1. ذكريات32-3 دت خدمة المدونات

      رحلة العمل -8

      مقر العمل

      خدمات المدونات:

      الخدمات الغير الصوتية (كالتلغراف،والتلكس) وحدت مسمياتها إلى خدمات المدونات record services عندما دخلت خدمة المعطيات، أو خدمة تراسل المعطياتdata transmission  هذه الخدمة شبيه بخدمة الدوائر المؤجرة في التلغراف والتي تؤجرها شركات الاتصالات للمؤسسات التجارية بين نقطة ونقطة، وتعرف بالانجليزية point to point circuits  ففي التلغراف مثلا كانت عبارة عن طابعة (مبرقة)Teleprinters في نقطة (أ) وأخرى في نقطة (ب) أو مقسم switch موصلة بخط سلكي (نفس الأسلاك المستخدمة للهاتف الثابت) يمر عبر (فرام) هيكل التوزيع بالشركة يسمى اختصارا (ًMDF) Middle Distribution Frame.

       

      العملية في دوائر المعطيات بنفس الطريقة إلا أنها تختلف عنها في الأجهزة فبدلاً عن الطابعة حل محلها المودم ويرمز له بـالـ DCE ثم يقوم المشترك بتوصيل أجهزته الطرفية التي يرمز له بالـ DTE وهذه الأجهزة قد تكون شاشة بملمس أو خادم server لكن هذا المصطلح الأخير لم يكن موجوداً في السابق، فكانت جميع الأجهزة الطرفية في السابق بخلاف ما نراها الآن desktop pc الكمبيوتر الشخصي المكتبي كانت عبارة عن شاشات بملمس (screen with keyboard)، موصلة بالكمبيوتر وهو عبارة عن كابينة بحجم دولاب الملابس أو أصغر يعرف بـالـ mainframe.

       

      وفي حالة عدم وجود هاتين النقطتين في حي واحد تبعد كل منها عن الأخرى بمسافة أكثر من 5 كيلومترات، وإذا لزم الأمر وجود وسيط آخر للتوصيل بين الطرفين media بالإضافة إلى الخط فإنها توصل عبر قنوات الـVFT  أو الـ TDM ومن خلال هذه الأجهزة أو الأجهزة المماثلة توصل إلى أي مكان سواء أكان محلياً عبر شبكات الميكروويف microwave أو دولياً عبر الأقمار الاصطناعية، فدور شركات الاتصال هنا هو توفير وتأجير الطابعات أو المودم وخطوط التوصيل وما تصحبها من وسائط.

       

      فالنقطة الأولى بالنسبة للمعطيات الـ (data) قد تكون مطرافاً (terminal) أي شاشة بملمس، والنقطة الأخرى قد تكون كمبيوتر مركزي في كابنة يعرف بالـ (mainframe) فدور شركات الاتصال هنا تأمين الأجهزة التي تخرج عن مبنى المشترك.

       

      أما ما يتم داخل مكتب المشترك من توصيلات لا تتدخل شركة الاتصال وهي غير مسئولة عنها إلا إذا خرجت خارج مبنى المشترك، أو كان هناك عقد خاص مبرم مسبقاً مع شركة الاتصال بتوفير أو صيانة أجهزة المشترك ضمن أجهزتها كالموصلات مثلاً، أو أجهزة توزيع الوصلات إلى كابنة الكمبيوتر، على سبيل المثال: بنك، أو شركة طيران لديها أكثر من منضدة خدمة فأرادت توصيل شاشاتها بموصل توزيع مداخل الكمبيوتر الذي يعرف سابقاً بـ port sharing device  والذي قد يكون مماثلاً للـ Hub في الوقت الحاضر.

       من الرموز التي ذكرتها الـ DCE فهي اختصار لعبارةData Communication Equipment  يعني بصفة عامة المودم أو الذي يتصل بخطوط شركة الاتصال وأحياناً يسمى بمشغل الخط (line driver) إذا كانت المسافة قصيرة وهذا من اختصاص شركة الاتصال تأمينه مع خط المشترك. يؤجر المودم مع الخط حسب سرعة المودم، أقلها 1200 ن/ث وأعلاها 9600 ن/ث، فكل سرعة لها معايير دولية تعرف بسلسلة الـ V-Series تصدر عن اللجنة الاستشارية للبرق والهاتف، بالاتحاد دولي للمواصلات الـ(ITU) ويختصر مسمى اللجنة المعنية باللغة اللاتينية CCITT وبالانجليزية تعني: International Consultant Committee for Telegraph & Telephone  فكلمة برق يقصد بها في الاتصالات التلكس والتلغراف، مشتقة من كلمة برقية.

       لذلك نجد مسمى الوزارة السابقة المعنية بالاتصالات اسمها (وزارة البريد والبرق والهاتف). فبعد تطور التلغراف وبعد أن تعاظمت دوائر المعطيات الـData غير الاتحاد الدولي للمواصلات مسمى اللجنة الاستشارية إلى ITU فأي توصية تصدر عن اللجنة المذكورة تسمى توصية الـ : أي تي يو ITU recommendation .

       توصيات اللجنة الاستشارية الدولية هي بمثابة مواصفات لأجهزة الاتصالات وطرق استخدامها وتوافقها مع أجهزة المشترك الطرفية أي التوافق بين DCE والـ DTE فهذه الأخيرة تصدر مواصفاتها المنظمة الدولية للمعايير والمقاييس الـ ISO وتلتزم بها شركات التصنيع ولكل دوله هيئة مماثلة تتبع وزارة التجارة والصناعة داخل البلد.

       في الحقيقة عندما آتي لأقارن ما كنا نوفره في السابق للمشترك في دوائر المعطيات، نجد أنه كان يكلف مبالغاً باهظة، فأصبح الآن لا يساوي شيئاً ويمكن أن يحصل عليه المشترك من باعة الحاسب الآلي مجاناً، كما أن حجمه قد لا يتعدى حجم (علبة الكبريت) فموزع التوصيل هذا مثلاً الـ port sharing device قد يماثل موزع توصيلات الـ USB الآن والمودم يأتي الآن داخل الكمبيوتر مجاناً وبسرعة أعلى مما كنا نوفرها للمشترك من أجهزة مستقلة بحجم علبة جهاز الفيديو المنزلي أو مستقبل الفضائيات الـ  receiver

       ومن الأشياء التي كنا نأخذ عليها دورات مكثفة أو نصنعها بأيدينا، فمن أبسطها الآن هو الكابل الذي يأتي جاهزاً بقيمة 500 بيسة، وهو الذي يربط الطابعة بالكمبيوتر printer cable أو الكمبيوتر بالشبكة عبر المودم. جميع التوصيلات الكمبيوترية التي يتم شرائها الآن من السوق بأقل من ريال واحد، كنا في السابق نبذل جهداً في توصيلها باللحام، وبدقة متناهية في مقابس التوصيل الـ plug مع مراعاة لون كل سلك في كل خرم pin وقد يصل عدد الوصلات إلى 24 خرم حسب المعايير الدولية وتعرف بالـ V-standard ويجب على كل منا معرفته وعلى سبيل المثال مسمى كل (pin) وصلة تمر عبرها الإشارات بين الكمبيوتر والمودم الـ DTE والذي يعرف ببرتوكولات التوصيل (التخاطب والتوافق) بين الكمبيوتر الـ DTE  والمودم الـ modem protocol & hand shaking لضمان التوصيل الآمن وذلك قبل بدء تحويل المعلومات إلى الطرف الآخر.

       ومن أمثال هذه الاختصارات التي تسمى بدوائر المودم وفق التوصية الدولية ألـ V.24 RS232C :-

      RTS, CTS, DSR, CDS, DTR, DCR الخ...فمسمى الإشارات بين المودم والكمبيوتر مثلاً:-

      Data set Ready (DSR)

      Clear to send (CTS)

      Ready to send (RTS)

      وهكذا، كما نرى هذه الإشارات لمعرفة مدى استعدادات المودم لتلقي البيانات المراد تحويلها بواسطة الكمبيوتر، ومعرفة معلومات جودة الخط، والسرعة القصوى المراد استخدامها، ومعرفة استعداد الطرف المستقبل، هذه المعاني كلها على فني الاتصالات الذي يعمل في مجال تراسل المعطيات أن يفهمها ويعي طرق قياسها باستخدام (كاشف الذبذبات) الـ  oscilloscope  وعداد الترددات  frequency counter

       ربما يستخف بعض مستخدمي الكمبيوتر من هذه الكابلات، ولكن في الكابلات التي تربط المودم و الكمبيوتر، يكمن سر جودة تراسل المعطيات كله، في التوصيلات التي توفرها شركة الاتصال كجهاز مستقل بذاته كما هو الآن عند توفير مودم الـ DSL يتم التوصيل في السابق بين المودم والكمبيوتر بنفس كابل الطابعة القديم serial cable غير ألـ USB المكون من 24 وصلة في المقبس plugالمسمى D- 25 pin connector مع تغيير في بعض التوصيلات وفق المعيار الدوليccitt v-24.

       هذه المعلومات التي أوردتها عن تراسل التلغراف والمعطيات تشمل الفترة منذ التحاقي بالشركة وحتى فترة نهاية ترأسي للقسم، قسم التلغراف وتراسل المعطيات وعندما رقيت في عام 1990 وأصبحت مديراً للتشغيل تغيرت مهام عملي، لاشك تغير الكثير في القسم منذ أن تركته، وربما قد يكون قد ألغي.

      لقد تحاشيت بقدر المستطاع هنا الدخول في التفاصيل الكثيرة لأن هذه المعلومات متوفرة حتى عبر الانترنت، ولكن ما وددت تبيانه هو أنه ليس من السهل لرجل الاتصالات في السابق أن يتعامل بسهولة مع الأجهزة غير الرقمية، الوسيطة بين مشترك وآخر إذ أن تركيبها وصيانتها صعب ليست كما في وقتنا الحاضر، إذ على الفني معرفة عمل كل جهاز وطرق الفحص والقياس، معرفة تامة في تتبع الإشارات والترددات وخاصيتها الكهرومغناطيسية electrical characteristics  لضمان جودة الاتصال وذلك من منطلق كونها هي الأساس في عمل الفاحص اليومي كالممرض الذي يفحص حالة المريض.

       إذ ليس هناك ما يعرف الآن بذاتي الفحص وتحديد العطل self-diagnosing and faults determination  والفرق بين الحاضر والماضي هو أن المهندس في السابق مكانه الورشة أو مركز الأجهزة، يقرأ دليل الصيانة manual ويتتبع الأعطال، ومقارنة ما في المواصفات حسب الخرائط، و يقرأ تقارير الفحص، يعدل و يصمم، يمسك كاوية اللحام أحياناً ويغير القطع الالكترونية electronic components وفي نفس الوقت يكون معيناً ومرشداً للفنيين، وهو معلم يدرب، كالطبيب الذي يفحص المرضى ويقرر العلاج بمعاونة الممرضين.

       لم تكن لدينا مكاتب نجلس عليها أمام شاشات الكمبيوتر نتصفح الانترنت. الكل مشغول مرتبط بجدول معين لعمله اليومي lining-up schedule ولا بد أن ينجز ما يحتويه الجدول قبل أن يغادر إلى بيته، لا تأجيل خاصة في الجداول الدولية بسبب فرق التوقيت وإلا ستفرض غرامة عليه إذ انقطعت الخدمة في الأجهزة المقرر فحصها.

       

      وعندما يلتحق مهندس جديد معنا فإن الكل ينظر إليه بترقب ما الجديد الذي سيضيفه في القسم والأجانب عندما يرون مهندساً لا جديد لديه يطلقون عليه لقب "مهندس كرسي" أي مهندس للجلوس على مكتب، كنا نواجه تحدياً كبيراً مع الفنيين الأجانب لأن الشركة تطلب منا التعاون على أساس المساواة دون تمييز.

       

      1. عبد الله السناوي - شارك