من مكتبتي -309

عنوان الكتاب: الإسلام والغرب مواجهة.... أم حوار!

المؤلف: الدكتور محمد علي عمر الفرا

;هذا الكتاب

صورة العرب والمسلمين في الغرب من المواضيع التي لا تفقد أهميتها بتقادم الزمن فهي تطفو اليوم على السطح بعد أحداث تفجيرات الحادي عشر من أيلول /سبتمبر 2001 والتي بسببها أعلنت أولايات المتحدة الحرب على الإرهاب بدعم من حلفائها الأوروبيين ومساعدتهم، وقد بدأت هذه الحرب بالهجوم على أفغانستان وإنهاء حكم طالبان وتدمير تنظيم القاعدة برئاسة أسامة بن لادن الذي عدته الولايا المتحدة المتهم الأول في هذه التفجيرات، وهي عازمة على توسيع نطاق هذه الحرب لتشمل جميع الأقطار والحكومات التي تعتقد أنها تدعم الإرهاب أو تموله وتأويه.

إن صورة العرب والمسلمين التي تبدو اليوم مشوهة في الغرب قديمة، يعود تاريخها إلى ظهور الإسلام وانتشاره السريع في أثناء الفتوحات الإسلامية، مما أثار مخاوف الأوروبيين الذين اعتقدوا أن الإسلام أصبح يشكل خطرا على عقيدتهم المسيحية، ويهدد أقطارهم وبخاصة بعد احتلال المسلمين للشمال الأفريقي ومعظم جزر البحر المتوسط واسبانيا ودخولهم الأراضي الفرنسية.

لقد مرت العلاقة بين الإسلام والغرب بعدة مراحل تشكلت فيها الكثير من الصور النمطية عن العرب والمسلمين. ففي المرحلة الأولى كانت نظرة الغرب للإسلام يغلب عليها الخوف والكره والحقد. واستهلت المرحلة الثانية بالصدام الذي بلغ ذروته في الحروب الصليبية. وفي المرحلة الثالثة اتخذ الصدام أبعادا مختلفة ممثلة في الكشوف الجغرافية والاستعمار.

أما المرحلة الرابعة فقد ساد فيها العقل على العاطفة وأمكن إرساء أسس الحوار وقواعده بين الإسلام والغرب وبالحوار وحده يمكن إقامة علاقات قوية ودائمة بين العرب والمسلمين من ناحية وبين الغرب من ناحية أخرى. وهذا ما يركز عليه الفصل السابع والأخير من هذا الكتاب.