-
-
العائلة -3د صالح بن حمود بن جندب:
تزوج صالح بن حمود من عزيزة بنت حامد، ثم من شمسة بنت حمود الطوقية، ثم صفية بنت عامر بن حمد بن مسلم أخت عزاء بنت سعيد بن سيف، والدة بنات محمد بن راشد وأخت من أم لخالد بن سعيد جد علي وسيف أبناء خالد. أنجبت الجدة صفية للجد صالح الوالد أحمد وشقيقته الوالدة شمسة، ثم تزوج الجد صالح فاطمة بنت عمار في إفريقيا، ولكنهما انفصلا عن بعض بعد أن لحقت به هناك في أفريقيا زوجته الأولى الجدة صفية.
.
أخوة الجدة صفية: عيناء وحمد وأمهم مياء بنت علي بن محمد الشقصية تزوجها والدهم في بلدة "تابورة" بجمهورية تنزانيا بأفريقيا حسب إفادة الجدة صفية.
و أم مياء بنت علي بن محمد الشقصي المذكورة تدعى حليمة بنت خالد وأخوها يدعى محمد بن علي.
قصة الجد صالح عن صراعه مع الأسد:
وما يجدر ذكره عن شجاعة جدي صالح، هي قصة صراعه مع الأسد، إذ يحكى بأنه في مرة من المرات في أفريقيا بجمهورية بوروندي، ذهب جدي من مقر إقامته ببلدة "موينجا" إلى بلدة "مكينكة" البلدة المجاورة، التي يقيم فيها ابن أخته العم علي بن خالد، وكانت الرحلة في مساء اليوم التي تسبق صبيحة العيد، وبرفقته نفر من أصحابه، ليأتوا بالعم علي بن خالد ليعيِّد معهم في "موينجا" وأيضاً ليقيم بهم صلاة العيد. وفي الطريق صادفوا أسداً، لم يتمالك جدي صالح نفسه حتى أنه خلع بندقيته من على كتفه، ثم صوبها نحو الأسد مطلقاً عليه النار، وكان الوقت ممسياً، هرب الأسد واختفى، وبما أن المكان غابة والوقت مظلم ترك جدي المكان هو ومن معه وواصلوا سيرهم حتى بلدة "مكينكة".
وفي اليوم التالي بعد تأدية صلاة العيد في "موينجا" وربما بعد الظهر ذهب جدي مع اثنين من رفاقه ليسبروا أثر الأسد وليروا إن كان قد أصيب أم لا؟ ومن ضمن أؤلئك المرافقين شخص يدعى حارب أو حربي من قبيلة المطاوقة، وهو أخ لسالم بن عبد الطوقي الملقب في أفريقيا بـ (مزاة) يقصد باللغة السواحيلية "بالشايب".
وبينما كان جدي يمشي مختالاً ومقتفياً أثر مسار الأسد،وكان هو في مقدمة زملائه، فاجأته أنثى الأسد (اللبوة) وأنقضت عليه وهاجمته ربما لتنتقم للذكر، أو ربما أنها وجدته فريسة لتلتهمها، ودار العراك بينهما بالأيدي وتلقى جدي منها كثيراً من اللطمات؛ محاولة خنقه كما تفعل لقتل فريستها قبل التهامها، ولكن جدي كان يقاوم للإفلات منها محاولاً التقاط بندقيته، وكان يعاركها بمحاولة يائسة من أجل البقاء، ماسكاً بكلتا يديه لإبعاد فكها عن جسمه إلى أنكسر عظمة فكها.
كان الجد صالح يتمتع بصحة جيدة، ومحافظاً عليها، مما مكنته ذرابته في النهاية من أن يستعيد بندقيته بكل ما أوتي من وعي ويطلق على اللبوة النار، هربت اللبوة بجرحها تاركة جدي صالح هو الآخر جريحاً طريح الأرض فاقداً الوعي.
أثناء تلك المعركة لم يجرؤ أحد من زملائه على الاقتراب منه، كل ما فعلوه أنهم ذهبوا طالبين النجدة من القرويين المقيمين في تلك المنطقة التي أطلقوا زعيق الاستغاثة المعتاد فيها، والمعروف عندهم باللغة المحلية "أندورو"، إلى أن أتت الاستغاثة الرسمية.
ويقال بأن جدي رقد في المستشفى أكثر من ستة أشهر للعلاج؛ لعلاج الجروح التي أصابته في يديه ورجليه ووجهه وفي بقية جسمه.عرف الجد فيما بعد عند الأفارقة بلقب "بوانا سيمبا" أي صاحب الأسد أو مصارع الأسد، واشتهر بهذا الاسم في أفريقيا، وأيضاً عند البعض في عمان،وبقي هذا اللقب عالقاً فيه حتى وفاته في منتصف التسعينات.
كرم جدي على شجاعته من قبل الحكومة البلجيكية المستعمرة لبوروندي بمنحه بندقية صيد بلجيكية (تعرف في عمان تفق أبو خمس طلقات).
وفي رواية أخرى وهي أقرب إلى الحقيقة رواها لي الوالد عبد الله بن سالم الوضاحي من سكان الحيل بولاية قريات، وهو صديق لوالدي وعمومتي، روى لي القصة بحضور الأخ محمد بن ناصر بن عمار في مجلس العزاء، في اليوم الثالث من عزاء المرحوم محمد بن سعيد بن سويد السناوي يوم 20 من شهر أغسطس 2015، حيث روى لنا القصة كشاهد عيان على الحادث.
وقد حكى: (بأنهم كانوا مستضافين عند الوالد علي بن خالد السناوي في بلدة "مكانكة" بجمهورية بوروندي، وقد ذهب هو ومعه الجد صالح بن حمود في سيارة "بيك آب" خضراء تابعة لأحد الأخوة من بلدة المضيرب بولاية القابل والذي كان يقودها هو بنفسه، وكان الجد صالح كعادته عندما يخرج في أفريقيا يحمل معه بندقيتين بندقية "أبو كسر" لصيد الطيور وبندقية أخرى "أبو خمس" لصيد الظباء، وعندما وصلوا إلى مجرى الماء بقرب البلدة المسمى بالمحلية "متوني" رأى الأسد من خلال عيونه المشعة في الظلام.
صوب الجد صالح بندقته البلجيكية نحو الأسد،ثم أطلق عليه النار من السيارة، وبما أن الوقت كان ليلاً،فقد واصلوا مشوارهم إلى بلدة "مكينكا" وعند العودة ربما في النهار نزلوا ليقتفوا أثر الأسد، وكان في المقدمة الجد، وبندقيته البلجكية على كتفه، وما أن رآهم الأسد حتى انقض على الجد صالح مطوقاً بيديه على عنق الجد صالح، لخنقه لافاً برجليه على بطن الجد، ولكن الجد صالح تمكن بما أوتي من قوة أن يدفع الأسد عن جسده ثم صوب على الفور وأطلق على الأسد النار وأرداه ميتاً. وقد تأثر الجد صالح من جروح تلك المخالب واللطمات التي أصابته من الأسد، تأثر بتلك الجروح التي أفقدته الوعي،وبإصابات في جميع أنحاء جسمه، وأبرزها في وجهه،الأمر الذي تَطلَّب إجراء عملية خياطة،وقد دامت جراحه لمدة ما يقارب ستة أشهر حتى شفي منها.
وقد ذكر الشيخ سالم بن حمد بن سليمان ألحارثي في أحد كتبه،ربما كتاب "لؤلؤة الرطب" عن قصة صراع جدي مع الأسد حيث رواها له بنفسه ـ الله يرحمهما ـ فقد كانا صديقين.
- عبد الله السناوي - شارك
-