالمها مسجد صغير يعرف باسم مسجد "الحلالي" وفلج الحلالي الذي كان يروي عوابيها، وكنت أرى عدداً كبيراً من سكان "سيح العافية" هناك ممن لديهم عوابي مجاورة في النجادي
       
       
      لدينا أراضٍ زراعية أخرى تعرف "بالبلاد" ضواحي نخيل في منطقة قبل حلة السباخ، في الجانب الغربي من حلة سيح العافية يفصلها الوادي "مسار جريان مياه " (وادي الغربي)، والوادي الشرقي القادمان من الشمال (علوى) ويتجهان إلى الجنوب (ححدرى)
      ومن الضواحي التي تخصنا، هناك ضاحية صغيرة (تعرف بحاجر السوق) مطلة على الوادي مقابلة لمسجد الحدري الذي يعرف أيضاً بمسجد "ميانين" نسبة لضواحي ميانين أسفل حلة سيح العافية من ناحية الغرب، وبجانب ضاحية "حاجر السوق" مطلاع من الوادي جنوب الضاحية يعرف بمطلاع السوق نسبة للسوق لدخول ضواحي البلاد، وفي الداخل خلف الضاحية التي تلي ضاحية الحاجر يوجد مسجد يعرف بمسجد "السلالة"  ومن الواضح بأن هذا المسجد يخدم المصليين الذين يتوافدون إلى السوق الذي يقع ناحية الجنوب من ضاحية الحاجر. لقد سألت الأخ بديوي بن حمود السناوي قبل وفاته بمدة - رحمه الله ـ ( توفي في الربع الأخير من عام ٢٠١٤م) حيث كان بديوي جارنا في إبراء يكبرني سناً، سألته عن أسماء المطاليع الأربعة "مطاليع الوادي" المؤدية للبلاد، وذكر لي بأن الأول من اليسار ناحية الجنوب هو مطلاع السوق الذي بجانب ضاحية حاجر السوق، ثم الذي يليه من اليمين مطلاع الحاجر، والذي بعده مطلاع الرميلة، ثم مطلاع اللثاب نسبة لضاحية اللثاب التي تقع على يمينه، والمسجد الذي يعرف بمسجد الصبارة هو مسجد اللثاب والسبلة التي أمامه تعرف بسبلة اللثاب(ويقصد بالمطلاع هنا سكة صعود ضيقة من الوادي إلى الضواحي)
       
       
      لدينا ضواحي أخرى صغيرة من أهمها تلك التي تعرف باسم "المحضرة"، تنتقل إليها العائلة (أسرة جد والدي حمود بن جندب) أيام الصيف (بما يعرف بالقيظ) لقضاء بعض الوقت فيها هرباً من حرارة الصيف وأمام ضاحية "المحضرة" أو المحضارة ضاحية أخرى لا تتعدى مساحتها ربما عن ربما ٧٠٠ متر أو أكثر بقليل مخروطية الشكل طولية تعرف "بمال سويد"، بها شجرة مانجو مشهورة بثمارها عند كل سنتين وتعرف "بلمباة السبلة" أتت تسميتها لوجود سبلة (غرفة مجلس صغير) تقضي فيها أفراد العائلة أيام الصيف، وتثمر تلك الشجرة مرة واحدة كل سنتين
       
       
      هناك أيضاً ضاحية صغيرة أخرى لجدتي صفية تعرف "بمال السخن" تقع في الجانب العلوي من المحضارة على الطريق المؤدي إلى مطلاع الصبارة، وبجانب مطلاع الصبارة هناك لنا ضاحية أخرى موقعها كضاحية "حاجر السوق" مطلة على الوادي مقابلة للمسجد العلوي تعرف باسم "ضاحية عيلة" تخص جدي صالح والد أبي، ويقع خلفها المسجد المسمى "بمسجد الصبارة أو اللثاب" نسبة للشجرة التي تقع في صرح المسجد، ويقابل المسجد من الجنوب على الطريق مجلس وهو عبارة عن غرفة صغيرة مشيدة من الطين تعرف "بسبلة اللثاب أو الصبارة" كما سبق ذكرها، حيث يقضي جماعة السناويون فيها وقت الفراغ بعد صلاة الظهر أيام القيظ للعمل بمشغولات السعفيات. على كل حال، لم يعد لهذه السبلة أثر في الوقت الحاضر لقد اندثرت تماماً باندثار أهلها، وتساوى مبناها الطيني مع سطح الأرض
       
       
      هناك ضواحي أخرى كثيرة وبمسميات مختلفة وبمساحات صغيرة متباينة تخص السناويين وتعاقبت عليها الأجيال ربما كانت في السابق مساحاتها أكبر لأنها كانت تجزأ للورثة إلى أن صغرت مساحتها هكذا؛ بسبب كثرة التقسيمات التي جرت عليها على المدى الطويل بين الورثة المتعاقبين عليها. هذه الضواحي التي نراها في مساحتها الصغيرة الآن كانت تمثل مصدر رزق لكل العاملين عليها بالرغم من صغر مساحتها لعلها كانت تعود بمردود جيد لملاكها من ثمار النخيل "التمر"، حيث يباع الفائض عن احتياجات العائلة من التمور في أكياس سعفية للعامة تعرف ب " أجربة السح" مفردها جراب ويلفظ حرف الجيم بالياء بلهجة منطقة الشرقية
       
       
      لا يقتصر زراعة هذه الضواحي على محصول النخيل، هناك مزروعات أخرى للحيوانات كما هي للبشر، وأيضاً من الأشجار التي كانت تزرع: الليمون والسفرجل، والزيتون (الجوافة)، و الفافاي، والموز، و "التريان" التي تشبه ثمرته بالفاصوليا الخضراءْ، إلا أنها شجرة صغيرة وليست كالنبتة، هذا بالإضافة إلى الخضار التي يمكن زراعتها في عوابي النجادي، التي يزرع فيها بقية الخضار كالطماطم، والبصل، والثوم، والباذنجان، والفلفل الأخضر
       
       
      كان العمانيون يعتمدون بشكل كلي على الزراعة بالرغم من بساطة الأدوات البدائية التي يستخدمونها، إلا أن توفر المياه في ذلك الوقت ساعد على ازدهار الزراعة، ولما بدأت الأحوال تسوء سواء إن كان ذلك بسبب العوامل الطبيعية أو بسبب الظروف السياسية بدأت الهجرات تتدفق إلى الخارج، تاركة المزارع تنهشها عوامل الطبيعة، دون أن تجد لها رعاية
       
      لدى والدي دابة "حمارة" ابتاعها لنقل محصول زراعته كالبرسيم وبيعه في السوق، ويستخدمها كذلك في التنقل بها عند السفر إلى خارج إبراء إلا أنه كان لا يقوم كثيراً بهذه الأعمال بنفسه وأقصد أعمال الحرث والري والزراعة حيث كان يكتفي بتأجيرها لمن هم أخبر منه من أهل الحارة - لظروف قد تعود لمركزه الاجتماعي- كونه ينحدر من سلالة لها مركزها الاجتماعي، حيث والدته الجدة صفية والدها أحد وجهاء السناويين، وجده حمود بن جندب والد أبيه أحد الأشخاص المرموقين في عصره وأحد وجهاء القبيلة السناويين،كما كان أيضاً ينظر لأعمال النقل بالحمير، والبيع في الطرقات بافتراش الأرض في ساحات الأسواق الشعبية، والحدادة، والحسانة (خلاقة الشعر)، ونقل الأسمدة ومخلفات الحيوانية والبشرية هي أعمال من اختصاص طبقة معينة من طبقات المجتمع.. كبقية دول العالم، التي نسمع عنها إلا أن الحال في عمان لكل مهنة اختصاصيين، فالمعلم، والتاجر كل منهما له تخصصه في مهنته لخدمة المجتمع، يتقنها ويبدع فيها، وهذه المهن تتوارث كما هي القيادات
       
       
      عمان لم يدخلها عصر الآلة في بداية القرن التاسع عشر لتخلق أصحاب مهن علمية كالمهندسين والأطباء، والمهنيين أصحاب المهن التخصصية كالميكانيكا، والكهرباء، الذين يعدون من الطبقات الراقية في عصرنا هذا، بجانب العلماء، والقضاة، والمحاميين. إذ لم يكن يعرف في عمان مفهوم العلم الحديث والمعرفة، بالشكل الصحيح خلاف التعليم الديني الذي أبدع فيه أهلها، كان العلم المعرفي مقتصراً على تدريس القران الكريم، بالرغم أن عمان كانت إمبراطورية ذات حضارات في الشرق والغرب، فلا بد أنها قد استوردت كثيراً من الثقافات والحرف، ولكن لعل السبب في تأخرها يعود على الصراعات السياسية الداخلية و الخارجية، التي أثقلت كاهلها الاقتصادي، وفقدت كثيراً من حرفيها وأصحاب الفكر, إلى أن استعادت مجدها بقيادة ابنها البار جلالة السلطان قابوس

      1. عبد الله السناوي - شارك