1. من ممرات حياتي –ج3د

      خدمتي للمجتمع:

      في الحقيقة قدمت الكثير من أجل خدمة المجتمع، والتي قد لا يدركها كثير من أبناء منطقتي، كل هذا من أجل الولاية التي أنتمي إليها ( إبراء)والتي كانت في السابق لا يصلها الإعلام.. في فترة  السبعينات والثمانينات، إلا في المناسبات النادرة.

       

      بذلنا الكثير من الجهد أنأ ووالدي في السبعينات حتى التسعينات، و بفضل تبرعات الأهالي والمتابعة الشخصية إلى أن أبرزنا الولاية في الساحة، خاصة عندما كانت الحكومة أنذاك تولي اهتمامها وأولوية برامجها لتنمية مناطق أخرى في السلطنة حسب الشهرة التاريخية لتلك المناطق، ولعل أبرز ما أنجزناه أنا ووالدي هو إدخال الهاتف الثابت والذي لم يكن سهلاً، فقد أخذ ذلك منا كثيراً من الجهد.شهور من المراجعات والمفاوضات مع شركة الاتصالات وإقناع إدارة الشرطة بنقل مركز الفحص إلى موقع آخر من أجل أن يتسنى إقامة مقسم هاتف للولاية في منطقة السفالة في الموقع الذي به المقسم حالياً. إضافة إلى ذلك،كان هناك الكثير من المواقف السلبية والسخرية التي كنا نتلقاها بصدر واسع من بعض الجهلة لكي يثنونا عن هدفنا السامي،ولكن كنا لا نعير تلك الأقاويل اهتماماً والتي كانت تصدر من قصيري النظر، الذين كانوا يشيعونـ ربما بقصد ـ إفساد مشروعنا "بأن الهاتف الثابت لن يعمل في منازلهم دون وجود للكهرباء". نتيجة لعدم وجود كهرباء في الولاية في ذلك الوقت.

       

      وكان الانجاز الأول الذي قمنا به هو عندما قمنا بتأسيس النادي مع بقية الزملاء أعضاء مجلس الإدارة السابقين، أمثال الوالد المرحوم سعيد بن سالم ألغيثي – ألحارثي والذي كان يستضيف اجتماعات إدارة النادي في عمارته بروي، و الوالد المرحوم محمد بن سيف العيسري الذي جاهد من أجل استخراج ملكية لأرض النادي بمسقط، والأخ المرحوم علي بن صالح اليزيدي الذي تولى مسؤولية الإدارة المالية، و الوالد راشد بن عامر المنجي المشرف الرياضي، هذا بالإضافة إلى تولي شخصي مسؤولية الإشراف الثقافي، وتولي والدي نيابة الرئاسة، وقد تحقق ذلك بجهود ذاتية من مبنى وملعب بدأناه من مسقط، إلى أن أتممناه في إبراء وتخصيص الأرض التي بها  دائرة الأوقاف حالياً.

       

      سوق السفالة:

      والخطوة التالية كانت تأسيس سوق السفالة بمشاركة الشيخ المرحوم أحمد بن محمد ألحارثي ـ يرحمه الله ـ والأخ المرحوم محمد بن جمعة ألحارثي، والوالد المرحوم عبد الله بن سعيد ألحارثي، والوالد المرحوم سعيد بن سالم ألغيثي، والوالد المرحوم محمد بن سيف العيسري، والوالد محمد بن سالم العيسري،إضافة إلى المساهمة السخية التي كان يدفعها والدي من موازنة شركتنا (مؤسسة السناوي) خاصة عندما تولى ـ الله يرحمه - رئاسة النادي من أجل تفعيل و إنجاح أنشطته قبل تلقي الدعم الحكومي.

       

       وأيضاً لا أنسى حماس أبي في بناء السبلة الحدرية، ومشاركته الشخصية في بنائها من أجل إحياء تراث جد والدته مسلم بن خميس، هذا بالإضافة إلى مساهمته في بناء مسجد الغافة المعروف الآن بمسجد رشيد، ولا أنسى دور والدي أيضاً في رئاسة فرع الغرفة، للنهوض بالتجارة في إبراء ومناطق الشرقية، ومشاركته في اللجان المحلية لمختلف المؤسسات الحكومية، وبعض المساعدات الشخصية التي كان يقدمها للشباب من أجل إنجاح زواجهم، وكنت أنا الجندي المجهول وراء كثير من هذه المناشط، ولكن يا ترى من يدري عن هذا كله؟ أنه ليس المقصد منه رياء كالذي نراه الآن بل كان نابعا  من  جنود مجهولين سخروا أنفسهم وفاء وحباً لأوطانهم وجماعتهم، هاهم قد رحل معظمهم عن الدنيا دون ذكرى، توفوا ـ رحمهم الله ـ و بقي من  يبعثر ما بنوه ويجهل ما قدموه، كأنه لا قيمة له، فبدلاً أن يكملوا المسيرة، بقي البعض يتصيد الأخطاء "لا جزاء ولا شكوراً" على قول المثل (من لا يعرف قيمة الصقر يشويه).

       

      بعض السلبيات المؤلمة:

      على كل حال أن التهميش الذي يأتيك من أقاربك و جماعتك الذين تربطك بهم صلة رحم وعشرة في الماضي مزعج، خاصة من أبنائهم الذين لا يظهرون لك الأهمية و المودة والاحترام الذي كما ينبغي، لست أدري أين يكمن الخطأ في عدم الاهتمام، هل سببه من قبل الأهل أم أن أسلوب التربية المعاصرة، أو أن العصر الحالي جعل الناس تتعامل فقط مع من حولها (كالطيور التي تقع على أشكالها)، لم نعهد مثل هذا السلوك من قبل، في الماضي كنا نعامل كل من يكبرنا سناً  في الحارة بمثابة العم شقيق ألآب.

       

      و للأسف ساد في هذا العصر المجاملات الكاذبة والتملق وأراه أحياناً جلياً في المزاحمة والمكارسة من أجل الجلوس على صدر مجلس السبلة في العزاء، دون إبداء أي اعتبار لمن سبق في الجلوس أو للسن، ترى من يقدم بعدك يسحب و يؤتى به ليجلس في مكانك وأحياناً دون استئذان لأنه من المهندمين، مما تضطر في  النهاية أن تغادر مجلسك رغم أنفك شاعراً بخيبة الأمل من جراء ذلك الترحيب،وذلك عندما يفضل شخص على شخص آخر، ما هذا السلوك الذي تعلمناه في هذا العصر؟ هل الهندمة والتملق أو لمن يحسن الرغي كافٍ أن يكون المعيار لشخصية المحترم؟

       

      كم من هؤلاء "المهندمين" من يعجبك قولهم ويغرك منظرهم "تجدهم في النائبات قليل"قال تعالى:(ومن  الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام) البقرة 204، لا تغتر بمظهره، قد تجده لا يملك إلا لسانه، لا يتصدق من راتبه حتى لقطة، ما بالك بفقير، أو المساهمة في أبسط المشاريع الأهلية الخيرية، بالرغم قد تجد راتبه عالياً ولكنه يذهب في مهب الريح وفي أمور دنيوية يمكن الاستغناء عنها، ويتعذر بعد ذلك بأن الراتب لا يكفي حتى لوكأن كلا الزوجين يعملان، وأنا هنا لست متجنياً على أحد، ولكن فقط إني متعجب من حالنا في  هذا العصر وما أراه، من تغيير مفاجئ طرأ على مجتمعنا، وعندما أتكلم فأنا أتكلم من واقع الحياة الفعلي، قد يكون مر بعضنا على هذه التجربة  في يوم من الأيام قبل أن يتدارك نفسه، أو أنه اختبرها في مواقف و في مناسبات كثيرة، على كل حال الحياة ربما هكذا وعلى الإنسان اجتناب السلبيات تأسباً بقوله تعالى: (فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور)الفرقان 33  (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)آل عمران 85 وأمرنا مسلم لله.

       

       

      1. عبد الله السناوي - شارك