-
-
لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك - ٢٦٢
هناك مثل شعبي يقول؛ "لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك"، مثل من الأمثال الشعبية المتداولة في المجالس التي تحدثت عن الأخلاق، وعن حسن الكلام، فلسان الإنسان حصنه الحصين لو استطاع التحكم فيه وأوقفه عن أذية الناس عاش في سلام، وابتعد عن الشر وأحبه الناس، أما أن لم يستطع التحكم في لسانه وتركه على الناس؛ فسوف يعرضه لكثير من المشاكل، ولا شك أن الشخص الذي لا يتبع ذلك يعتبر شخصًا منبوذًا وغير مرحب به بين الناس، كما يترتب أيضا أن يكون شخصًا غير مقبولا في المجتمع ككل
للأسف الشديد، كثير من الأخوة العرب في شمال الجزيرة العربية، و في بلدان الشام عدا العراق، التي بيننا وبينها ارتباطا تاريخيا، خاصة البصرة، وأيضا البلدان التي في شمال افريقيا للأسف هؤلاء الأخوة العرب لا يعرفون عن التاريخ العماني، ودور عمان في نشر الثقافة الإسلامية، و الدفاع عن منجزات العرب ، لا يعرفون بأن سلطنة عمان كانت امبراطورية تنافس قوى عظمى كبريطانيا وفرنسا و الهولنديين، والبرتغال سابقا، ولا يعرفون عن ديموغرافية عمان ولا عن التركيبة السكانية بها، ويقارنونها تاريخيا بالدول المجاورة لها
لست أدري هل هذا قصورا في منهاج التعليم الجغرافي عندهم؛ أم أنه تهميش لعمان شأنها شأن دول ساحل الخليج العربي؛ التي ظهرت أهميتها بعد اكتشاف النفط فيها. أنا لاحظت بدأ الاهتمام الاعلامي عن سلطنة عمان بعد وفاة السلطان قابوس - رحمه الله
بدأ الاعلام العربي يتحدث عن عمان بدأ من سلاسة انتقال الحكم، وعن المنجزات التي تحققت في عهد السلطان الراحل؛ التي ابهرت شعوب هذه الدول، سواء كان عما تحقق في البنية التحتية؛ الاجتماعية، أو الاقتصادية، أو النقل والاتصالات، والأمنية
بدأ الكثير ممن يبحث عن الشهرة أو الظهور؛ وجد عمان منبرا يتحدث عن تاريخها وعظمة شعبها، وكان هذا بمثابة جذب للزوار إلى عمان من مختلف الجنسيات العربية والاجنبية، دون استثناء، مما جعل اقبالا على زيارة سلطنة عمان وكانت التسهيلات التي منحتها سلطنة عمان في الحصول على تأشيرات الدخول بشتى انواعها، سببا في جعل ازدياد الزوار و الاقبال، لا هناك مانع؛ طالما هناك احترام للعادات وتقاليد سكان البلد وعدم التدخل في شؤون سلطنة عمان السياسية، أو اتخاذ سلطنة عمان منبرا لممارسة نشاطات سياسية عداءيه ضد أي دولة
عمان دولة مسالمة ومحايدة لا تتدخل في شؤون الغير ملتزمة حرفيا بالاتفاقيات والمعاهدات التي ابرمتها مع منظمات الدولية، العماني بطبعه مسالم، ويحترم النظام، وقد تربى على ذلك، ولا يعتدي إلا من اعتدى عليه؛ كما جاء في سورة البقرة "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" (١٩٠)، والعماني متسامح اقتداء بما جاء في سور الانعام "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون" (٢٠٥) وهناك حديث شريف للرسول عليه الصلاة والسلام، في نفس السياق
مجمل الكلام؛ العماني أكثر التزاما بالدين لأن نشأته نشأة دينية أثرت في شخصيته، وكونت في سلوكه، لا يعرف السب أو الشتم، أو الاعتداء، بعكس بعض الأخوة العرب في الشمال إذ اصبح السب والشتم خاصة على الحكام سمة يتميزون بها، كلما اختاروا حاكما؛ بعد فتره اتهموه بخيانة الأمانة و من ثم انقلبوا عليه، بعض هذه الدول لم تستقر سياسيا منذ استقلالها من الاستعمار، الأجنبي، حتى الآن، وصدروا مشاكلهم إلى الدول المستقرة سياسيا كدول الخليج مثلا التي بها النظام العائلي أو "النظام الأبوي" شعوب هذه الدول ستظل هكذا غير مستقرة سياسيا وبالتالي ينعكس هذا على وضعهم الاجتماعي ما لم يكن هناك التزام بينهم، في سورة الرعد قوله تعالى : "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" (١١)
على سبيل المثال النظام المصري مشابه في ديمغرافيته للدول التي ذكرتها، في الشام مثلا، ولكنه اكثر استقرارا، مصر احتضنت جنسيات وعرقيات مختلفة منذ أن وقعت اتفاقية الهجرات واللجوء السياسي، في بداية القرن العشرين؛ بعد الحرب العالمية إلأولى، وكان أول من هاجر إليها هم الأرمن بحوالي ١٩٠ الف مهاجر، هذا ناهيك عن الهجرات التي توالت بعد ذلك، مع هذا فهي مستقرة سياسيا بغض النظر عن بعض التذمر، والتظاهرات التي تحدث بين حين وآخر في مصر، إلا أن رعاياها أكثر التزاما عن غيرهم واحتراما في الدولة التي يقيمون فيها، بعكس غيرهم، للأسف الذين يحشرون انفسهم فيما لا يعنيهم، والأمثلة كثيرة لا حصر لها، يكفي أن نتتبع الذين انشأوا منصات في قنوات اليوتيوب يسبون حكام ورموز الدولة التي قد عاشوا فيها، واحتضنتهم من جحيم بلدانهم، التي افسدوها
إن ما يغضب المرء؛ عندما نرى أناس أكلوا وشربوا من خيرات بلد، ثم نسوا خيره، رفسوه ونهقوا بالسنة السب والشتم، على الحكام متناسين حريمهم اللاتي يجبن الشوارع مومسات الليل، وعندما ابعدوا بسبب سلوكهم السيء وانخراطهم في أمور محظورة صب غضبهم وغيظهم على النظام ورموزه بل طال أسرهم، هؤلاء يمكن وصفهم كما جاء في سورة الفتح؛ "وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا" لن تستقر أوضاعهم أبدا
وحتى أكون صادقا وكمثال؛ أقام أحد الإخوة السوريين منصة في إحدى قنوات اليوتيوب؛ خصصها للتطاول على رموز بلادنا، ولم يبق من السب أو الشتم إلا و أتى به، والسبب رفض الجهات المختصة عندنا تجديد أو تمديد إقامته وإقامة أبيه الذي كان يعمل طبيب سنان، مما دعى إلى رحيلهما من البلاد، والسبب كان واضحا أقره هو بعظمة لسانه؛ كانت على أبيه ملاحظات أمنية، وهو ايضا اشترك في المسيرات التي حدثت في عام ٢٠١١ وكان يحرض بعض المتظاهرين على العصيان والتمرد، ولم يلتزما هو وابيه الطبيب بقانون الإقامة أو العمل، لذا طلب منهما الرحيل، ويبدو أنهما رحلا ايضا من المملكة العربية السعودية وإمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة ايضا، وذكر هذا بطريقة مبهمة إلا أنه صب امتعاضه و غيظه على سلطنة عمان ليس لشيء لكن ليخلق الفوضى والبلبلة في هذا البلد الآمن
مثال آخر، إمرأة سورية مطلقة,,؛ ضرة سابقة لإحدى زوجات شخصية عمانية مرموقة، ولسبب ما تم إخفاء زواجهما، حملت بطفل منه، و بسبب خلاف نشب بينهما طلبت الطلاق منه، ولما تعسر لها ذلك، بدأت تلاحقه وتشتت أسرار بيته على الملأ خلال منصات التواصل الاجتماعي لتنقص من قدره وتقلل من شأنه الإجتماعي بين الناس، بل لم تكتف بحكم القضاء العماني، أو في المحاكم بالخارج أو خارج الدولة التي تقيم فيها، بل سعت لتستضاف من قبل سيء السمعة إبحدى منصات التواصل الاجتماعي التي يديرها شاب عماني منبوذ، وبدأت تفرغ كل ما في جعبتها من فضائح دون استحياء، غير مبالية لحقوق الزوج، التي نص عليها الشرع، وكانت مستمتعة، تروي قصتها اشبه ما تكون برواية بفلم هندي، وذاك الشاب العماني المهرج مع الأخ السوري الذي سبق ذكره كانوا زبانيتها يدفعون الناس للتصفيق لها، لكن؛ على كل حال لن يطول بها المدى وعلى قول الشاعر (إن غدا لناظره قريب)
- عبد الله السناوي - شارك
-