1. ذكريات 33-2 د

      رحلة العمل -10

      مقر العمل

      خدمات المدونات -2

      لكي أنتقل إلى الموضوع التالي أراني مجبراً بذكر بعض تفاصيل عمل دوائر الاتصال التلغرافي وطبيعة عمل القائمين بتشغيلها من خلال المركز التابع بقسم "الإرسال التلغرافي وتراسل المعطيات"الذي أنشأ بعد انتقال (سي تي أو) إلى المقر الجديد بمبنى روي عام 1978م.

       

      مركز الفحص وصيانة المقاسم الدولية (أي أس تي سي)، هذا المركز كان بمسمى آخر هو(ماكس كنترول)  وكان تابعاً لمكتب التلغراف في مسقط، وقد كان معظم الأجهزة التي يحتويها هذا المركز هي أجهزة الراديو وذلك عندما كان الاتصال التلغرافي والهاتفي إلى الخارج يتم عبر دوائر الراديو.

       

      بعد  انتقال مكتب التلغراف إلى روي وانتقال أجهزة الراديو إلى مرتفعات الوطية انفصل هذا القسم عن مكتب التلغراف، وأصبح قسماً مستقلاً بذاته، يعنى بفحص وصيانة أجهزة الإرسال التلغرافية وتوفير الدوائر المؤجرة التلغرافية ودوائر المعطيات للمشتركين، بالإضافة إلى توصيل خطوط التلكس بعد أن تم تركيب مقسم التلكس الالكتروني الجديد، وبالتالي أصبح مكتب التلغراف أحد الأقسام التي تتبع هذا المركز من ناحية مسؤولية صيانة أجهزته الطرفية.

       

      بالنسبة للأجهزة اللاسلكية (الراديو) التي نقلت إلى ألوطية فقد كونت بما يسمى بالمحطة الساحلية التي سخرت لخدمة الملاحة البحرية بتوفير الاتصال التجاري والطوارئ للسفن وذلك بعد تحديث الأجهزة بما يتماشى مع هذا المجال.

      أما مركز الفحص والصيانة ( أي أس تي سي) المذكور سلفاً فقد تطور وأصبح يقدم خدمات متطورة في مجال تراسل المعطيات التي حلت محل خدمات التلغراف كتوفير الدوائر المؤجرة لأفرع البنوك وشركات الطيران وغيرها من المؤسسات التي  كانت تحتاج لهذه الخدمة. إلى أن أدخلت خدمة  الوصلات الرقمية وحلت محل الدوائر المؤجرة التي أتت بعد عام  1985 م بعد أن اكتمل إنشاء الشبكة الرقمية الحديثة.

      الفرق بين دوائر التلغراف و دوائر المعطيات:

      في عام 1980م بعد أن أكمل تركيب شبكة الهاتف وأصبحت هناك مقاسم للهاتف الثابت تعم معظم ولايات السلطنة، وربطت هذه المقاسم ببعضها عبر وصلات الماكرويف، أو عبر الكابلات المحورية باستخدام تقنية (أف دي أم) تقنية "التبديل بتقسيم التردد" لحمل المكالمات الهاتفية بين المقاسم جعل من الممكن استغلال الخطوط عبر قنوات هذه التقية في حمل البيانات الكمبيوترية من طرف إلى طرف آخر بما عرف بتراسل المعطيات.

       

      فمصطلح وصلات المعطيات هو نفس مصطلح وصلات التلغراف فكلمة وصلة يقصد بها: وصلة الخط أو سلك هاتفي من نقطة (أ) إلى نقطة (ب) ونوع الخدمة تلغرافية أم معطيات والفرق بين الاثنين هو السرعة وكميات البيانات التي يحملها الخط أرضياً أو عبر وسائط مختلفة.

       

      المصطلحات:

      أولاً: كلمة "تل" في اللاتينية القديمة تعني "البعد" على سبيل المثال "تلكوميونيكاشن" (الاتصال عن بعد)، تلفون (الصوت عن بعد)، تلغراف (الكتابة عن بعد)، تلسكوب وتعني (الرؤية عن بعد) وهكذا.......

       

      التلغراف كما نعلم أول نظام اتصال أتى قبل الهاتف، جاء بعد اكتشاف الكهرباء، وبدأ بنظام شفرة "المورس" باسم مخترعها أي بجعل شفرة تشكيل لكل حرف من حروف الكتابة،وتتكون الشفرة من نقاط وشرط (-) و (.) فعلى سبيل المثال عندما نود إرسال حرف (A) فإننا نقوم بالنقر على مفتاح موصل بخط به كهرباء إلى الطرف الآخر وذلك بالنقر على المفتاح بنقرة قصيرة أو مطولة، فعلى سبيل المثال للحرف المذكور نقرته تتم هكذا: (.-.-) ويستمر هذا التشكيل للثمانية والعشرين حرفاً، ويسمى هذا النظام بتلغراف "المورس".

       

      وشاع استخدام "المورس" في المراسلات عند اختراع الراديو اللاسلكي في بداية القرن التاسع عشر، وكانت الرسائل ترسل عبر الأثير إلى مدى أطول تعبر القارات، وهذا النظام يدوي يتم بواسطة المرسِل والمتلقي باستخدام اليد في الإرسال والاستقبال، وأفيد من هذا النظام في استخدامات متعددة للجيوش والسفن، والطوارئ وكان العامل في هذا المجال يحتاج إلى تأهيل جيد وتدريب دقيق لا يحتمل الخطأ.

       

      بعد تلغراف "المورس" أتى" التلغراف الكاتب" أي باستخدام الطابعات في الإرسال والاستقبال وشفرة الأحرف في هذا النظام تعرف بشفرة الخمس وحدات بمعنى إنه عندما يطبع حرف في لوحة مفاتيح الطابعة تخرج من الطابعة نبضات مرسلة عبر الخط بخمس نبضات كهربائية تتذبذب بين قطبي السالب والموجب (+) و (-) لكل حرف.

       

      من عيوب هذا النظام أنه لا يغطي جميع التشكيلات الموجودة في أحرف الكتابة (الألفباء) وما تتضمنه من أرقام وعلامات وتشكيل وذلك لقلة عدد شفراته، وعندما ظهر في ذلك الوقت كانت الحاجة إليه لتغطية غرض معين وهو الرسائل المطبوعة آلياً فقط، ويعتبر هذا النظام في ذلك الوقت من أفضل الأنظمة تطوراً مقارنة "بالمورس" اليدوي، ومن عيوبه أيضاً السرعة التي لا تزيد عن 300 بود، و"البود" مصطلح يستخدم لقياس سرعة التلغراف الكاتب ويعني (نبضة في الثانية).

       

      وعندما تجاوز استخدام التلغراف عن تبادل الرسائل وجاءت الحاجة إلى استخدامات أخرى كتخزين البيانات واسترجاعها أو تحويلها أو طبعها لزم الأمر سرعة أعلى إذ أن سرعة التلغراف بطيئة في القيام بأعمال تداولا لمعلومات عند الحفظ أو التخزين أو السحب والاستخراج، هذا بالإضافة إلى أن شفرة أحرف التلغراف) لا تغطي جميع أحرف الكتابة المستخدمة كرموز في البيانات المتعامل بها.

       

      كما نعلم كان الغرض من إنشاء التلغراف هو تبادل الرسائل،إذ التقنية في ذلك الوقت كانت محدودة لا تسمح بتبادل جميع البيانات بسبب ما يحتويه التشكيل من قصور في ترميز بقية الأحرف الأخرى كبعض الأرقام والعلامات والفواصل؛ لذا كان لا بد من تغيير "الكود" أولاً من خمس وحدات إلى 8 وحدات وهو الأنسب (من خمس تشكيلات للحرف الواحد إلى ثمان تشكيلات - نبضة كهربائية) بمعنى عندما نضغط على حرف في ملمس الطابعة أو الشاشة فإننا نرسل ثمان تشكيلات في الخط بدلاً من خمس، وكان هذا أول تطوير في مجال تراسل البيانات.

       

      لذا كانت الحاجة إلى تطوير السرعة بما سيحمل من بيانات ولكي يتأتى لهذا التطوير فقد تم تغيير شفرة تشكيل الأحرف فبدلاً من خمس وحدات (نبضات لكل حرف) تم زيادتها إلى 8 وحدات (8 نبضات للحرف ) لتشمل جميع ألأحرف وتشكيلاتها،بينما كان التشكيل في الخمس وحدات للحرف.

       

      هذا التطوير في نظام الاتصال الكمبيوتري جعل الاستفادة من شبكات الهاتف بشكل أكبر فبدلاً من استغلال القناة الصوتية لسرعة لا تزيد عن (300 ن/ث) في شبكة الهاتف الصوتية فإنه أصبح من الممكن توصيل أكثر من شبكة كمبيوتر في آن واحد في هذه القناة وبسرعات متفاوتة. في أيامنا كانت تبدأ كما كنا نوفرها للمشترك من 1200 إلى 9600 ن/ث ويتوقف هذا أيضاً على طريقة تصميم نظام اتصال للكمبيوتر واستئجار أنواع الخطوط أو الدوائر كما تعرف في مصطلح شركات الاتصال باستخدام دائرة مؤجرة متعددة التوصيل بنظام المشاركة فإنه يمكن توصيل عدد كبير من الأفرع بسرعة 9600 ن/ث في قناة صوتية واحدة من تلك التي كانت تخصص في أيامنا لمكالمة مشترك هاتف واحد.

       

      ومن أنواع هذه الدوائر: (وصلة – وصلة)، أو (متعددة الوصلات)، وأيضاً بسرعات مختلفة أصغرها 1200 ن/ث وأعلاها 9600 ن/ثمن التي كان يوفرها (أي أس تي سي)، ويحتسب أجر هذه الدوائر على سرعة المودم وعدد الخطوط الأرضية، والوسائط المستخدمة: (مودم، خط أرضي، قناة (تي يدي أم)، أو قناة صوتية كاملة) .........الخ.

      على سبيل المثال مشترك في القرم أراد أن يستأجر دائرة معطيات من نوع (وصلة – وصلة) إلى أوروبا، ففي هذه الحالة ماذا سيحتاج؟

       

      سيحتاج إلى مودم ليوصل عليه أجهزته الكمبيوترية، وسرعة المودم تتوقف حسب الرغبة من 1200 أو 2400 أو 4800 أو 9600، وعليه أن يختار السرعة المناسبة لأعماله، ثم سيحتاج إلى خط أرضي من مكتبه إلى أقرب مقسم (القرم) ثم سيحتاج إلى وسيط ليوصله إلى ISTC بروي وسيكون في هذه الحالة إحدى قنوات الـ FDM أو (تي دي أم) ومن ثم إلى محطة الأقمار الاصطناعية في أوروبا.

       

      و إذا كان لدى المشترك دائرة معطيات متعددة الوصلات كشركات الطيران والبنوك على سبيل المثال فإنه في هذه الحالة ستتم التوزيعات من (أي أس تي سي) عبر موزع الوصلات بالإضافة إلى تلك الأجهزة المذكورة ونرى هنا بأن المشترك يدفع مبالغاً باهظة في استئجار دوائر المعطيات كما أنه يستهلك عدداً من قنوات الوسائط التي تستخدم أيضاً لربط مقاسم الهاتف ببعضها، مما يؤدي في النهاية إلى اختناق في شبكة الهاتف، لذا جاءت فكرة المقاسم الرقمية، لتحل هذه المعضلات، وتحويل خدمات الهاتف التقليدية بالنظام التفاضلي إلى التقنية الرقمية،مما سهل العمل على شركات الاتصال في توفير عدد أكبر من وصلات الكمبيوتر بجانب الهاتف عبر وصلات (أ دي أس أل) أو عبر الألياف البصرية مباشرة للشركات.

      1. عبد الله السناوي - شارك